بيروت ـ جورج شاهين
تجددت الإشتباكات على محاور طرابلس الأحد، وعادت لتسمع الرشقات النارية الثقيلة على المحاور التقليدية فضلا عن اعمال القنص التي تستهدف محيط منطقة الزاهرية واوتوستراد طرابلس الدولي وتعمل وحدات الجيش اللبناني على الرد بكثافة وبشكل مركز على مصادر النيران لاخمادها.
ولفتت مراجع امنية الى ان بعض الرصاصات الطائشة وصلت الى مناطق بعيدة من اماكن الاشتباكات ووصل بعضها الى شارع عزمي، وتساقطت على السيارات وادت احداها الى اصابة سيارة رباعية الدفع سوداء في شارع شفيق كرامي ادت الى اندلاع النيران فيها ما استدعى تدخل المواطنين لاخماد الحريق فيها.
واشارت الى ان حركة السير شبه مشلولة في مختلف شوارع مدينة طرابلس، نتيجة تدهور الوضع الامني. بعد ليل لاهب حيث سقط أكثر من 50 قذيفة مختلفة الأنواع، ما اسفر عن مقتل سبعة مواطنين وإصابة 35 جريحا بينهم 8 عسكريين من الجيش اللبناني من بينهم ضابطين برتبة نقيب وإصابته بالغة وآخر برتبة أدنى ملازم اول في عنقه.
وصباح اليوم دهمت وحدات من الجيش اللبناني منزل قائد محور باب الحديد - الرفاعية حاتم الجنزرلي، واعتقلته مع 6 أشخاص من مجموعته، وذلك عند الساعة الرابعة فجراً كما صادرت عدداً كبيراً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.كما دهمت دورية تابعة للواء 12 في الجيش، محور ساحة الأميركان في جبل محسن، وصادرت منه 4 بنادق حربية وقناصة.
وعلى الأثر قطع مسلحون من انصار الجنزرلي طريق باب الحديد احتجاجا على توقيفه بتهمة إطلاق النار على عناصر من الجيش اللبناني. وافيد ان الطريق الدولي شمال طرابلس بقي عرضة للقنص الشديد من المناطق المكشوفة عليه .
وقالت مصادر قضائية ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر استنابات قضائية الى الاجهزة الامنية في الشمال من شرطة عسكرية وقوى أمن داخلي وغيرها من القوى الامنية، بالبحث والتحري عن الاشخاص الذين يشاركون في الاحداث الاخيرة في طرابلس ويطلقون النار على الجيش والسكان والاهالي. وطلب معرفة اسمائهم وتوقيفهم وسوقهم الى دائرته.
وصباح اليوم اعلنت المستشفى الاسلامي الخيري انها استقبلت ستة جرحى هم: اخلاص الحلبي، محمد صور غاكي، صباح منصور، اسيا صهيون، بلال خضر المانع فيما تعرضت المواطنة نهلا الذهب لانهيار عصبي ليلا وهي تخضع للعلاج.
وفي المواقف السياسية والوطنية اعتبر الكاردينال مار بشارة الراعي في عظة الاحد، ان "ما يحصل في طرابلس بات ينذر بانكشاف امني خطير. وقال يؤسفنا ان بيئتنا ضحية لسياساتنا الضيقة"، وشدد على "ضرورة المحافظة على البيئة الوطنية التي تميّز لبنان، معتبرا انه لا يمكن حمايتها الا بإنسانها ومؤسساتها الدستورية المحترمة".
وكان الراعي قد التقى السبت وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد مروان شربل، في زيارة تم فيها عرض الاوضاع العامة في البلاد، خصوصا الوضع الامني المضطرب في طرابلس.
وبعد اللقاء قال شربل: "اننا كدولة، وكأجهزة امنية، على اتم الإستعداد لتثبيت الامن والإستقرار، وتعزيزهما، على الرغم من وجود العقبات والمشاكل، التي هي بمعظمها خارجية، وتتعدى الحدود اللبنانية".
ودعا جميع السياسيين اللبنانيين الى "اعتماد الخطاب الهادئ، وغير المتشنج، لكي لا ينعكس سلبا على ارض الواقع"، لافتا إلى أن "الجميع يعلم ان هناك مرحلة صعبة، تنتظر لبنان، وتمتد خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2014، ولكن اذا عرفنا كسياسيين كيف نتحاور فيما بيننا، خصوصا في هذه الظروف، حيث لبنان متروك من قبل الجميع، والساحة مهيأة امامنا للاستفادة من هذا الواقع، يمكننا تجاوز جميع الصعاب".
أرسل تعليقك