بيروت ـ جورج شاهين
تسود حالة من الهدوء الحذر محاور طرابلس اللبنانيّة، باستثناء رصاص قنص مُتقطّع صباح الجمعة، أدّى إلى إصابة مُوظّف في مستشفى الحكوميّ عند ساحة القبة، وتمّ وضعه تحت المراقبة لمدة 24 ساعة، فيما سارعت وحدات الجيش إلى تعزيز انتشارها في مختلف أنحاء المدينة، وخصوصًا عند الخط الفاصل في شارع سوريّة.
وقد تجدّد رصاص القنص في السابعة والنصف صباح الجمعة، على محاور طرابلس، وسجّلت ثلاث إصابات في القبة والبقار، بينهم جندي من الجيش الذي أُصيب عند "دوّار أبو علي"، أثناء قيامه بالردّ على مجموعة مُسلّحة، كما أُصيب ثلاثة مواطنين في "مشروع الحريري"، كما أُصيب محمد بكري برصاص القنص في محيط "سوق الخضار" في طرابلس، وتمّ نقله إلى المستشفى.
وقد أوقف الجيش اللبنانيّ، صباح الجمعة، جلال كلش من طرابلس، على طريق المطار، وهو في طريقه إلى الفرار خارج البلاد، فيما أكّدت مصادر أمنيّة أن مدينة طرابلس شهدت ليلة ساخنة، مساء الخميس، لا سيما عند محاور القتال التقليديّة، وأبرزها باب التبانة - جبل محسن، حيث تخلّلها إلقاء عدد كبير جدًا من القذائف من مختلف الأنواع والأحجام.
وواصل الجيش، منذ مساء الخميس، الردّ المباشر على مصادر إطلاق الرصاص والقذائف في جبل محسن وباب التبانة، وألقى القنابل المضيئة لرصد أماكن القنّاصين، فيما بدأ صباح الجمعة، تسيير دوريّات على المحاور كافة، مما أجبر المُسلّحين على الإنكفاء، وشهدت الجبهات تراجعًا في حدّة الاشتباكات، تخرقها بين الحين والآخر عمليات قنص مُتقطّعة، يردّ عليها الجيش مباشرة.
وعن أسباب اشتعال الجولة الجديدة من العنف في المدينة، أفاد بيان لمديرية التوجيه في قيادة الجيش، أن "السبب في ما حدث يعود إلى حادث إطلاق شخصين يستقلّان دراجة بخاريّة النار من مسدس حربيّ في اتجاه المواطن وليد برهوم، في محلة الضم والفرز قرب مصرف لبنان - طرابلس، فأُصيب في بطنه وساقيه، مما أدّى إلى مقتله، وإثر ذلك داهمت دورية من الجيش منزل كل من المدعوين عمر ميقاتي وفايز عثمان في محلة التربيعة - طرابلس، والمطلوب توقيفهما للاشتباه بإطلاقهما النار على برهوم، من دون العثور عليهما أو على أية مضبوطات، في حين تستمر قوى الجيش بالتقصي والملاحقة لتوقيف المطلوبيْن، وإحالتهما إلى القضاء المختص".
وأكّدت التقارير الأمنيّة، أن الجولة العشرين التي استمرت منذ عصر الخميٍس وحتى ساعات المساء، قد أدّت إلى مقتل طفلة وإصابة 26 آخرين، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل الطفلة فاطمة العياش (10 سنوات)، وإصابة 26 شخصًا عُرف منهم: أبو علي صهيوني، طلال درويش، حذيفة العلي، بشار العردوكي، صلاح المشحاوي، أحمد الصوفي، عبدالغني هنو، محمد أيوب، عبدالرحمن المصري، محمد الأحمد، داليدا الحميدي، عبدالكريم نداوي، فاطمة المير، محمد خضر، عمر عبدو، طارق العبود، ماهر داود من مخيم البداوي، عمر بلح الملقّب بـ"خطاب"، إضافة إلى 6 جرحى من جبل محسن، هم محمود خضور، خضر عاصي، ربيع محمد، موسى عبود، زينة عبدالله، إضافةً إلى شخص من عائلة خانات، وسجّل سقوط جريحين من الجيش، هما خالد عبدالقادر، وإسماعيل حداد.
أرسل تعليقك