الرياض - العرب اليوم
أكد وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والجزائري رمطان لعمامرة في السعودية، الثلاثاء، أهمية التعاون المشترك بين البلدين في مكافحة الإرهاب، من خلال اتخاذ إجراءات تنسيقية وقائية، والعمل على تجفيف مصادر تمويله.
وشدّد الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك على ضرورة تدعيم التعاون العربي والدولي في محاربة مصادر تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مثل المخدرات وغيرها، مطالبين الجامعة العربية بان تعمل على تطوير أساليب مكافحة الإرهاب على مستوى الدول العربية.
وفي ما يتعلق بموقف البلدين من الأزمة في سورية دعا وزير الخارجية السعودية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد النظام السوري لارتكاب جرائم حرب ضد الشعب السوري، وانتهاك القانون الدولي باستخدام الغازات السامة في ريف حماة.
ودعا الفيصل الى إعطاء مقعد سورية في الجامعة العربية الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مشددا على ان اعتماد النظام السوري على تحقيق نصر عسكري لقمع الثورة السورية لن يجدي في حل الازمة، وإنما سيزيد من أعداد القتلى وتدمير البلاد والعودة بها إلى عهود التخلف.
وأوضح سعود الفيصل ان الوصول الى مرحلة توازن عسكري على الارض سيجبر النظام السوري على القبول بالجلوس للمفاوضات لايجاد حل سلمي للازمة .
وبشأن الملف النووي الإيراني أعرب الفيصل عن الامل بأن تسفر مفاوضات مجموعة (5 + 1) مع إيران في التوصل لحلول سلمية للازمة مع توفر ضمانات باستخدام البرنامج النووي الايراني للأغراض السلمية. وجدد التاكيد على موقف السعودية الداعي لإخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وبشأن وجود وساطة جزائرية لحل الازمة مع دولة قطر نفى وزير الخارجية السعودي وجود هذه الوساطة، كما لا توجد مفاوضات سرية في هذا الاتجاه، مشيرا الى ان مجلس التعاون الخليجي يقوم على حرية الدول في سياساتها مع عدم إلحاق الأذى بالدول الأعضاء الأخرى.
وعن تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاخيرة حيال السعودية أعلن سعود الفيصل "من الأجدى للمالكي ان يخاطب القوى السياسية والشعب العراقي لأجل حل قضايا بلاده الداخلية بدلاً من محاولات رميها على الاخرين".
وفي ما يتعلق بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للسعودية أخيرًا أكد سعود الفيصل ان الزيارة كانت ناجحة، وحققت أهدافها في تفهم الجانب الاميركي موقف المملكة من القضايا الاقليمية والدولية والاتفاق على التنسيق والتعاون للتعامل معها.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الجزائري على ضرورة بذل المزيد من الجهد لحل الازمة في سورية بالطرق السلمية، مشيرًا الى ان محادثاته مع المسؤولين السعوديين تناولت القضية الفلسطينية وتنسيق التحركات الدبلوماسية في إطار الجامعة العربية، والعمل على بلورة العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن الجماعي والتنمية المستدامة، حسب ما ذكرت "كونا".
وعبر عن ارتياحه لنتائج هذه الدورة من الاجتماعات المشتركة بين البلدين التي عقدت خلال زيارته في فتح آفاق واعدة للتشاور والتنسيق وحققت خطوة إيجابية نوعية كبيرة باتجاه تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في مختلف المجالات وبخاصة زيادة الاستثمارات.
وفي ما يتعلق بتصنيف بلاده لجماعات سياسية على انها "إرهابية" أكّد الوزير الجزائري ان هذا الأمر يتطلب اتخاذ قرار عربي جماعي، مشيرًا إلى أن بلاده عانت من "الإرهاب"، وتعمل في الإطار الثنائي والإقليمي والدولي على مكافحته بشتى السبل.
وكان وزير الخارجية الجزائري سلم ولي العهد السعودي رسالة خطية للملك عبدالله بن عبدالعزيز من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تتعلق بالعلاقات الثنائية والتنسيق والتشاور السياسي بين البلدين.
أرسل تعليقك