الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
واصلت الحركات الدارفورية المسلحة هجماتها على قرى ومناطق في ولاية شمال دارفور ، حيث هاجمت حركة تحريرالسودان ، مساء الثلاثاء ، مدينة الطويشة شرقي الولاية، ودارت معارك شرسة بين القوات الحكومية والمهاجمين ، وسبق الهجوم على الطويشة هجوم مماثل شنته الحركة على مناطق حسكنيتة والعيت جارالنبي وبعض المناطق الاخرى ، وأدانت روابط الطلاب وقيادات وزعامات هذه المناطق التصعيد ، وطالبت بحسم الحركات ، وإعادة الأمن والاستقرار ، كما انتقدت مسلك الحركات المتمردة ، وقال بيان صادرعن هذه الروابط ، إن الحركات التي تتحدث عن معاناة المواطنين في الاقليم تمارس ضد الابرياء أسوأ أنواع التعذيب النفسي والبدني، حيث تسبب التصعيد في تعطيل وعرقلة الرحلات التجارية ، وأدى ذلك بدوره إلى إرتفاع حاد أسعار في السلع الاستهلاكية، وفي الوقت الذي أعلنت فيه حركة تحريرالسودان ، جناح مني اركو مناوي ، الذي شغل منصب كبير مساعدي الرئيس السوداني سابقا ، إحكام سيطرتهما على الطويشة ، إلا أن السلطات الحكومية نفت ذلك ، ووصف مصدر مطلع في شمال دارفور، فضل عدم الكشف عن إسمه الي العرب اليوم ، الوضع بالمتوتر، وقال في تصريح من مدينة الفاشر، عاصمة الولاية إن حركة تحريرالسودان خرجت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء من الطويشة ، و قامت الحركة بدفن قتلاها وضحايا المعارك الاخيرة في منطقة أم حامد ، وأضاف أن الحركة بدأت في تجميع قواتها بعد أن تلقت دعما وامدادا عسكريا من الجبهة الثورية في جنوب كردفان، وتوقع المصدر أن تهاجم الحركة بعض المناطق التي خرجت منها في أعقاب خسارتها المعارك مع القوات الحكومية ، وفي تعليق له على هذه التطورات ، يقول الناطق باسم تحالف حركات سلام دارفور ، محمد عبد الله المحامي ، إن الحركات تقوم بهذا التصعيد إستباقا لبدء الحوار الداخلي المُعلن لاظهار ماتتمتع به من قوة ونفوذ في الاقليم ، وأضاف في تصريح مقتضب الي العرب اليوم ، أن قوات التدخل السريع التي أرسلتها الحكومة الي دارفور، تستطيع أن تُوقف نشاط هذه الحركات، إلا انه عاد وأشار الي تاثير المعارك والتصعيد على مجمل الاوضاع في الاقليم ، وأضاف : يُتوقع أن تُعيد شراسة المعارك دارفور الي واجهة الاحداث العالمية من جديد ، حيث أن موجات كثيفة من النزوح بدأت تظهر الايام القليلة الماضية، وقال إن بعض الدوائرالمعاديةلبلاده ستتخذ من ذلك مدخلا لتطكرارتالحديث عن إنتهاكات لحقوق الانسان ، كما تطرق الي جانب اخر قال إنه لايقل خطورة عما تقوم به الحركات حالية ، وهو الصراع القبلي الذي وصفه بالمدمر ، فهذا النوع من الصراع يهدد بضرب النسيج الاجتماعي وخلق توترات امنية تمتد من ولاية الي ولاية في الاقليم المضطرب منذ العام 2003م ، وطالب بتفعيل اليات المصالحات القبلية وافساح المجال أمام الزعامات الاهلية للتوعية بمخاطر الصراع والتنافس القبلي.
أرسل تعليقك