رام الله ـ وليد أبوسرحان
أعادت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ملف العملاء لدولة الاحتلال إلى الواجهة الفلسطينية، حيث كان واضحًا أنَّ سيطرة "حماس" على قطاع غزة، منذ منتصف عام 2007، أدّت إلى الحد من تلك الظاهرة، والقضاء على العديد من العملاء، ما حرم إسرائيل من المعلومات الاستخبارية التي كانت تنقل إليها من داخل القطاع.
وأظهرت الحرب الإسرائيلية الراهنة على غزة أنَّ "هناك شح في المعلومات الاستخبارية الواردة من قطاع غزة، ما يشير إلى نجاح المقاومة في الحد من ظاهرة العمالة لمخابرات العدو، وتناقص عدد العملاء، ما أدى للشح في المعلومات التي كانت تمكّن جيش الاحتلال من تسديد ضربات موجعة للمقاومة ورجالها".
وعلى ضوء ملاحقة العملاء المسقطين من طرف المخابرات الإسرائيلية لنقل معلومات عن المقاومة وتحركاتها داخل غزة، أكّدت مصادر في المقاومة، الخميس، أنَّ "4 عملاء تمَّ إعدامهم منذ الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة".
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإنه "تمّ اعتقال 13 آخرين على الأقل في مناطق متفرقة من قطاع غزة"، مبينةً أنَّ "من قتلوا واعتقلوا تورطوا بصورة مباشرة في استهداف لبعض المقاومين ومنازلهم إضافة إلى الإدلاء بمعلومات عن المرابطين من مجموعات المقاومة وبعض منازل المدنيين التي استهدفت وأدت لاستشهاد العديد منهم".
وأشارت المصادر إلى أنَّ "مجموعات أمنية خاصة بكتائب (القسام)، الجناح المسلح لحركة (حماس)، إضافة إلى مجموعات من الأمن الداخلي، تقوم بمتابعة الشوارع على مدار الساعة بلباس مدني، دون أن تظهر للعيان مراقبة ومتابعة المشتبه فيهم".
ولفتت إلى أنّها "اعتقلت بعض العملاء ممن كانوا يبثون الرعب في صفوف المواطنين عبر ترويج الشائعات عن نيتهم قصف منازل للمواطنين، بحجة تهديدها، وهو ما لم يكن صحيحًا، وأنَّ ذلك كان يهدف لإخلاء المنازل والمناطق من ساكنيها".
وأفاد موقع "المجد" الأمني، أنه لا يمكن لجيش الاحتلال قصف أي بيت قبل أن يتم الاتصال والتواصل مع العميل، الذي يرسل له ضابط المخابرات الإسرائيلية في وقت سابق خريطة عن المنطقة، ليحدد بالتفصيل التوزيعة الجغرافية والسكانية للبيت المستهدف، والبيوت المحيطة به على الخريطة، قبل أن يتم استهداف أي بيت.
وأضاف "أيّ قصف لأي بيت لا يتم إلا عبر تواصل رجل المخابرات مع العميل الذي يكون متواجدًا قرب البيت قبل استهدافه، ليعطي الإشارة النهائية لرجل المخابرات الذي بدوره يعطي الضوء الأخضر للطائرة لاستهدافه، بعد أن يطلب رجل المخابرات من العميل الابتعاد إلى مسافة تضمن سلامته عند استهداف البيت من طرف الطائرات".
وأشار الموقع إلى أنَّ "هذا ما أكّده عدد من العملاء الذين تم إلقاء القبض عليهم نتيجة الاشتباه بتواجدهم في مكان الحدث قبيل القصف، ليبيّنوا أنّ جيش الاحتلال لا يمكن أن يعتمد بالكلية على التقنيات الحديثة في استهداف وقصف البيوت، دون الرجوع للعميل على الأرض، إلا في حالات طارئة ونادرة".
أرسل تعليقك