رام الله - وليد ابوسرحان
أحيا الفلسطينيون، الثلاثاء، الذكرى الـ 57 لمجزرة كفر قاسم، التي ارتقى فيها 49 شهيدًا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر العام 1956.
وسقط 49 شهيدًا بينهم النساء والأطفال والشيوخ والشباب برصاص قوات الاحتلال التي نفذت جريمتها بالتزامن مع العدوان الثلاثيّ على مصر، بعد فرض قيادة جيش الاحتلال المتواجدة على الحدود مع الأردن حظر التجول على القرى العربية المتاخمة للحدود مع فلسطين، ومن بينها كفر قاسم، والطيرة، وجلجولية, والطيبة, وقلنسوة وغيرها, وكان يقودها في تلك الفترة صموئيل ملينكي, يتلقى الأوامر مباشرة من قائد كتيبة الجيش الموجودة على الحدود يسخار شدمي.
وبدأت المجزرة عندما أعطت قيادة جيش الاحتلال أمرًا يقضي بفرض حظر التجول من الخامسة مساءً وحتى السادسة من صباح اليوم التالي, وكان القرار حازمًا بإطلاق النار, وقتل كل من يخالف وليس اعتقاله, لأن قيادة الجيش كانت تقول إنها لا تريد التعامل بالعواطف!
وبعد ذلك تم توزيع قوات من الجيش الاحتلالي على القرى العربية في المثلث. وتوجهت مجموعة منهم إلى قرية كفر قاسم, قُسِّمت إلى أربع مجموعات, حيث بقيت إحداها عند المدخل الغربي للبلدة, وأبلغوا مختار كفر قاسم في ذلك الوقت وديع أحمد صرصور بقرار منع التجوُّل، فرد صرصور بأن هناك 400 شخص يعملون خارج القرية ولم يعودوا بعدُ، فتلقَّى وعدًا بأن هؤلاء سيمرُّون ولن يتعرض أحد لهم وهو وعد كاذب، ففي تمام الخامسة مساءً ارتكبت قوات الاحتلال وعصاباتها مجزرة كفر قاسم.
وارتقى على الطرف الغربي للقرية 34 شهيدًا, بينما ارتقى قرابة ثلاثة شهداء على الطرف الشماليّ منهم 10 أطفال و9 نساء, فيما دوَّى صوت إطلاق الرصاص داخل القرية بشكل كثيف, ليطال معظم بيوتها.
وتُلقَّب كفر قاسم بمدينة الشهداء, وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الأول الشيخ قاسم وهو أحد سكان قرية مسحة المجاورة, ويبلغ عدد سكانها قرابة 22 ألف نسمة. و هي تقع على بعد 18 كم شرق مدينة يافا, و11 كم شمال شرق مدينة ملبس, التي غير الاحتلال اسمها إلى بيتاح تكفا, وعلى بعد 48 كم من مدينة نابلس. وتبعد عن القدس 54 كم.
أرسل تعليقك