تونس - يو.بي.آي
دعت حركة "نداء تونس" المُعارضة إلى النأي بالبلاد عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية، وإعتبرت إستقالة حكومة "الترويكا" برئاسة علي لعريض القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية، نجاحاً لتونس بهذه المرحلة الدقيقة.
وقالت الحركة، في بيان وزعته مساء اليوم الأحد، عقب إنتهاء أعمال مجلسها الوطني، إنه يتعين العمل من أجل تصحيح المسار على مستوى علاقات تونس الخارجية لتلافي الإخفاقات والضبابية التي عرفتها الدبلوماسية التونسية خلال فترة حكم "الترويكا" الذي يتألف من حركة النهضة الإسلامية، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات.
وشددت في هذا السياق على أهمية الإلتزام بـ"الثوابت العريقة للدولة التونسية، والنأي بتونس عن سياسة المحاور، وإلتزام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الشقيقة والصديقة لإستثمار كل الفرص المتاحة خدمة لمصلحة تونس الإستراتيجية العليا في جميع المجالات".
ومن جهة أخرى، قالت حركة "نداء تونس" في بيانها إن "نجاح تونس بالتخلص من حكومة "الترويكا"، والتوفّق في تعويضها بحكومة كفاءات وطنية برئاسة مهدي جمعة يُعد في نظرنا مكسبا مهما في هذا الظرف الدقيق".
وأوصت بالتعامل مع الحكومة الجديدة "بما يراعي مصالح الوطن لعليا وعلى مدى تعهدها بخارطة الطريق وضمان الحيادية التامة ومراجعة التعينات الحزبية في كل المفاصل والمصالح الحساسة للدولة والإدارة وكشف كل الحقيقة في ملف الاغتيالات ووضع حد لجماعات العنف والإرهاب، وتحييد المساجد".
وكانت حكومة "الترويكا" بقيادة حركة النهضة الإسلامية إستقالت في 9 الشهر الماضي تحت وطأة ضغط المعارضة، وتم تشكيل حكومة كفاءات مستقلة برئاسة مهدي جمعة لإدارة ما تبقى من المرحلة الإنتقالية.
وحذرت حركة "نداء تونس" التي يرأسها رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي، من مغبة إغراق المجلس الوطني التأسيسي في قضايا هامشية لا تخدم الوطن.
ودعت في بيانها كل الأطراف السياسية إلى إحترام إلتزاماتها في إطار الحوار الوطني، وخارطة الطريق، وإلى تجنب إغراق المجلس التأسيسي بمشاريع قوانين ومبادرات تشريعية "ليس لها من هدف سوى تمرير قوانين جديدة غير توافقية من شأنها تأجيج التجاذبات العقيمة من جديد، وتقسيم التونسيين، وزرع بذور الفتنة".
ولفتت حركة "نداء تونس" التي يُنظر لها أنها من أكبر وأهم الأحزاب المعارضة القادرة على إحداث توازن مع حركة النهضة الإسلامية، إلى أن من بين المبادرات التشريعية التي تقصدها هناك "مشروع قانون المساجد"، و"مشروع قانون الأوقاف"، و"مشروع تحصين الثورة (العزل السياسي)"، وهي مشاريع مثيرة للجدل،ولا تُحظى بالتوافق.
وكانت تونس إصطفت خلال فترة حكم "الترويكا" إلى جانب المحور القطري - التركي المعادي لسوريا، كما تسببت مواقفها المؤيدة لحركة الإخوان المسلمين في توتر علاقات تونس مع مصر والإمارات العربية المتحدة.
أرسل تعليقك