غزة ـ محمد حبيب
يستمر انقطاع التيار الكهربائي لليوم الخامس على التوالي عن أرجاء مدينة غزة، نتيجة قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء المركزية في القطاع.
وأدى قصف خط الكهرباء الرئيس في شارع بغداد في حي الشجاعية في مدينة غزة الذي يغذي حيي التفاح والشجاعية بالكهرباء، إلى مضاعفة معاناة المواطنين، وما زال الاحتلال يمنع دخول طواقم شركة الكهرباء وبلدية غزة، لإصلاح الإعطاب، ويأتي انقطاع الكهرباء في وقت تعاني فيه محافظات غزة من شح في مياه الشرب.
كما تعاني مناطق عدة من قطاع غزة من انقطاع خطوط الهاتف والانترنت منذ أسبوعين نتيجة القصف والتجريف الإسرائيلي.
ويعتمد سكان قطاع غزة، على محطات تحلية المياه في توفير مياه الشرب لهم، واستخدامها في الطهي، لارتفاع نسبة التلوث والملوحة في بنسبة كبيرة في آبار المياه الجوفية في القطاع، مما يزيد الأعباء المالية عليهم في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة.
فيما يقتصر استخدام الغزّيين، على المياه التي تصلهم من "البلديات"، على أعمال التنظيف، لعدم صلاحيتها للشرب، لشدة ملوحتها، وتتساءل عسقول، "لم نعد قادرين حتى على الحصول على أدنى حقوقنا، نحن الكبار سنتحمل، لكن ماذا بشأن الأطفال، هل سيموتون عطشًا وقصفًا وخوفًا".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استهدف الاحتلال عددًا من آبار وخطوط المياه في محافظات قطاع غزة، وعلى إثر ذلك قطعت المياه عن مناطق واسعة في القطاع.
وأوضح أحد موزعي المياه إسماعيل عمار، أنه لا يتمكن من الاستجابة لطلبات زبائنه في تعبئة المياه، فانقطاع المياه والكهرباء منذ أيام، لم يساعده في عملية تحليه المياه.
وتابع عمار "الوقود لدي نفذ فلا أستطيع تشغيل جهاز فلترة المياه، أو ضخها لخزانات المواطنين، وحتى وإن كان هناك وقود، فالمياه مقطوعة، منذ أيام"، ويتخوف عمار في بعض الأحيان من الخروج، تلبية لطلبات زبائنه بتعبئة خزانات المياه الخاصة بهم، مؤكدًا "إسرائيل لا تفرق بين أي أحد، إنها تستهدف كل شيء يتحرك، لقد استهدفت سيارات تابعة لجهات دولية، فكيف نحن؟".
وحذرت بلدية غزة من كارثة بيئة وصحية نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، بعد قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، وتوقفها عن العمل بشكل كامل، مما أوقف تزويد المواطنين بالمياه، مبينة أن 200 بئرًا للمياه في قطاع غزة، تزود معظم سكان القطاع بالمياه توقفت عن العمل، نتيجة انقطاع الكهرباء.
ووقفت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، عن العمل بشكل كامل بعد أن استهدفت الطائرات الإسرائيلية خزان الوقود الرئيس للمحطة، الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن محافظات القطاع.
وتعتبر 95% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للشرب، وتتزايد فيها نسبة عنصري "النترات" و"الكلورايد"، بكمية أعلى من معدلها الطبيعي، حيث تصل نسبة الكلوريد إلى 1000 ملي غرام في اللتر، في معظم الآبار، على الرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية إن زاد تواجد العنصر عن 205 ملي غرام في اللتر، وإضافة إلى تلوث المياه الذي يعاني منه القطاع، فإن هناك نقصًا حادًّا فيها، فوفقًا لسلطة جودة البيئة، بالحكومة الفلسطينية، فإن نسبة العجز المائي وصلت إلى 100 مليون متر مكعب سنويًا.
ولم يأبه المواطن علاء العمري، بالقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وانطلق يسأل في محطات التحليةة، وبعض المحال التجارية التي فتحت أبوابها، بحثًا عن القليل من المياه لأطفاله.
ورفع العمري، "جالون" المياه الفارغ ملوحًا به وردد "أبحث منذ ساعتين عن أي محطة تحليه لتعبئة المياه، ولم أجد حتى اللحظة".
وبانفعال تابع:" لا يوجد في منزلي مياه منذ ثلاثة أيام، كيف للأطفال أن يبقوا كل هذه المدة بلا مياه، بتنا نعيش أوضاعًا مأساوية صعبة، لا كهرباء ولا ماء والموت في كل مكان".
ولفت العمري إلى أنهم يحاولون مرارًا للاتصال بمحطات التحليةة، إلى أنهم، في معظم الأوقات لا يجدون ردًا، متوقعًا أن المحطات أقفلت أبوابها في هذه الأيام.
ويحتاج قطاع غزة، لطاقة بقوة نحو 360 ميغاوات، لتوليد الكهرباء وسد احتياجات السكان منها (حوالي 1.8 مليون نسمة)، لا يتوفر منها سوى قرابة 200 ميغاوات.
ويحصل قطاع غزة على التيار الكهرباء من ثلاثة مصادر، أولها الاحتلال، حيث تمد القطاع بطاقة مقدارها 120 ميغاوات، وثانيها مصر، وتمد القطاع بـ 28 ميغاوات، فيما تنتج محطة توليد الكهرباء في غزة ما بين 40 إلى 60 ميغاوات.
أرسل تعليقك