طفلٌ سوريٌّ يروي تفاصيل رحلة الموت في سجون السلطة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

طفلٌ سوريٌّ يروي تفاصيل رحلة الموت في سجون السلطة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - طفلٌ سوريٌّ يروي تفاصيل رحلة الموت في سجون السلطة

دمشق – العرب اليوم
حين اتصل أحمد (15 سنة) بأحد أصدقائه ليتبادلا الأحاديث، متلفظا لسبب لم يعد يذكره باسم «الجيش السوري الحر»، لم يكن يدري أن مكالمته الهاتفية هذه مراقبة من قبل الأمن السوري. ولم يدرك أن صغر سنه لن يشفع له من الاعتقال عند حاجز لعناصر اللجان الشعبية في قرية بريف اللاذقية، سلموه إلى فرع الأمن العسكري في المدينة، وفق ما يؤكد أحمد، الشاب الذي يجاهر اليوم بتأييده للمعارضة. يقول أحمد، وهو بات لاجئاً اليوم في لبنان، وعن معاناته بعد اعتقاله، يقول إنه «تعرض لضرب مبرح بالعصي والهراوات من قبل عناصر اللجان الشعبية، قبل أن ينقل إلى فرع الأمن العسكري». يعد أحمد واحدا من مئات الأطفال الذين تعتقلهم قوات الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية مشاركتهم أو مشاركة ذويهم في نشاطات الحراك الشعبي المعارض. وبحسب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا التابع للمعارضة، فإن عدد الأطفال المحتجزين في سجون النظام السوري قارب 1200 طفل بينهم 48 طفلة. يروي أحمد، الذي أمضى نحو ستة أشهر في سجون النظام السوري، تفاصيل التعذيب الذي تعرض له، مشيرا إلى أن «الأيام الخمسة الأولى كانت الأصعب، إذ ضغطوا علي للاعتراف بأنني أوصلت سلاحا إلى المعارضة». ويضيف: «عذبوني باستخدام أساليب قاسية جدا، مثل الضرب بالكابلات والصعق بالكهرباء». ويؤكد أحمد، الذي قصد بيروت بعد إطلاق سراحه، أنه حين جرى نقله إلى سجن الفرع 215 التابع للأمن العسكري في منطقة كفرسوسة في دمشق، شاهد «عددا كبيرا من الأطفال المحتجزين بالزنازين في ظروف إنسانية سيئة، بينهم طفلان، يبلغ أحدهما 11 سنة والثاني ثماني سنوات»، مشيرا إلى أن «هذين الطفلين اعتقلا على خلفية نشاط شقيقهما البكر في الجيش الحر، وتعرضا لتعذيب شديد لدرجة أن الصغير كان صامتا طوال الوقت بسبب التعذيب الذي تعرض له». ووفق تقرير أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية في وقت سابق، فإن «النظام السوري يحتجز الأطفال في نفس الظروف وأماكن الاحتجاز المخصصة للكبار، ما يعرضهم لضرب وحشي ولمختلف أشكال الإساءة التي يتعرض لها الكبار». بدورها، اتهمت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، السلطات السورية بممارسة عمليات تعذيب بحق كثير من الأطفال بشكل ممنهج، مشيرة إلى أن «الرئيس السوري بشار الأسد بإمكانه إنهاء حالات قتل المدنيين واحتجاز الأطفال بسهولة عن طريق إصدار أمر رئاسي بهذا الخصوص». ووصفت بيلاي المعاملة التي تعرض لها الأطفال أثناء الأزمة السورية بـ«المريعة». وفي إطار الضغط للإفراج عن الأطفال والنساء المعتقلات، قدم وفد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري»، خلال المفاوضات التي جرت في مؤتمر «جنيف2»، قائمة بأسماء عدد من الأطفال والنساء المعتقلين في سجون النظام السوري، مطالبا بالإفراج عنهم، لكن عضو الوفد السوري الرسمي نائب وزير الخارجية فيصل المقداد نفى وجود أي طفل في السجون النظامية. وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» إلى أن أكثر من 400 طفل قتلوا، وأصيب مئات آخرين بجروح بسبب أعمال «العنف» منذ بدء الأحداث في سوريا. وكان الحراك الشعبي السوري ضد النظام الحاكم انطلق في شهر مارس (آذار) 2011 على خلفية اعتقال عدد من الأطفال في درعا بعد كتابتهم شعارات مناهضة للسلطة على جدران مدرستهم، وتعرضوا لتعذيب شديد من قبل الأمن السوري. ويعد الطفل حمزة الخطيب الذي قتل جراء التعذيب في السجون السورية واحدا من أهم رموز الحراك الشعبي في سوريا.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلٌ سوريٌّ يروي تفاصيل رحلة الموت في سجون السلطة طفلٌ سوريٌّ يروي تفاصيل رحلة الموت في سجون السلطة



GMT 08:43 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قيس سعيد يستقبل محمود عباس في مطار تونس قرطاج

GMT 10:17 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق سراح طفل اقتحم مركزا للأمن بسكين في تونس

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

أزياء Azzi & Osta خريف وشتاء 2016 - 2017

GMT 18:28 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

الكشف عن سبب غضب جوميز في لقاء "الحزم"

GMT 05:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 19:23 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

مبارك يغادر مستشفى سجن طرة إلى "المعادي العسكري"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia