غزة ـ العرب اليوم
ندد المبعوث الأمريكي مارتن إنديك، بالبناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن البناء سبب ضررا فادحا للمفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، كما يمس بشكل خطير بفكرة "إسرائيل كدولة يهودية" حسب قوله.
ووصفت صحيفة"هآرتس" العبرية تصريحات انديك بأنها "حادة ولم يسبق لها مثيل"، ونقلت عنه القول إن مناقصات البناء والإعلان عن مشاريع بناء استيطاني جديد أحدثت تخريبا في محادثات السلام، وأن ذلك كان بشكل متعمد من قبل داعمي الاستيطان.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات أنديك جاءت في كلمته في معهد واشنطن للشرق الأوسط، حيث قال" إن استمرار البناء المنفلت العقال في الضفة الغربية يدفع إسرائيل إلى واقع ثنائي القومية لا رجعة عنه".
وأكد انديك إن البناء لا يزعزع ثقة الفلسطينيين بهدف المفاوضات بحسب، وإنما يضر بما وصفه "المستقبل اليهودي لإسرائيل"، مضيفا أنه إذا تواصل هذا الوضع فإنه سيمس بشكل خطير بفكرة "إسرائيل كدولة يهودية، وسيكون ذلك مأساة بأبعاد تاريخية".
في المقابل، حمل إنديك المسؤولية عن انهيار "محادثات السلام" للسلطة الفلسطينية، حيث أدان قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الانضمام إلى جملة منظمات دولية، وإعلانه عن توقيع اتفاق مصالحة مع حركة"حماس".
وفي حديثه عن الاستيطان، قال إنديك إنه خلال شهور المفاوضات التسعة نشرت مناقصات لبناء 4800 وحدة سكنية، وأعلن عن التخطيط لبناء 8000 وحدة سكنية، غالبيتها في مناطق من المفترض ألا تكون تحت السيطرة الإسرائيلية، موضحا إن مشاريع البناء الاستيطاني قد أحدثت تآكلا في المفاوضات، ودعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى ما أسماه بـ"الانغلاق".
وأضاف أنه لهذا السبب يعمل وزير الخارجية جون كيري على الدفع باتجاه تحديد الحدود ووضع ترتيبات أمنية بشكل مواز لإغلاق باقي القضايا المختلف عليها، وذلك حتى يكون "لكل طرف مطلق الحرية في البناء في دولته"، على حد تعبيره.
وفي حين أدان إنديك تصريحات رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات بشأن تخطيط إسرائيل لتصفية الرئيس محمود عباس، أدان أيضا البيانات التي وصفها بـ"الكاذبة والمهينة" لجهات إسرائيلية والتي تدعي أن الرئيس عباس وافق على البناء الاستيطاني في الضفة الغربية مقابل إطلاق سراح أسرى.
كما حذر انديك الطرفين من القيام بخطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد وتدهور، مشيرا إلى أن ما يسمى بـ"عملية السلام" لم تنته. ولفت في للوقت ذاته إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري سيتحركان في حال وافق الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على ذلك بشكل جدي.
وبحسب أنديك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يشعران بالحاجة الماسة لاتخاذ قرارات مؤلمة وضرورية للتوصل إلى اتفاق سلام.
وأضاف أن الرئيس عباس اقترح تجميد البناء الاستيطاني بشكل تام، بما في ذلك القدس المحتلة، لفترة 3 شهور، يتم خلالها ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، معربا عن اعتقاده في أنه من غير المتوقع أن يوافق نتنياهو على ذلك تجنبا لتفكك ائتلافه الحكومي، وقال أيضا إنه يمكن حل قضية "الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية" بشكل مواز لحل باقي القضايا في المفاوضات.
أرسل تعليقك