واشنطن - العرب اليوم
حثّت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الأربعاء الإدارة الأميركية على التحقيق بغارة شنتها طائرة من دون طيار على موكب عرس في اليمن في كانون الأول/ديسمبر الماضي، معتبرة أنها تشكل على الأرجح انتهاكاً لسياسة الرئيس باراك أوباما المتعلقة بعمليات القتل المستهدف.
وأشارت المنظمة إلى أن الغارة التي وقعت في 12 كانون الأول/ديسمبر أدت إلى مقتل 12 رجلاً وجرح ما لا يقل عن 15 شخصاً آخرين، وبينهم العروس.
وقال مسؤولون أميركيون ويمنيون إن القتلى كانوا من أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن شهوداً وأقارب لهم قالوا لـ "هيومن رايتس ووتش" إن القتلى والمصابين كانوا مدنيين.
وأشارت المنظمة إلى تصريح للرئيس أوباما يعود إلى أيار/مايو الماضي بأن السياسة الأميركية تشترط "ما يقرب من اليقين" بعدم تعرض مدنيين للضرر في الغارات المستهدفة.
وقالت ليتا تايلر، الباحثة ببرنامج الإرهاب ومكافحته في (هيومن رايتس ووتش) "إن الرفض الأميركي لتفسير غارة مميتة على موكب عرس يثير أسئلة مهمة حول التزام الإدارة الأميركية بسياستها المتعلقة بعمليات القتل المستهدف. واليمنيون جميعاً، وبخاصة عائلات القتلى والمصابين، يستحقون أن يعرفوا لماذا تحول موكب العرس إلى مأتم".
وكان مسؤولون أميركيون ويمنيون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم تحدثوا عن إصابة مطلوب بارز بتهم إرهابية بالغارة وتمكنه من الفرار.
ولم تعترف واشنطن رسمياً بالغارة، ولم تقدم الولايات المتحدة ولا اليمن معلومات محددة، لتأييد تأكيداتهما بشأن ظروف الغارة أو هدفها، فيما قال شهود وأقارب للضحايا لـ هيومن رايتس ووتش إن الموكب لم يكن به أي أعضاء في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
ووصف محافظ المنطقة وقائدها العسكري الخسائر بأنها تمثل "خطأ" وقدما أموالاً وبنادق لعائلات القتلى والمصابين ـ وهي لفتة اعتذار تقليدية في اليمن.
وقالت تايلر"توحي تصرفات السلطات المحلية، مقترنة بشهادات الشهود، بأن بعض القتلى والمصابين على الأقل كانوا مدنيين. وإذا كان الموكب قد ضم أعضاء في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن على الولايات المتحدة أن تفسر من يكونون ولماذا تم اعتبارهم أهدافاً مشروعة".
في إعلان أوباما عن عمليات القتل المستهدف في أيار/مايو، قال أيضاً إن السياسة الأميركية تشترط "ما يقرب من اليقين" بأن الهدف موجود، ويمثل "تهديداً داهماً ومستمراً" للولايات المتحدة، ويتعذر اعتقاله على أى نحو معقول. وقالت هيومن رايتس ووتش إن الولايات المتحدة لم تبرهن على تلبية الغارة لتلك المعايير.
وأضافت أن الغارة على موكب العرس قد تكون خالفت قوانين الحرب أيضاً، بإخفاقها في التمييز بين المقاتلين والمدنيين، أو بالتسبب في خسائر مدنية غير متناسبة مع الميزة العسكرية المنتظرة. ودعت الولايات المتحدة الى التحقيق ونشر ما تتوصل إليه بشأن أية انتهاك لقوانين الحرب.
وأشارت إلى أنه إذا تعمد أفراد القاعدة في شبه الجزيرة العربية الالتحاق بموكب العرس لتجنب الهجوم فإنهم يكونون بهذا قد ارتكبوا مخالفة لقوانين الحرب هي اتخاذ "دروع بشرية"، إلا أن هذا لا يبرر الهجوم العشوائي عديم التمييز أو عديم التناسب من طرف القوات الأمريكية.
وقالت تايلر "بدلاً من بث الثقة في مشروعية ما تجريه إدارة أوباما من عمليات القتل المستهدف والتزامها بالسياسة الأميركية، فإن صمتها يضخم بواعث القلق. كما أن إخفاق الولايات المتحدة في معالجة أي ضرر يقع على المدنيين يخاطر أيضاً بتحويل الحلفاء اليمنيين إلى أعداء".
أرسل تعليقك