الواقع الاجتماعي هو المحرك الأساسي للإبداع
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

الفنان التشكيلي عمر البلغيثي لـ "العرب اليوم":

الواقع الاجتماعي هو المحرك الأساسي للإبداع

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الواقع الاجتماعي هو المحرك الأساسي للإبداع

الفنان التشكيلي عمر البلغيثي
مراكش ـ ثورية ايشرم

كشف الفنان التشكيلي المغربي عمر البلغيثي في حديث خاص إلى "العرب اليوم",   عن أن الفن التشكيلي هو صياغة جمالية  لما هو ذاتي عن طريق عناصر تشكيلية من بينها الخط واللون والشكل والمادة وغيرها عن طريق مواد وأدوات على أسندة وفضاءات مختلفة.
تحدث البلغيثي  لـ "العرب اليوم",  عن حياته وفنه ودراسته, وأدوات الفن التشكيلي, والربط بينه وبين الفنون الأخرى, كما تحدث عن وضع الفن في المغرب والاهتمام به وإيجابياته وسلبياته.
وأضاف أنه يتطلب التطلع لما هو متطور بطريقة واقعية أو تجريدية بمواكبة المستجدات الثقافية والجمالية بكيفية تجعل الممارس للمجال التشكيلي بخاصية لها صفة إبداعية متميزة، مضيفًا أن الشكل إذا ما تمت تركيبته بحسن الاختيار للعناصر التشكيلية وتوزيعها بتماسك في إيقاعية اللوحة, فإنه لامحالة سيحيل ضمنيا عن فكرة الموضوع بدل الطرح لذلك بطريقة مباشرة تكون غير فعالة, وهو الشيء الذي يؤدي إلى التلقي بشكل سطحي وجامد.
وأشار الفنان إلى أن "لممارسة الفن التشكيلي طقوس خاصة, حيث اتحايل على الذات بالتغذي تشكيليا من محيط واقعي، وحينما أجدني منكبا في الممارسة التشكيلية، أشعر أني قد حققت المبتغى باعتماد التلقائية لما هو إحساس ذاتي بعيدا عما اكتسبته من دراستي الأكاديمية، علما بأني قد أشتغل في أي وقت، صباحا أو مساءا، وذلك حسب حالاتي النفسية والظرفية, وانفعال أو هدوء أو فرحة أو قلق، مستغلا ذلك قصد التمكن من الاختلاف والتنويع لجعل المتلقي يتقبل بصريا في اللوحة التشكيلية توازنا إبداعيا يحقق لديه متعة التلقي".
وأضاف أنه لايمكن أن نفصل الإبداع عن الواقع الاجتماعي، فهو المحرك الأساسي, لذلك نظرا لما يقوم به من تحريك للأحاسيس والوجدان بتهذيب النفوس، موضحًا أن مجتمعاتنا لا تراهن ولا تهتم بما هو ثقافي إبداعي, حيث يتأتى ذلك بطريقة باهتة لا تخدم صالح المجتمع، إضافة ألى أن الفن التشكيلي تربطه علاقة وطيدة بشتى المجالات الفنية الأخرى كالفن الفوتوغرافي الذي يعتبر جزء من الفنون التشكيلية، يعني أن العلاقة قائمة ومتكاملة حيث الفعل متأكد بالتعامل الصريح عن طريق الصورة.
ولفت إلى أن أدوات التعامل والطرق التعبيرية تختلف بين مجال وآخر, وأن ما تحقق اليوم من تطور عن طريق التصوير الفوتوغرافي يعد جد هام، بالبعد الجمالي عن طريق التعابير المختلفة التي أصبحت لها أساليب وطرق لا متناهية بدل الدور السابق الذي كان ينحصر في النقل المباشر للوقائع في حلة جامدة.
وأوضح البلغيثي أن المزاوجة الإبداعية بين الممارسة ومخزون الذاكرة هي عملية أساسية لديه, وأن اعتمدها كمرجعية تساهم في إغناء تجربته وطرحها كإسهام في الحركة التشكيلية المغربية, مضيفًا أن هذا هم انشغل به منذ تخرجه من الدراسة الأكاديمية.
وأضاف أنه ركز على الممارسة باعتماد الشعور واللاشعور لنسيان ماهو أكاديمي حتى يتسنى له التعبير عن مكنون الذات, بمعنى أنه يحاول أن يتشبع بالمرئي من الواقع ليترك جوهره يصاغ في حلة تشكيلية مختزلة.
ويرى البلغيثي أن واقع الحركة التشكيلية المغربية يعيش حركية هامة بحكم تنوعه, إلا أن هناك عشوائية يتعين ضبطها كي تتم الاستفادة من المجال التشكيلي كإبداع يساهم في التنمية الحضارية للمغرب، خصوصًا أن الاهتمام أصبح جليا عند بعض المتتبعين من المغاربة ومن المؤسسات الخاصة التي أدركت أهمية استغلاله إيجابيا.
واختتم حديثه بأنه يجب تدارك الوقت للاستفادة الفعلية بتنمية هذا المجال في صالح البلاد, وفي مقدمة المسؤولين: وزارة الثقافة، وزارة التربية الوطنية، والمجالس البلدية والجمعيات وغيرهم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع الاجتماعي هو المحرك الأساسي للإبداع الواقع الاجتماعي هو المحرك الأساسي للإبداع



GMT 08:04 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

إنطلاق مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومصر ضيف شرف

GMT 09:59 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تدخل موسوعة غينيس بأكبر حذاء في العالم صنع في صفاقس

GMT 17:36 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الهلال السعودي يخوض خمس مواجهات تجريبية

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 06:35 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"الغذاء والدواء" تضبط 250 تنكة زيت زيتون مغشوش في الأردن

GMT 10:25 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحات فزع بسبب أزمة الأدوية المفقودة في تونس

GMT 04:45 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

ارفعوا أياديكم عن محمد صلاح
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia