الخرطوم ـ معاوية سليمان
تباينت أراء الأحزاب السياسيّة السودانيّة، تجاه ما طرحه الرئيس عمر البشير، في خطابه مساء الإثنين. ورأى زعيم حزب "المؤتمر الشعبيّ" المعارض حسن الترابي، أن "الخطاب أغفل الحديث عن بسط الحريات العامة، وتلبية طموح قطاعات الشعب السودانيّ، وأن الحوار سيبقى هو السبيل الوحيد لحل الأزمات السياسيّة في السودان"، فيما أعلن موافقة حزبه على دعوة الحوار التي أطلقها البشير من دون شروط.
وقال عضو "تحالف أحزاب المعارضة" ساطع الحاج المحامي، في تصريحات إلى "العرب اليوم"، "إن الخطاب كان عاديًا، ولم يحمل جديدًا، وأن الخطاب سبقته إشاعات وأقاويل عن أن هناك مفاجأة ستحدث اختراقًا في الحياة السياسيّة السودانيًة، لكن هذا لم يحدث، ويبدو أن الحزب الحاكم سيمضي على طريقه القديم ذاته، وبالإيقاع الذي تعوّد عليه".
وطالب الحاج الحكومة، بأن تنتبه إلى سقف توقعات الجماهير، التي تريد أن ترى تحوّلاً وتغييرًا حقيقيًا ينعكس على حياتها اليومية، مضيفًا أن "نهج الحزب الحاكم في بلاده (المؤتمر الوطنيّ)، بات يُشكّل خطرًا حقيقيًا على مستقبل السودان السياسيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ".
وأكّد القياديّ في حزب "الأمة" السودانيّ المُعارض عبدالجليل الباشا، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "بلاده تعيش أزمات سياسيّة وأمنيّة واجتماعيّة واقتصاديّة، وتوقّع الناس أن يحمل خطاب الرئيس جديدًا يخترق به تلك الأزمات، ويقود إلى إنفراج حقيقيّ"، فيما وصف الخطاب بـ"الفضفاض، وأنه تسبّب في زياد إحباط الشعب السودانيّ".
واشار الباشا، إلى أن "قضايا مثل السلام والحريات العامة والحكومة القوميّة والتحوّل الديمقراطيّ، كانت تحتاج إلى خطوات عملية تجعل الناس مُطمئنة إلى مستقبلها.
ودافع رئيس البرلمان السودانيّ الفاتح عز الدين، عن الخطاب، مؤكّدًا أنه إيجابيّ، وتطرّق إلى قضايا جوهرية تمثلت في السلام والهوية الوطنيّة والإصلاح الاقتصاديّ والحريات، ووتناول ضرورة الحوار الوطنيّ العريض بين السودانيين جميعهم.
وقال عز الدين، "إن المرحلة المثبلة تتطلب من البرلمان مزيدًا من الجهود والعمل على تفعيل تلك الوثيقة، من خلال سنّ قوانين وبرامج عمل وفتح حوارات مع القوى السياسيّة، وأن مشاركة الأخيرة والأحزاب المعارضة في اللقاء مؤشر إيجابيّ".
واعتبر رئيس "الحركة الشعبيّة ـ جناح السلام" دانيال كودي، أن "الرئيس البشير أمّن على استمرار الحوار مع القوى السياسيّة، وإدارة حوار شفّاف للوصول إلى مقاصد الأمة في الوحدة الوطنيّة"، مشيرًا إلى ضرورة التفكّر بشأن الخطاب.
أرسل تعليقك