بيروت ـ جورج شاهين
رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي " ان الوضع اللبناني بات متداخلا بشكل كبير مع تعقيدات الوضع في سوريا وأي تفاهم لبناني داخلي سيحصل في الملف الحكومي او سواه لن يشكل حلا جذريا للمشكلة وسيبقي الوضع اللبناني معلقا الى ان تتضح الصورة الكاملة في المنطقة ".
وشدد على " ان التفاهم على تشكيل حكومة جامعة أتى في لحظة إقليمية مناسبة أعطت الضوء الاخضر للمشاركة ، لكننا نشهد مغالاة داخلية في الخلافات وإغراقا في التفاصيل بما يجعلنا بعيدين عن التوافق والتفاهم الكاملين والدائمين".
وكان الرئيس ميقاتي يتحدث في لقاء مع السفراء العرب المعتمدين في المانيا بدعوة من سفير لبنان في المانيا الدكتور مصطفى اديب ، وحضور وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس.
و تحدث ميقاتي عن الواقع العربي فقال: يمر عالمنا العربي بصعوبات كثيرة وبات الوضع في الكثير من دولنا مؤلما جدا نتيجة الخلافات والإقتتال الداخلي بين طوائفنا ومذاهبنا.
وعن الموضوع الفلسطيني قال : قضية فلسطين هي قضيتنا الاساسية وهي محقة ، وآمل ان يتم التوصل الى حل لهذا الصراع الطويل على قاعدة استعادة الحقوق ولو اقتضى الامر بعض التسويات الضرورية ، من دون التفريط بحق العودة الذي يبقى هاجسا أساسيا لدينا نحن اللبنانيين. هناك جهد جدي يقوم به حاليا وزير الخارجية الاميركية اتمنى ان يوصل الى اتفاق فلسطيني- اسرائيلي لان من شأن هذا الاتفاق دفع مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة . ولنا في المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة بيروت منطلقا اساسيا للحل.
وردا على سؤال عن الخلاف السوري- السعودي وانعكاسه على لبنان قال : يشكل لبنان دوما الانعكاس الاول للوضع في العالم العربي ، وكان تاريخيا محط تأثير كبير من دول ثلاث هي المملكة العربية السعودية، مصر وسوريا ، واي خلاف يحصل بين دولتين من هذه الدول الثلاث ينعكس على لبنان ، وهذا ما هو حاصل حاليا، إضافة الى الواقع الاقليمي المستجد والمتمثل بدخول ايران القوي على الخط . لقد اصبح لبنان إزاء هذا الوضع على خط زلازل واضح ، واي زلزال او هزة يحصل في اي منطقة سيترك انعكاسه على لبنان . كما ان التركيبة اللبنانية المعقدة القائمة على الطوائف تترك المجال ايضا للتدخلات الخارجية بحيث تقوم كل طائفة بالاستقواء بالخارج لتحقيق مكاسب داخلية في ما يتعلق بإدارة شؤون الحكم. وعلى هذا الاساس فان خلاف الدول الخارجية يترك اثره السريع على الواقع اللبناني ، بينما التفاهم الخارجي يحتاج الى وقت أطول ليجد ترجمته على صعيد الواقع اللبناني الداخلي.
وعما لمسه خلال لقاءاته في مؤتمر ميونيخ من اجواء في ما يتعلق بالوضع في سوريا قال : الوضع السوري حتما غير مريح والصراع طويل وقد لمست من لقائي مع الموفد الاممي السيد الاخضر الابراهيمي أن الأجواء تتطلب الصبر الطويل في هذا المجال . والمؤسف ان هذا الوضع الخطير يدفع ثمنه الشعب السوري بالدرجة الاولى ، قتلا ودمارا. سوريا اليوم محط صراع دولي على النفوذ والمصالح ، تداخلت فيه عوامل اقليمية عدة بينما حلت مطالب الشعب السوري في الدرجة الثالثة في هذا الصراع الثلاثي الابعاد. لا يمكن حل الصراع في سوريا إلا من رأس الهرم الى اسفله ، اي عبر توافق الدول الكبرى وملاقاة الواقع الإقليمي لهذا التوافق ومن ثم يمكن التوصل الى حل توافقي لمطالب الشعب السوري في الحرية والديموقراطية .
أرسل تعليقك