المراكز التجارية لم تعد رائجة كالسابق في الولايات المتحدة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

المراكز التجارية لم تعد رائجة كالسابق في الولايات المتحدة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المراكز التجارية لم تعد رائجة كالسابق في الولايات المتحدة

المراكز التجارية في الولايات المتحدة
فيرفاكس ـ أ ف ب

لا تزال سييرا دورسي تتذكر الأيام التي كانت تتسكع فيها في المركز التجاري عندما كانت مراهقة، لكنها باتت اليوم تفضل التبضع في أماكن أخرى، شأنها في ذلك شأن غالبية الأميركيين الذين لم تعد تجذبهم مراكز التسوق رمز الاستهلاك منذ الستينيات.

"المراكز التجارية تمر في أزمة" و"المركز التجاري الأميركي بات من الأنواع المهددة"، هي بعض عناوين صحف اميركية تتناول منذ شهر تقريبا التدهور النسبي لمواقع التسوق الضخمة هذه.

وقالت سييرا وهي بائعة في السابع والعشرين من العمر في متجر فاخر للمنتجات الطبيعية في فيرفاكس الواقعة في ضواحي واشنطن "أول مرة سمحت لي أمي فيها بالخروج لوحدي كانت لأقصد المركز التجاري".

لكن مفهوم المركز التجاري الضخم التقليدي المؤلف من عدة أروقة متقاطعة ومن طابقين مع ماركات كبيرة تحت سقف واحد، بدأ يتدهور.

وشرح ديفيد رولفس عالم الاجتماع في جامعة لويسفيل (كنتاكي) لوكالة فرانس برس أنه "لم يتم بناء أي مركز منذ العام 2009".

وبينت دراسة أجرتها مجموعة "كوستار غروب" المتخصصة ونشرت نتائجها في صحيفة "نيويورك تايمز" أن 80 % من المراكز التجارية المسقوفة البالغ عددها 1200 يسجل أداء مقبولا، لكن وضع 20 % منها بات اليوم على المحك، في مقابل 6 % سنة 2006.

وقد تعزى هذه الحال بجزء منها إلى ازدهار التجارة الإلكترونية، حتى لو لم تشكل هذه الأخيرة إلا 6,6 % من المبيعات بالتجزئة في العام 2014، بالإضافة إلى تداعي المباني وتكاثر المراكز، بحسب الخبراء.

كما أن المستهلك بات اليوم يفضل المتاجر الصغيرة المنتشرة في الشوارع. وأكد ديفيد دوشتر وهو خبير عقاري متخصص في المشاريع التجارية أن "متاجر التجزئة تعود اليوم إلى الشوارع حيث جذورها".

وتعد المراكز التجارية المحاطة بمواقف شاسعة التي حلت محل الأسواق والأحياء التجارية رمزا إلى الحلم الأميركي وميول الأميركيين إلى الاستهلاك منذ الستينيات بأرضياتها اللماعة ونوافيرها ونبتاتها الخضراء ومتاجرها ومطاعمها.

وصرح ديفيد رولفس أن "الرغبة في الالتحاق بركب الحياة العصرية كانت سائدة في الخمسينيات والستينيات وباتت هذه المراكز تفضل على متاجر وسط المدينة والتجمعات التجارية في الهواء الطلق بفضل طابعها العصري".

وزاد الإقبال عليها من جراء تطور شبكات الطرقات وازدهار السيارات ونزوح العائلات إلى الضواحي الأرخص كلفة.

وفتح أول مركز تجاري رسمي أبوابه سنة 1956 في مينيسوتا (الشمال). ولا يزال مركز "ساوثديل سنتر" قيد الخدمة اليوم وفتح بعده 1500 مركز تجاري.

وصاحب هذه الفكرة هو المهندس المعماري النمسوي فيكتور غروين الاشتراكي الميول الذي أراد أن يعكس هذا الحيز الاجتماعي، التنوع السائد في وسط المدينة، على ما ذكر عالم الاجتماع.

وأضاف العالم "لكن المركز التجاري سرعان ما أصبح موقعا للاستهلاك"، ما عدا للمراهقين الذين لا يزالون يتسكعون فيه.

وقد تناولت الثقافة الشعبية والكثير من الافلام السينمائية موضوع المراكز التجارية في أحداثها، من قبيل "باك تو ذي فيوتشر" و"تيرمينايتر".

وصور فيلم "غون غيرل" المرشح لجائزة "أوسكار" في فئة أفضل ممثلة في مركز تجاري مهجور.

وقد وثق تدهور المراكز التجارية في موقع إلكتروني يحمل اسم "المراكز الميتة" (ديدمالز.كوم).

وشرح جورج ريتز عالم الاجتماع الذي ألف كتابا عن ظاهرة يسميها "كاتدرائيات الاستهلاك" أن "المسألة ليست مسألة تراجع الاستهلاك، فهو يزداد بالعكس لكنه أصبح يجري بطريقة مختلفة وفي مواقع أخرى. وباتت المراكز التجارية تغدو مجمعات ترفيهية".

تلك هي في الواقع فكرة مشروع "سيتي سنتر دي سي" الذي يديره ديفيد دوتشر والذي يريد أن يجمع فيه المتاجر والشقق والمكاتب والمسارح ودور السينما في قلب العاصمة الأميركية.

وشرح الخبير أن الشباب الذين يضطلعون بدور "المحرك ... يريدون بيئة اجتماعية يمكنهم فيها أن يتبضعوا ويمضوا أوقاتا مرحة وليس مجرد شراء بعض المنتجات"، معتبرا أن الآفاق لا تزال مزدهرة بالنسبة إلى المراكز التجارية الأحسن أداء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراكز التجارية لم تعد رائجة كالسابق في الولايات المتحدة المراكز التجارية لم تعد رائجة كالسابق في الولايات المتحدة



GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 09:48 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

تراجع نسبة التضخم في تونس

GMT 06:30 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

القبض على جماعة تعمل لحساب "داعش" في البليدة

GMT 18:28 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

انتخاب العبادي أمينًا عامًا لـ"العدل والإحسان" المغربية

GMT 16:52 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

طارق الشناوي يكشف عن أسرار جديدة في حياة "ملك العود"

GMT 09:11 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سميرة سعيد تكشف عن رأيها في مواهب برنامج "ذا فويس سنيور"

GMT 03:53 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

ميدالية فضية للرامية راي باسيل في بطولة العرب في الرماية

GMT 09:41 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

رانيا حدادين الناشطة الاردنية تزرع أرزة في جبال لبنان

GMT 22:14 2016 الأحد ,18 أيلول / سبتمبر

مدرب نادي "السماوة" يعلن استقالته من منصبه

GMT 04:17 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

هاشتاق في "تويتر" يدعو لمقاطعة المعلنين في قنوات "MBC"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia