الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
بعد سيطرت تنظيم "داعش" الإسلامي خلال الأشهر الماضية في السيطرة على الحدود بين سورية والعراق، وإعلانه قيام ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" وتنصيب أبوبكر البغدادي "أميرً للمسلمين" في العالم، وما أن لبث البغدادي في قيادة ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية"، حتى أعلن عن نيته في توسيع نطاق خلافته جنوبًا في اتجاه الحدود السعودية، مما دفع قوات الأمن في الرياض إلى إرسال الاّلاف من قواتها لحماية الحدود السعودية البالغ طولها 850 غيلو متر.
كما أعلنت قوات الأمن السعودية عن مراقبة الحدود من خلال غرفة تحكم، تحتوي على أجهزة رادار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز تعهد الشهر الماضي بإتخاذ إجراءات عدة لحماية السعودية من كل من "داعش" السنيّة التي صنفتها السعودي بأنها منظمة "إرهابية"، والميليشيات الشيعية في العراق التي حشدت قواها لمقاتلة المتمردين.
وعلى الرغم من حالة القلق التي تنتاب قوات الأمن من تقدم "داعش"، إلا أنّ مسؤولي الحدود السعوديين يصفون الميلشيات الشيعية المتحالفة مع حكومة بغداد وإيران بالتهديد الأكبر.
وعلى النقيض من الحدود السورية – العراقية المثقلة بالحركة المرورية التي تعد أكثر الطرق التجارية أهمية في الشرق الأوسط، فإن الحدود السعودية – العراقية ليست محورًا للتجارة الدولية.
يذكر أن المنفذ الحدودي قرب عرعر لم يفتح منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لعبور 65 ألف حاج عراقي قدموا لأداء مناسك الحج، ومع إغلاق المعبر تنمو الحشائش وتزيد ارتفاعاً في منتصف الطريق المؤدي إلى العراق، ويغطي الغبار حظيرة الجمارك. ومن الصعب اختراق الأسوار والحواجز الترابية، ولم يتم القبض سوى على 12 شخصًا وهم يحاولون التسلل بطريقة غير مشروعة منذ بناء تلك الدفاعات قبل عامين.
وفي السياق ذاته أكد قائد حرس الحدود السعودي في المنطقة اللواء فالح السبيعي عن إرسال ما لا يقل عن ألفي جندي من حرس الحدود وثلاث وحدات طائرات هيلكوبتر لتعزيز المنطقة الحدودية القريبة من مدينة عرعر، منذ تقدم «داعش» في يونيو/حزيران الماضي.
وقال اللواء السبيعي إن "داعش" ليست مهمة، فهي جماعة إرهابية ليست لديها قدرة عسكرية، مؤكّدًا أنّ الأكثر أهمية هي الميليشيات الشيعية المنظمة.
ويقول أفراد حرس الحدود الذين يرتدون زيهم الرمادي المموَّه إنهم لاحظوا نشاطاً متزايداً في صفوف رصفائهم على الجانب الآخر من الحدود. وكانت ثلاثة صواريخ أطلقت من العراق على مجمع سكني لحرس الحدود السعودي الأسبوع الماضي.
واعتقد اللواء السبيعي أن من أطلق ثلاثة صواريخ من العراق على مجمع سكني لحرس الحدود السعودي الأسبوع الماضي يسعى إلى إثارة رد فعل عنيف.
وأوضح اللواء السبيعي أن حرس الحدود العراقيين أبلغوا الضباط السعوديين بأنهم اكتشفوا ثلاث مركبات مهجورة استخدمت في إطلاق ثلاثة صواريخ طراز (غراد)، وعلى متنها خمسة صواريخ أخرى من الطراز نفسه، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها بعد عن إطلاق الصواريخمشيرًا إلى أن ميليشيات شيعية أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مسؤوليتها عن إطلاق ستة صواريخ "غراد" على الأراضي السعودية قرب الحدود مع الكويت.
وأوضح النقيب في حرس الحدود السعودي سلطان المطيري أن قوات الأمن السعودية ليست متأكدة من الجماعة التي لسنا متأكدين من كان مسؤولاً. قد تكون "داعش" أو الميليشيا الشيعية، أو جماعة أخرى. توجد في العراق جماعات إرهابية عدة.
أرسل تعليقك