رام الله ـ وليد أبوسرحان
تشهد الأروقة السياسية الفلسطينية الرسمية حالة من الغضب و العتاب على الرئيس الأميركي باراك أوباما لوصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"الضعيف".
ووصف أوباما، في مقابلة صحافية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو بـ(القوي جدا)، جراء الشعبية التي يتمتع بها في صفوف الإسرائيليين ، وفي المقابل وصف أبو مازن بـ(الضعيف جدًا) في إشارة إلى انتهاء ولايته القانونية كرئيس للسلطة الفلسطينية فضلًا عن تدني شعبيته في صفوف الفلسطينيين مما يحول دون مقدرته على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن تحقيق السلام.
وأضاف إن " دمج قوة نتنياهو وضعف أبو مازن جعل من الصعب على الطرفين اتخاذ قرارات شجاعة كتلك التي اتخذها أنور السادات ومناحيم بيغن وإسحاق رابين فيما يتعلق بحل هذه المعضلة"
وتابع "الحل يجب أنّ يبدأ من الاثنين لأن اتفاقًا شامًلا يحتاج قيادة جيدة لدى الفلسطينيين والإسرائيليين حتى يمكن أنّ نشاهد ممرًا ينتقل نحو المستقبل، وأكبر صعوبة يواجهها السياسيون هي قدرتهم على رؤية الأشياء بمنظور بعيد المدى " .
وفي سياق متصل جاءت تصريحات أوباما كالصاعقة على القيادة الفلسطينية برام الله لاسيما عباس الذي قدم الكثير من التنازلات بغيّة التعاطي مع التحركات الأميركية التي قام بها وزير الخارجية جون كيري بشأن استئناف المفاوضات التي تم استئنافها العام الماضي بعد تنازل عباس عن موقف القيادة الفلسطينية الذي ربط العودة لمحادثات السلام في حينه بوقف الاستيطان .
وتنازل الرئيس الفلسطيني وقتها استجابة للرغبة الأميركية بضرورة استئناف محادثات السلام التي انتهت مدة 9 أشهر، والتي حددت لاستمرارها بنهاية اذار/مارس الماضي دون أنّ تحرز أيّ تقدم يذكر.
ويدور خلف الكواليس الفلسطينية بأنّ امتناع واشنطن عن ممارسة أيّة ضغوط حقيقة على نتنياهو هو من أفشل مفاوضات السلام التي جرى استئنافها برعاية إدارة أوباما والتي يجري انتقادها بصورة عنيفة أثناء الاجتماعات المغلقة للقيادة الفلسطينية، بوصف مواقف الإدارة الأميركية "بالمايع، والعاهرة أحيانًا " لكسب ودّ إسرائيل وقيادتها.
وتداولت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية ما جاء في مقابلة كيري، السبت، في حين جرى تجاهل تلك المقابلة من الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، فضلًا عن وسائل الإعلام المقربة من السلطة والمحسوبة على حركة فتح التي يتزعمها عباس.
أرسل تعليقك