تناول الأدوية في أوقات معينة يجعلها أكثر فاعلية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

أكدتها دراسة علمية استمرّت 40 عامًا

تناول الأدوية في أوقات معينة يجعلها أكثر فاعلية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تناول الأدوية في أوقات معينة يجعلها أكثر فاعلية

"أدوية"
نيويورك - مادلين سعادة

يعتقد العلماء أنَّ الدواء قد يعمل بشكل أفضل إذا تناوله المريض في وقتٍ معين من اليوم، بعد اكتشاف فاعلية الآلاف من العقاقير المرتبطة بالساعة البيولوجية للجسم، وعلى الرغم من أنَّ بعض الأدوية المعروفة لدينا مثل الأسبرين والستاتين بتأثيرها الصباحي مقارنة بتناولها في المساء، فلم يكن واضحًا لماذا أو هل ينطبق ذلك على الأدوية الأخرى ؟

عمل بعض العلماء في جامعة "بنسلفانيا" على الجينات في الأجهزة الفردية المختلفة من الجسم على مدار اليوم، ووجدوا أنَّ الكبد والكلى يعملان بشكل أكثر فاعلية بعد الساعة السادسة مساءًا، فالجينات مرتبطة بالرئتين تعمل بشكل كبير أثناء فترة الغداء، أما القلب فهو الأكثر نشاطًا في الصباح.

ويعتقد العلماء أنَّ العقاقير التي تستهدف هذه الجينات ستعمل على نحو مختلف اعتمادًا على الوقت الذي أخذت فيه.

وأظهرت الاختبارات على الفئران، أنَّ ما يقرب من نصف منظمات الصحة في العالم يبيعون أفضل 250 دواء يعملون بشكل مختلف أثناء الليل والنهار، كما أنَّ الكثير من الأدوية لا تستمر كثيرًا في الجسم، لذلك من المهم استخدامها في الوقت الأكثر فاعلية.

وأخذ الأدوية في الوقت الخطأ من اليوم في حال عدم نشاط الجينات يمكن أن يجعلها عديمة الفائدة، وفي المقابل، يمكن للأدوية التي يتم اختبارها في الصباح أن تكون سامة في المساء والعكس.

ويؤكد البروفيسور جون هوغينيش "بالنسبة للعقاقير الفردية والحيوان السليم والدراسات السريرية تحتاج للقيام بها، ولكن الآن نحن نعرف مكان الجسم وكيف يبدو والآثار المحتملة للأدوية أثناء فترات اليوم"، موضحًا "الجرعة المنخفصة من علاج الأسبرين تفضل قبل النوم لخفض ضغط الدم، ولكن لا يقل عن 50% من الأشخاص يتناولون الأسبرين في الصباح، وواحد من كل ستة لا يأخذون الستاتين في الوقت المناسب".

 ويضيف هوغينيش "على الرغم من أنَّ هناك مئات الأوراق التي تبين فاعلية العلاج الكيمائي، إلا أنَّه يتم إعطاء عدد قليل من مرضى السرطان أدويتهم في أوقات معينة من اليوم"، وأصبح الأطباء أكثر اهتمامًا بعلم الـ"كرونوثيرابي"، وهو مواءمة العلاج الطبي على إيقاع الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، خصوصًا لعلاجات التهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان.

مشروع الخمس أعوام الذي أعلن عنه في الأكاديمية الوطنية للعلوم، هو الأول لإنتاج خريطة توضح أنماط الآلاف الجينات في الثدييات على مدار الـ24 الساعة، وقد تساعد الأطباء في عمل العقاقير التي يستفيد منها المريض وفقا للجرعات المحددة زمنيًا.

تقريبًا كل الكائنات الحية لديها آلية داخلية والتي تتزامن مع وظائف الجسم على مدار 24 ساعة من دوران الأرض، في البشر والثدييات الأخرى يتم تنظيم الساعة عبر الحواس الجسدية، وأهم طريقة هي التي تصور ضوء العين والظلام وطريقة إحساس الجلد بتغيرات درجة الحرارة، وأيضًا الأنماط الخاصة بالنوم والاستيقاظ.

وأوضح الدكتور مايكل هيوز، من جامعة "سانت لويس ميسوري" "إنَّ الجينات تخضع للساعة البيولوجية أكثر بكثير مما كنا نعتقد، ومنذ دراسة القليل من الجينات في وقت سابق، كنا نبحث عنها فقط تحت عمود الإنارة، ولكن الآن لدينا المسح الأشمل".

ووجدت الدراسة تحديدًا أنَّ 43% من مجموع الجينات المكونة للبروتين تعمل على إيقاعات الساعة البيولوجية، كما أنَّ الكبد هو الأكثر إيقاعية من جميع الأجهزة التي لها نشاط وراثي في ساعات الفجر والذروة والغسق.

الدراسة الخاصة بتوقيت تأثير الأدوية مستمرة منذ أربعين عامًا، وحققت الكثير من النجاحات مثل مبحث المعالجة الكيميائية والستاتين قصير المفعول والجرعة المنخفضة من الأسبرين، ولكن الكثير منها تم عن طريق الخطأ والتجربة.

ويتابع هوغينيش "الآن نحن نعرف ما هي أهداف الأدوية تحت سيطرة الساعة البيولوجية، وأين ومتى يتحركون في الجسم، وهذا يوفر فرصة أكبر للعلاج من خلال الساعة البيولوجية".

يمكن أن تشمل فوائد توقيت الدواء السليمة الامتثال بشكل أفضل إلى الشفاء وتحسين الكفاءة، أي تفاعلات أقل بين الأدوية ونتائج أفضل بشكل عام وبتكلفة أقل.

ويوضح الدكتور هوغينيش أنَّ الخطوة المقبلة هي تطبيق هذه المعرفة على نماذج حيوانية محددة للنظر في وقت الفاعلية، وفي نهاية المطاف سوف تطبق الدراسات السريرية الصارمة لتحديد الوقت الأمثل للأدوية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تناول الأدوية في أوقات معينة يجعلها أكثر فاعلية تناول الأدوية في أوقات معينة يجعلها أكثر فاعلية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 09:22 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

تونس لم تُسجّل أي إصابة جديدة بمتحوّر أوميكرون

GMT 10:01 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

تونس تفرض إظهار جواز التلقيح ضد كورونا بدءا من 22 ديسمبر

GMT 10:41 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

علامات تحذيرية على الجلد تدل على الإصابة بمرض السكري

GMT 18:13 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتسلم أكثر من 300 ألف جرعة لقاح فايزر من أميركا

GMT 09:52 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

3000 مصاب بالسيدا يرفضون المتابعة الطبية في تونس

GMT 08:55 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

تونس تسجل أول إصابة بالمتحورة «أوميكرون»

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 07:58 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

إيداع 21 شخصا بالسجن أحداث الشغب في ولاية صفاقس التونيسية

GMT 01:33 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

مجموعة Oscar de la Renta ماقبل خريف 2021

GMT 08:24 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 21:00 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

تونس تحتل المرتبة 45 في مؤشر الأمن السبيرني العالمي

GMT 12:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله والترسيم مع إسرائيل

GMT 14:31 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قضية استعجالية ضد البلديات في صفاقس بسبب تراكم النفايات
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia