اليسار قد يحكم سيطرته على اميركا اللاتينية اذا فاز في كوستاريكا والسلفادور
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

اليسار قد يحكم سيطرته على اميركا اللاتينية اذا فاز في كوستاريكا والسلفادور

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - اليسار قد يحكم سيطرته على اميركا اللاتينية اذا فاز في كوستاريكا والسلفادور

سان خوسيـه - ا ف ب
تشهد كل من كوستاريكا والسلفادور الاحد انتخابات رئاسية تمنح اليسار فرصة لتوسيع هيمنته التي لا شك فيها على القارة الاميركية اللاتينية. وتشهد كوستاريكا وضعا غير مسبوق اذ يأتي المرشح اليساري الشاب المدافع عن البيئة خوسيه ماريا فيالتا (36 سنة - الصورة) في نتائج استطلاعات الراي، بعد رئيس البلدية السابق لسان خوسيه جوني ايارا العضو في حزب الرئيسة المنتهية ولايتها لاورا تشينشيا (يمين) التي كانت اول امرأة تنتخب رئيسة في هذا البلد الصغير الذي يعد 4,3 مليون نسمة. وتمكن اليسار في كوستاريكا تدريجيا خلال السنوات الاخيرة من اختراق نظام الحزبين الذي هيمن لعقود في البلاد: المحافظون من جهة والليبراليون من جهة اخرى. لكنها المرة الاولى التي يصل فيها مرشح يساري فعلا الى موقع يجعله مؤهلا للفوز. ويرى المحللون ان المنافسة بينهما قد يؤثر عليها وجود مرشحين لا يتمتعان بفرص كبيرة للفوز لكن استطلاعات الرأي تشير الى احتمال حصولهما على نتائج جيدة وهما لويس غييرمو سوليس (يسار الوسط) واوتو غيفارا (يمين) بينما تبلغ نسبة المترددين حوالى 30 بالمئة. وفي السلفادور، تبدو حركة التمرد السابقة اليسارية قادرة على البقاء في السلطة بفضل نائب الرئيس الحالي سلفادور سانشيز سيرين الذي قد يضطر الى خوض جولة ثانية مع رئيس بلدية سلفادور نورمن كيخانو من التحالف الجمهوري الوطني (ارينا، يمين). واذا التحق كل من فيالتا وسيرين برفيقهما دانيال اورتيغا في نيكاراغوا، سيحقق اليسار للمرة الاولى توازنا مع اليمين في اميركا الوسطى حيث يحكم بنما والهندوراس وغواتيمالا محافظون. من جهة اخرى، سيتمكن التقدميون والاشتراكيون بذلك من فرض هيمنتهم الكاملة تقريبا على القارة حيث لم يبق في جنوب اميركا "اللاتينية" سوى كولومبيا والباراغواي يحكمهما محافظون اليوم. وفي حين تجري الانتخابات في كل من كوستاريكا والسلفادور في الموعد نفسه ويتوقع المحللون جولة ثانية في الحالتين، تختلف الرهانات في البلدين المتباينين من حيث التاريخ والواقع. وفي حين تحافظ كوستاريكا البلد الذي لا يملك جيشا منذ 1948، على النموذج الديموقراطي وتستمد معظم مواردها من السياحة، تجهد السلفادور في التعافي من حرب اهلية دامية (1980-1992) وتواجه عنف عصابات اجرامية وفقرا يعاني منه اربعين في المئة من السكان (بنود). وبعد اربعين سنة من هيمنة اليمين فاز مرشح حركة التمرد السلفادورية السابقة جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، في انتخابات 2009 ماوريسيو فونيس الصحافي السابق صاحب السيرة الذاتية المعتدلة المطمئنة. وتقدم الجبهة هذه المرة مرشحا منبثقا عن صفوفها مباشرة وهو الكومندان السابق سلفادور سانشيز سيرين (69 سنة) الذي التزم بمواصلة برنامج سلفه لمكافحة الفقر وبجعل النزاهة اولوية ولايته في بلد يعاني من الفساد والهروب من العقاب. ووعد سيرين مواطنيه ال6,2 ملايين ب"الطمأنينة" ومكافحة خطر العصابات الاجرامية ومجموعات الفتيان المعروفين باوشامهم والذين يطلق عليهم اسم "مارا"، وعناصرهم الذين يبثون الرعب في البلاد وفي هذا المجال وعد بالوقاية واعادة الاندماج. ويعد منافسه نورمان كيخانو (67 سنة) ايضا بالعمل على "مزيد من الامن والوظائف" واستفاد هذا المرشح الذي يدعمه رجال الاعمال، من تغطية واسعة من وسائل اعلام خاصة سوقت خطابه المتهجم على خصمه الذي يصفه بانه "شيوعي". واوضح المحلل السياسي روبرتو كانياس لفرانس برس ان في السلفادور "كل شيء ماض نحو جولة ثانية ولا نتوقع مفاجأة كبيرة". وفي السلفادور حيث تجري الانتخابات التشريعية بالتزامن مع الاقتراع الرئاسي، حقق النائب اليساري الشاب المدافع عن البيئة وينتمي الى "الجبهة العريضة" (فرونتي آمبليو) خوسيه ماريا فيالتا، صعودا كاسحا بفضل معاركه من اجل البيئة وضد الفساد. وقبل الاقتراع حرص على طمأنة مواطنيه بتقديم ضمانات حول القيود التي ينوي فرضها على تدخل الدولة في الاقتصاد بينما يتحدث خصومه عن خطر قيام حكومة تشبه نظام هوغو تشافيز. وقال المحلل السياسي فيكتور راميريس لفرانس برس ان "فيالتا يمثل الاحتجاج والثورة في وجه السلطة في مجتمع غاضب فقد اوهامه وهذا ما يفسر شعبيته المتزايدة"، مشيرا بذلك الى شعبية الحكومة السابقة التي تضاهي 60%، . ويهدف برنامجه خصوصا الى اقامة "ديموقراطية اقتصادية" في بلد يزداد فيه الفقر انتشارا، وينوي الابتعاد عن الولايات المتحدة، اكبر شريك تجاري لهذا البلد الصغير الذي يقوم اقتصاده على الدولار ويعاني من الاعتماد بشكل كبير على ما يرسله مهاجروه في الشمال من اموال الى عائلاتهم، في ظاهرة ترف باسم "ريميساس". وسيتواجه مع ارايا من حزب التحرير الوطني الذي تمكن من البقاء في طليعة الاستطلاعات بفضل اعطاء خطابه الليبرالي صبغة اجتماعية، حرصا منه بالا تطاله قضايا الفساد والصعوبات الاقتصادية التي تثقل حصيلة حزبه الحاكم منذ 2006. والتزم ارايا (56 سنة) بضمان توزيع افضل للثروات وتعويض عجزا ماليا يعد من الاكبر في القارة.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليسار قد يحكم سيطرته على اميركا اللاتينية اذا فاز في كوستاريكا والسلفادور اليسار قد يحكم سيطرته على اميركا اللاتينية اذا فاز في كوستاريكا والسلفادور



GMT 08:43 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قيس سعيد يستقبل محمود عباس في مطار تونس قرطاج

GMT 10:17 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق سراح طفل اقتحم مركزا للأمن بسكين في تونس

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:32 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

تعرف علي أطول الشلالات في العالم

GMT 17:47 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

عامل في مغسلة يحطم سيارة فيديريكو ماركيتي الـ"فيراري"

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia