بيروت – جورج شاهين
كشفت مصادر أمنية لبنانية أن وحدات من الجيش فجّرت صاروخًا كبيرًا من مخلفات العداون الإسرائيلي على المنطقة قبل ثماني سنوات، عند الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقية من بعد ظهر، اليوم الأحد، بالتوقيت المحلي، في منطقة العين، إحدى ضواحي بعلبك الشرقية، فتردد صداه في المنطقة، وأثار الرعب في صفوف المواطنين، قبل أن يُعلِن الجيش عما قام به.
وفيما كانت المنطقة ما زالت تلملم ذيول عملية الانتحاري ضد حاجز الجيش اللبناني عند حسر العاصي في الهرمل أفيد، قبل ظهر اليوم الأحد بقليل، بان "مخابرات الجيش القت القبض على شخص يشتبه في انه الارهابي المعروف بقاسم الاطرش في منطقة القاع. وبوشرت التحقيقات والفحوصات الضرورية للتثبت من هويته .
ومع ساعات الصباح الاولى انكشف حجم الدمار الهائل الذي خلفه الانتحاري الذي استهدف حاجز الجيش اللبناني على نهر العاصي عند المدخل الرئيسي للهرمل، وتبين بام العين ان الاضرار جسيمة في مدينة الملاهي، وفي المقاهي المنتشرة على ضفاف العاصي، كما لحقت الأضرار في محيط حاجز الجيش، فالسيارات محترقة ومتناثرة، ولمسافة مئات الأمتار، حتى إن أجزاءً من الجثث تم جمعها من الضفة المقابلة لنهر العاصي.
ومنذ ساعات الصباح الأولى باشر الصليب الأحمر والقيادة العسكرية التفتيش عن الأشلاء فيما تعمل الأدلة الجنائية على جمع العينات، ويقوم الجيش باعادة ترتيب الموقع العسكري بعد استقدام غرف جاهزة، كما طوق مكان الجريمة واستحدث مكاناً فرعياَ للعبور الى الهرمل.
وقبل ظهر اليوم الأحد، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل عن "عميق حزنه لسقوط ثلاثة شهداء بينهم ضابط وعسكري وعدد من الجرحى العسكريين والمدنيين جراء التفجير الانتحاري الذي طال حاجزا للجيش على جسر العاصي عند مدخل الهرمل"، وأعلن: "ان هذا التفجير أصاب لبنان واللبنانيين جميعا، بحيث شعروا ان العين الساهرة على سلامتهم وأمنهم واستقرارهم هي التي استهدفت".
وأوضح: "ان الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذا الوطن سيظلون أوفياء له، وسيظل هذا الوطن وفيا لتضحياتهم، ولا شيء يحد من متابعة مسيرتهم النضالية في محاربة الارهاب والمجرمين".واكد ان "هذه الاعمال الإجرامية ستزيدهم إصرارًا وتصميمًا على ملاحقة هؤلاء المجرمين وكشف مخططاتهم والاقتصاص منهم، كما ستزيد من تعلق اللبنانيين بمؤسستهم العسكرية والالتفاف حول جيشهم، كونه خشبة الخلاص والضامن للسلم الأهلي ورمزا لوحدة الوطن".
وختم: "تعازينا لعائلات العسكريين الشهداء مع دعائنا للجرحى بالشفاء العاجل".
من جهته، تابع وزير الداخلية نهاد المشنوق الشؤون الامنية المتعلقة بالتفجير الارهابي، الذي وقع ضد حاجز الجيش اللبناني على جسر العاصي في الهرمل، واجرى اتصالين لهذه الغاية بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث تم التداول في آخر ما توصلت اليه التحقيقات في هذه العملية التي طالت الجيش، وراح ضحيتها عددا من العسكريين والمدنيين، مقدما التعازي لوزير الدفاع ولقائد الجيش باستشهاد العسكريين اللذين سقطا نتيجة التفجير الآثم.
واتصل المشنوق بعائلة الرقيب الشهيد في قوى الامن الداخلي محمد دندش، الذي سقط في التفجير الارهابي في بئر حسن معزيا.
وتجدر الإشارة إلى أن التفجير الارهابي حصد أرواح شهيدين للجيش هما الضابط ايلي خوري والجندي حمزة الفيتروني، وشهيد مدني محمد ايوب، فيما وصل عدد الجرحى الى 17 بين عسكري ومدني توزعوا على مستشفيات الهرمل واصاباتهم طفيفة.
ودان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "العملية التفجيرية التي استهدفت حاجزا للجيش اللبناني على جسر العاصي في منطقة الهرمل"، ووصفها "بالجريمة النكراء بحق كل اللبنانيين"، وأوضح: "ان يد الغدر والإجرام وجهت سهامها هذه المرة إلى الجيش، المؤسسة الوطنية الكبرى، التي تمثل رمز وحدة البلاد وعنفوان الوطن وامنه، لتدفع بالبلاد الى الفوضى وقتال اللبنانيين لبعضهم في فتنة لا تنتهي، وهي محاولة مكشوفة للنيل من الثقة الكبيرة بالجيش وقيادته الوطنية المتميزة في التصدي للمخططات الإرهابية، والقيام بكل ما تتطلبه في المحافظة على الأمن والاستقرار وبذل التضحيات الجسام من اجل لبنان واللبنانيين".
وتوجّه قباني بالتعازي إلى أسر شهداء الجيش، وإلى عائلتهم الكبيرة في المؤسسة العسكرية، وعلى رأسها العماد جان قهوجي، وتمنى للجرحى الشفاء العاجل.
أرسل تعليقك