حمام إسلامي من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

"حمام إسلامي" من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "حمام إسلامي" من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية

حمام إسلامي
مدريد ـ تونس اليوم

ظهر حمام إسلامي يرجع إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وهو مليء بزخارف جدارية هندسية بالغة الروعة مع منارات للإضاءة تتخذ شكل نجوم ثمانية الرؤوس، على صورة غير مكتملة قليلاً، من الجدران والسقوف المقببة الخاصة بإحدى الحانات الشهيرة في قلب مدينة إشبيلية في جنوب إسبانيا. وفق ما ذكرت «الغارديان» البريطانية.وكان أصحاب حانة «سيرفيرسيريا غيرالدا»، التي كانت تقدم مختلف المشروبات للرواد بالقرب من كاتدرائية إشبيلية منذ عام 1923، قد قرروا في الصيف الماضي الاستفادة من الأعمال المحلية في إصلاح الطرق وانتشار وباء كورونا المستجد بالبدء في أعمال تجديد الحانة تلك التي تأخرت لفترة طويلة من الزمن.

رغم أن الأساطير المتداولة محلياً مع الوثائق التاريخية الغربية تشير إلى أن موقع الحانة ربما كان يضم حماماً شعبياً قديماً في يوم من الأيام، فإن أغلب الناس قد اعتقدوا أن المظهر القديم لحانة «سيرفيرسيريا غيرالدا» يعود إلى الطراز الموديغاري المعماري (شكل من أشكال المعمار النهضوي في الحضارة الموريسكية القديمة على شبه جزيرة إيبيريا)، أو الطراز النهضوي الإسلامي القديم، حيث بنى المهندس المعماري «فينسنت ترافير» الحانة والفندق المجاور على أطلال الحمام القديم في أوائل عشرينيات القرن الماضي.

يقول أنطونيو كاسترو، وهو أحد ملاك الحانة الأربعة: «كان هناك كلام قديم عن وجود حمام في هذا المكان، لكنه لم يبلغ حد إقناع المؤرخين كافة، واعتقد البعض أنه حدث بعد مرور فترة طويلة من الزمن. وكنا نقوم ببعض أعمال التجديد والصيانة، ومن ثم استدعينا أحد علماء الآثار، وهكذا اكتشفنا وجود الحمام القديم».كان عالم الآثار الفارو خيمينيز على دراية بهذه الشائعات القديمة. ولكنه على غرار الكثيرين هناك، تصور أنها مجرد أقاويل خيالية من الماضي العتيق. وفي أحد أيام شهر يوليو (تموز) الماضي، كان فريق العمل يواصل العمل عبر الغلاف الجصي الذي يغطي سقف الحانة عندما اكتشفوا كوة صغيرة تتخذ شكل النجمة ثمانية الرؤوس.

قال خيمينيز: «بمجرد أن رأينا أحد منافذ الإنارة تأكدنا تماماً من هوية المكان، فلا يمكن أن يكون أي شيء آخر سوى الحمام. وكان لزاماً علينا متابعة نمط منافذ الإضاءة في السقف».وسرعان ما أسفر اكتشافهم عن قطعة بديعة من التصاميم القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي إبان عصر حكم الخلافة الموحدية في الأندلس التي بسطت سيطرتها قديماً على ما يُعرف اليوم في إسبانيا والبرتغال، فضلا عن مساحات شاسعة من الشمال الأفريقي.

وأضاف عالم الآثار قائلا: «من ناحية الزخارف، كانت تلك الحمامات القديمة تحتفظ بأكبر قدر ممكن من الزخارف الجدارية الهندسية المحفوظة لأي من الحمامات الشعبية الأخرى المعروفة في شبه جزيرة إيبيريا». واستطرد قائلاً: «كل شيء هنا مزخرف ومزين بكل تأكيد، ومن حسن الحظ أنه نجا عبر الأزمنة الطويلة. والخلفية عبارة عن ملاط من الجير الأبيض المنقوش بخطوط، ودوائر، ومربعات هندسية بديعة. وأعلى ذلك، هناك لوحات من لون أحمر مُصفر لنجوم ثمانية الأذرع، وزهور متعددة الوريقات مع ثماني بتلات لكل منها. ويتبادل هذان التصميمان ويتشابكان في تأقلم جميل مع باقي الأشكال الهندسية المتنوعة لمنافذ الإنارة في الحمام».وفي حين أن الكثير من مواد التبييض بحاجة إلى التنظيف من أجل الكشف عن الطلاء الأحمر أسفلها، فإنه جرى الحفاظ على نمط الحمام التقليدي وإصلاحه. ومن المقرر إعادة افتتاح حانة «سيرفيرسيريا غيرالدا» للجمهور مرة أخرى في غضون أسبوعين أو ثلاثة.

وقال خيمينيز، الذي وصف نوعاً من المحاذاة الحتمية لعدد من الأشياء المختلفة في الحمام: «لقد أعيد الحمام والحانة إلى الحياة من جديد، وصارا معا شيئاً رائعاً للغاية. لقد اشتمل الأمر على الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب مع شيء من حسن الحظ».ويتطلع كاسترو رفقة شركائه الأربعة إلى فصل جديد من تاريخ الحانة الطويل. ولكنهم يتناوبون الشراب أيضاً احتفالاً بالبصيرة الثاقبة للمهندس المعماري «فينسنت ترافير».

وأخيراً قال كاسترو: «كانت تلك الحانة من أشهر الحانات في الماضي، وسيتمكن الناس حالياً من المجيئ إلينا لتناول المشروبات المفضلة في تلك الحانة القديمة التي كانت حماماً تقليدياً في القرن الثاني عشر. وإنه لأمر جيد جداً أن المهندس المعماري من عشرينيات القرن الماضي احترم في أعماله الحمامات القديمة، ولربما كان آخرون حطموا كل شيء لأجل بناء تلك الحانة، لذا نحن ممتنون له كثيراً».

قد يهمك ايضا :

ارتفاع طلب الولايات المتحدة على الكمامات الصينية منذ قدوم بايدن إلى الحكم

دراسة تكشف أن "الكمامات المستخدمة" خطر على الحيوانات والنظم البيئية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمام إسلامي من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية حمام إسلامي من القرن الثاني عشر يظهر في حانة في إشبيلية



GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:02 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

الغنوشي يهنئ سعيّد بشهر رمضان

GMT 16:14 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حذف وزارة الشؤون المحلية وإلحاق مهامها بالداخلية التونسية

GMT 09:52 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

3000 مصاب بالسيدا يرفضون المتابعة الطبية في تونس

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 14:23 2014 السبت ,11 تشرين الأول / أكتوبر

"نوني" تطلق تشكيلة من الأحذية الشتوية أنيقة ومميزة

GMT 13:24 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"الجماعات الإسلامية والعنف" كتاب لمنير أديب

GMT 13:01 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

دب أميركي يتسبب بإغلاق مدرسة في ميشيغان

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 12:31 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أحدث صيحات فساتين الزفاف بالطبقات موضة لعام 2021

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia