رام الله – وليد أبوسرحان
ساد الشارع الفلسطيني، الأربعاء، حالة من الارتياح لخطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمام أعضاء القيادة الفلسطينية، التي اجتمعت الليلة الماضية، ودعت إلى "أوسع هبة تضامنية فلسطينية مع قطاع غزة".
وقال عباس في كلمته، "لن ننسى ولن نغفر، وشعبنا لن يركع إلا لله، ولن ينعم أحد في العالم بالاستقرار والأمن، ما لم ينعم بهما أطفال غزة والقدس والضفة وأطفال فلسطين في كل مكان، الأمر الذي رأي فيه المواطنون الفلسطينيون، بأنه تغير مفاجئ، وانتصار للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة".
وتابع عباس، في كلمة ألقاها، خلال افتتاح اجتماع القيادة في مقر الرئاسة في رام الله، مساء الثلاثاء، "لن يرهبنا القتل ولا التدمير، وسنعيد بناء ما دمره العدوان، وسنضمد جراحنا، حين يأتي اليوم المحتوم الذي ننتصر فيه، وترفرف رايات القدس عالية فوق الأقصى والقيامة في القدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين المستقلة، إن شاء الله".
وأضاف، "لن نتخلى عن مسؤولياتنا، وسنذهب لأي مكان لوقف العدوان، وسنلاحق كل مرتكبي الجرائم ضد أبناء شعبنا، مهما طال الزمن، دون أن تمر هذه الجرائم من دون محاسبة وعقاب".
وتابع، "نحن نعلم أننا لا نملك قوة الطائرات والمدفعية، لكننا نملك ما هو أقوى من قوة النار والحديد والغطرسة، نملك قوة الحق والعدل، فنحن أصحاب حق لا تمحوه قوة مهما بلغت، وهو حق تاريخي عمد بالتضحيات الجسام، نحن نملك وحدتنا وتماسكنا، لذلك أدعو الجميع إلى التعاضد ونبذ الخلافات في هذه اللحظات العصيبة والتحلي جميعًا بالمسؤولية الوطنية والابتعاد عن الفصائلية الحزبية الضيقة، وندرك أن الهدف الرئيس لهذا العدوان الإسرائيلي تدمير قضيتنا الوطنية وإجهاض المصالحة".
وأضاف، "إنني أكرر مجددًا على ضرورة إخراج القضية الفلسطينية من أية تجاذبات أيًّا كانت، والكف عن إتباع سياسة الكيل بمكيالين، فإن نقطة دم واحدة من طفل فلسطين أغلى عندنا من كل شيء في هذا العالم".
وعلى ضوء تصريحات عباس، التي كان لها صدى واسع من ناحية الترحيب بها، سواء على المستوى الشعبي، أو الفصائيلي، دعا مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، راجي الصوراني، الرئيس الفلسطيني، إلى "التوقيع على اتفاق روما لحقوق الإنسان من أجل الانضمام فورًا الى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة إسرائيل على جرائمها التي ترتكبها ضد قطاع غزة للأسبوع الثالث على التوالي".
ودعت القيادة الفلسطينية، جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، إلى "أوسع تحرك شعبي متواصل تعبيرًا عن الوقوف مع غزة ومقاومتها الباسلة"، مضيفة "نحن على ثقة بأن غزة لن تنكسر في ظل التفاف كل شعبنا معها، ودعمها لجميع الوسائل حتى يعرف الغزاة بأن كل شعبنا العظيم بجميع فئاته وفصائله وقواه داخل الوطن بأكمله وخارجه لن يترك غزة وحدها، ولن يسمح للعدوان المجرم بأن يستفرد بها".
وعقدت القيادة الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، اجتماعًا طارئًا، الليلة الماضية، لدراسة التطورات الأخيرة على صعيد التحرك الوطني في مواجهة العدوان، الذي تشنه إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة، ودعت إلى "توسيع حملة التضامن الدولي مع غزة، البطولة والصمود، ودعوة جميع المنظمات والهيئات الدولية إلى إدانة جرائم المحتلين، والعمل الحثيث لتقديم قادتهم والمسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحاكم الدولية، كما دعت دول العالم بأسره إلى رفض الدعاية المظللة التي تبثها حكومة الاحتلال والعدوان للتغطية على الجرائم الجماعية التي ترتكبها".
وقرَّرت القيادة الفلسطينية العمل العاجل، من أجل تعزيز وحدة الصف الوطني، تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك الدعوة إلى عقد اجتماع فوري لقادة العمل الوطني الفلسطيني من خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة.
وشدَّدت القيادة، في بيان صحافي، على أن "مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بأسره، وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه".
أرسل تعليقك