مجلس الوزراء يخرج بتسوية لفظية لصيغة مركبة لبند المقاومة ينقذ الحكومة من الإستقالة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

قوى 14 آذار تحيي الذكرى التاسعة لانتفاضتها على الوجود السوري في لبنان

مجلس الوزراء يخرج بتسوية لفظية لصيغة مركبة لبند المقاومة ينقذ الحكومة من الإستقالة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مجلس الوزراء يخرج بتسوية لفظية لصيغة مركبة لبند المقاومة ينقذ الحكومة من الإستقالة

14 آذار تحيي الذكرى التاسعة لانتفاضتها
بيروت - رياض شومان
تمكن رئيس الجمهورية ميشال سليمان في جلسة مجلس الوزراء الثانية التي عقدت مساء الجمعة في قصر بعبدا، من انقاذ حكومة الرئيس تمام سلام وخلاصها من قطوع الاستقالة قبل ثلاثة ايام من انتهاء المهلة الدستورية لتقديم بيانها الوزاري، وامكن التوصل الى صيغة توافقية للبيان بحل عقدة "المقاومة "، فجاءت ضمن عبارة مركبة تقول بـ "مسؤولية الدولة في تحرير الارض " مع " حق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال " .
غير أن هذه الصيغة المركبة التي ألغت ثلاثية "الجيش و الشعب والمقاومة"، تحفظ عليها وزراء حزب الكتائب والوزير اشرف ريفي . لكن الوقائع المباشرة وما وراءها من خلفيات لم تحجب هزال هذا الانجاز الذي امكن تحقيقه بشق النفس فجاء باهتا لفرط ما استهلك من وقت ومشاورات واتصالات لم تقتصر على القوى السياسية الداخلية بل تمددت في اتجاهات ديبلوماسية اقليمية ودولية. كما ان صيغة التسوية التي تم التوصل اليها بدت على كثير من الهزال نظرا الى التناقض الصارخ الذي اتسمت به في حصر مسؤولية التحرير بالدولة من جهة والحق في المقاومة بالمواطنين اللبنانيين من جهة مقابلة، بما يشي بصياغة لغوية لم يكن هدفها الحقيقي منها سوى جمع تناقضات نافرة بما يؤسس لتمديد الصراع العمودي الحاد حول هذا المفهوم الهجين للجمع بين منطق الدولة الاحادية السلطة ومنطق المقاومة المستقلة عن الدولة.
وجاءت الفقرة المتعلقة بموضوع المقاومة في ضوء اقتراح لرئيس مجلس النواب نبيه بري ادخلت عليه تعديلات بعد مشاورات طويلة ساهم فيها الرئيس سعد الحريري الذي كان على تواصل مع الرئيس فؤاد السنيورة ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري اللذين زارا قصر بعبدا بعد الظهر كما ساهم فيها النائب وليد جنبلاط من خلال الوزير وائل ابو فاعور وعقدت عشرات الخلوات على هامش الجلسة شارك فيها جميع الوزراء. ونصت الفقرة على الآتي: " تؤكد الحكومة واجب الدولة وسعيها الى تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر وذلك بشتى الوسائل المشروعة مع تأكيد حق المواطنين اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الارض المحتلة ".
لكن وزراء الكتائب الثلاثة سجعان قزي والان حكيم ورمزي جريج اعلنوا رفضهم الفقرة المتعلقة بالمقاومة على ان يتخذ المكتب السياسي للحزب الموقف النهائي اليوم، علما ان الوزير قزي لمح الى امكان استقالة الوزراء الثلاثة كما ان مصادر كتائبية اكدت هذا الاتجاه ليلا. اما الوزير ريفي فتحفظ عن ثلاث نقاط هي فقرة المقاومة لعدم ربطها بكنف الدولة وعدم ورود اي شيء عن انسحاب "حزب الله " من سوريا وعدم لحظ اي اشارة الى الامن الذاتي للحزب وخصوصا في محيط عرسال.
وكانت سبق اقرار الصيغة المركبة لبند المقاومة جرت مشاورات بين الرئيس بري والنائب جنبلاط. وتمحورت هذه المشاورات على صيغ عدة احداها قدمها الرئيس بري وادخل عليها الرئيسان سليمان والسنيورة تعديلات، وتولى ابو فاعور نقلها الى جنبلاط الذي حوّلها الى بري وقيادة "حزب الله" عبر الحاج وفيق صفا. عندئذ طلب سلام انعقاد مجلس الوزراء السابعة مساء، لكن سليمان استمهله حتى الثامنة مساء لاستكمال الاتصالات. فدخل جنبلاط على الخط مباشرة وقبل نصف ساعة من الجلسة فاقترح عبارة "حق المواطنين اللبنانيين" فنالت موافقة الفريقين.وفي هذه الاثناء كان الرئيس سعد الحريري داخل المشاورات وعبر السنيورة فيما بذل رئيس الجمهورية جهدا أثمر استبدال كلمة "تحرير" بـ"استرجاع الارض". وعندما برز موقف الكتائب الرافض نشطت الاتصالات مع الرئيس امين الجميل تولاها الرؤساء سليمان والحريري والسنيورة والنائب جنبلاط.وفي ختام هذه الاتصالات انعقدت الجلسة حيث تليت الفقرة المتصلة بالمقاومة والدولة".
وصرّح وزير العمل سجعان قزي بأن موقف الكتائب منذ البداية "لم يتغيّر وهو ان تكون المقاومة تحت سلطة الدولة وبالتالي رفضنا الفقرة التي لم تشر مباشرة الى هذا الامر على رغم تأييدنا الحكومة السياسية ومساندتنا فخامة الرئيس"، مشيرا الى الاتصالات الواسعة التي جرت مع الرئس الجميل والنائب سامي الجميل وكان تأكيد من الكتائب "ان لا تنازل عن دور الدولة".
وكانت قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري أحيت عصر الجمعة الذكرى التاسعة لانطلاق انتفاضتها على الوجود السوري في لبنان بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فأقامت مهرجانا ضخما في مركز المعارض في :البيال" وسط بيروت.
وتميزت الكلمات في الإحتفال بالذكرى التاسعة لانطلاقة قوى 14 آذار بالحزم حيال سياسة "حزب الله"، فركز الخطباء على رفضه الدولة ودعوه إلى التخلي عن منطق السلاح والإنسحاب من سوريا وتمسك رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة بالمبادئ التي قامت عليها قوى 14 آذار ولا سيما منها رفض العنف والتطرف.
وتوجه السنيورة الى "حزب الله" بالقول: "انسحبوا اليوم من سوريا لكي تكسبوا الغد لان الخسارة ستكون واقعة بكم وبلبنان. من دون شك ان الشعب اللبناني وجمهور المقاومة الذي قدم التضحيات يجب الا يقحم في معارك لا علاقة له بها وشباب لبنان يجب الا يقتل في المكان الخطأ في مواجهة اخوان له من الشعب السوري".
أضاف: "ان الانسحاب من القتال في سوريا اليوم افضل من الانسحاب غدا ولن أزيد، عودوا الى لبنان لتنقذوا شباب لبنان من السقوط في الأتون والأهوال". وقال: "لم ولن نحمل السلاح في وجه اهلنا في الوطن وسنبقي على ايدينا الممدوة لأشقائنا في الوطن تحت سلطة الدولة، نرفض العنف ونتمسك بالحوار، لن نفقد عزيمتنا وان اشتد ساعد الميليشيات فسلاحنا الدولة والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي".
وخاطب اللبنانيين قائلا: "نحن في 14 آذار نحمل رؤية واحدة للبنان ونحن اصحاب قضية محقة ونبيلة ونظامنا واحد ومصيرنا واحد، نحن في 14 آذار نتناقش ونختلف ولكن لا نترك للخلاف مكانا بيننا ولا تتفرق صفوفنا وننظر من زوايا مختلفة لتعميق قضيتنا وهذا سرنا وقوتنا".
وختم: "لن نقبل بانتشار سلاح الميليشيات في لبنان وخارجه ولن نقبل بممارسة الهيمنة والتفرقة، لقد راقب اللبنانيون عبر تاريخهم جملة من التسويات ساعدتهم على تحصين العيش المشترك، ونحن متمسكون بكل الاجماع ومقررات الحوار واعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس، ولن نتخلى عن التصدي للعدو الاسرائيلي ولا عن حقنا في الحصول على السيادة".
من جهته، أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في كلمته أن "14 آذار تكون موحدة أو لا تكون أو تسقط مجتمعة أو لا تسقط"، وقال: "ينظر اللبنانييون بعين القلق على وحدتنا، ويشك البعض في قدرتنا على أن نكون اوفياء لقسمهم في ساحة الحرية، ويسأل اللبنانيون هل إن 14 آذار لا تزال موحدة؟ فلن أقول إن ما يجمع 14 آذار أكبر مما يفرقها، لأنه كلام فاتر، فأقول من موقعي وخبرتي ومسؤولتيي إن 14 آذار تكون موحدة أو لا تكون أو تسقط مجتمعة أو لا تسقط".
كلمة الكتائب اللبنانية القاها النائب سامي الجميل، فقال: "إنها المرة الأولى التي اقف فيها امامكم اليوم، ولا يمكنني أن أتذكر أن منذ 9 سنوات وقف أخي الوقفة نفسها. وكنت أفضل أن يقف هو مكاني، وأن يكون بيننا اليوم، ولكنه مثله مثل كل أحرار الأرز قدموا حياتهم لكي نبقى ويبقى لبنان. أريد أن اتذكر كل الشباب الذين وقفوا في وجه النظام السوري، وأسسوا لانتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005".
واضاف "ممنوع الاستسلام والحرب الاهلية، علينا ان نخوض جميع المعارك المتاحة للحفاظ على الدولة وسلامة لبنان. وكل المعارك المتاحة تحت سقف المؤسسات سنخوضها في المجلس النيابي".
وقال:"مشكلتنا مع حزب الله انه لم يقبل لعب اللعبة الديموقراطية والمؤسساتية، مشكلتنا معه انه خرج عن الدستور والقوانين. ونريد ان نحذف من البيان الوزاري الثلاثية المشؤومة، هذه الثلاثية التي اعطت شرعية لكيان مستقل عن الدولة يملك سلاحا يمسك بخوانيق اللبنانيين".
و في ما يتعلق بسوريا قال:"حزب الله قرر الخروج عن قرار الدولة النأي بالنفس وشارك في الحرب السورية".
وسأل الجميل: "لماذا لم يأت الانتحاريون الى لبنان قبل مشاركة حزب الله في القتال بسوريا؟ لماذا لم يذهبوا الى الاردن وتركيا؟ هل التهجم على المعتدلين يخفف التطرف؟ هل دعوة اللبنانيين الى محاربة بعضهم في سوريا يخفف التطرف؟.وهل اسقاط حكومة الحريري ونفيه الى باريس يخفف من التطرف؟ هل تجويع اللبنانيين يخفف من التطرف؟ الشعب الللبناني تعب لان حياته مخطوفة فما نعيشه اليوم لا يسمى حياة".
وآخر كلمة كانت لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في كلمة متلفزة خلال الذكرى التاسعة فرأى ان "تحقيق اهداف ثورة الأرز يستوجب على فريقنا السيادي في 14 آذار السعي لتبوء كل المراكز الرسمية في الدولة بكل تصميم وجدية وشفافية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية التي هي رأس السلطة ورمز الدولة في لبنان، وذلك عبر ترشيح وايصال شخصيةٍ سيادية صلبة مناضلة من صفوفه الى سدة الرئاسة".
واشار الى ان "مهمة 14 آذار الأساسية في الوقت الحاضر تكمن في بلوغها سدة الرئاسة، بغية تصحيح مسار الأحداث، وانتشال لبنان من واقعه المرير، وإقامة الدولة المنشودة"، مشددا على ان "الرئيس القوي وليس المستقوي بقوة غيره هو الضمان الوحيد للاستقرار الفعلي والمستدام لانه سيعكف منذ اللحظة الاولى لانتخابه على قيام دولة قوية ".
وفي حين اعتبر مراقبون كلمة جعجع خطاب ترشيح، علم أن الهيئة التنفيذية لحزب "القوات" كلفت لجنة من 15 خبيراً متخصصاً في مجالات متنوعة وضع خطة عمل خلال الأيام المقبلة لدرسها واعتمادها ووضع برنامج رئاسي شامل تمهيداً لإعلان الدكتور جعجع ترشحه رسمياً.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجلس الوزراء يخرج بتسوية لفظية لصيغة مركبة لبند المقاومة ينقذ الحكومة من الإستقالة مجلس الوزراء يخرج بتسوية لفظية لصيغة مركبة لبند المقاومة ينقذ الحكومة من الإستقالة



GMT 08:43 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قيس سعيد يستقبل محمود عباس في مطار تونس قرطاج

GMT 10:17 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق سراح طفل اقتحم مركزا للأمن بسكين في تونس

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:32 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

تعرف علي أطول الشلالات في العالم

GMT 17:47 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عامل في مغسلة يحطم سيارة فيديريكو ماركيتي الـ"فيراري"

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia