دمشق ـ جورج الشامي
أكّد رئيس مجلس شورى "الجبهة الإسلاميّة" وقائد "ألوية صقور الشام" في سوريّة أحمد عيسى الشيخ (أبو عيسى)، أن ما يجري من مواجهات بين الجبهة وتنظيم "الدولة الإسلاميّة في العراق والشام" المعروفة باسم "داعش"، هو رد فعل من الجبهة دفاعًا عن نفسها ضد اعتداءات التنظيم.
وأفاد الشيخ، في حديث مع المكتب الإعلاميّ في "الهيئة العامة للثورة السوريّة"، أن "ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام عن تخطيط الجبهة لشنّ معركة ضد التنظيم وفق تخطيط مُسبق وساعة صفر مُحدّدة سلفًا غير صحيح إطلاقًا، وأنه عندما بلغت تجاوزات الدولة علينا حدًا لا يُحتمل، داهمنا مقرّات التنظيم مُكرهين لا أبطال، ولم نُنسّق مع أحد، علمًا أنهم ظلموا الجميع، وقد تحرك ضدهم الناس في كثير من المدن والبلدات واقتحموا مقرّاتهم واستولوا عليها".
وعن الأسباب الحقيقية التي دفعت "الجبهة الإسلاميّة" لخوض مواجهات ضد "داعش" قال قائد "ألوية صقور الشام"، "إن فصيل الدولة أتى ليكون وصيًّا على الجهاد في سوريّة، ونحن لن نقبل بوصاية أحد، كما أنه اعتبر نفسه الدولة، وبدأ في بسط سيطرته وبفتح محاكمه في المناطق المُحرّرة، وراح يجعل هذه المناطق مقاطعات له، ويمنع الأهالي الذين ضحّوا في سبيل تحرير هذه المناطق وقاتلوا فيها من الدخول إليها، ومعركتنا مع التنظيم معركة ردع، ونحن نريد إيقافهم عند حدّهم، وأن يقفوا معنا ضد النظام الطائفيّ ومن يُواليه من الذين استباحوا الدماء والأعراض"، فيما كشف عن تقديم مخرَج لهذه الأزمة تم عرضه على "الدولة الإسلاميّة"، وذلك من خلال رسالة نقلها قائد "لواء داوود" حسان عبود، وتتضمن خمس نقاط، وهي "أولاً، أن يعلنوا أنهم فصيل كأي فصيل على أرض الشام، ثانيًا وقف المعارك مع المجاهدين على أرض الشام، وثالثًا إنشاء محكمة حياديّة تقضي في الأمور العالقة كافة، ويكون من بينها قُضاة من قِبلهم وقبلنا، رابعًا لا يحق لأي فصيل أن يستأثر بأية منطقة مُحرّرة، وخامسًا إن قضت المحكمة بحل الدولة والعودة إلى العراق فيجب عليهم أن يُطبّقوا ذلك، وكالعادة قوبلت الشروط بالرفض".
وعن دور "لواء داوود" في المواجهات الدائرة حاليًا ضد "داعش"، بوصفه إحدى فصائل "لواء صقور الشام" سابقًا بقيادة العيسى، أفاد "أبو عيسى"، أن "لواء داوود" انفصل عن "صقور الشام" من 4 أشهر، وقد دخل كطرف في المواجهات منذ بدايتها، حيث أرسل رتلاً لمؤازرة "الفوج 46"، مما دفع عناصر الحاجز التابعين لنا هناك إلى إيقاف الرتل، لكنه لم يستجب فجرى إطلاق نار ووقع قتلى من كلا الطرفين، وبعدها، زجّ اللواء بدباباته وآلياته في المعركة في كل من حزانو ورام حمدان، وتدخّل حينها بعض الإخوة من الصقور والأحرار ليقنعوه بالانسحاب من المعركة، فوافق على أن يُؤمَّن رتله حتى دخوله مدينة سرمين معقل اللواء، وطلب الإفراج عن أسرى له كانوا لدى ألوية وكتائب "شهداء سوريّة"؛ فقمتُ شخصيًا بالتوسّط لدى جمال معروف لإطلاق الأسرى وتم ذلك، لكن عاد (لواء داوود) إلى التدخّل مرة ثانيةّ في المواجهات في معركة (الترنبة)، وكان القتال شديدًا بيننا وبينهم، ووقع من الطرفين قرابة 15 قتيلاً، وبعدها تدخّلت بعض الأطراف المحايدة من مدينة سرمين لحل الخلاف، وكان طلبنا واضحًا وهو انسحاب اللواء من سراقب ومعه تنظيم "الدولة" إلى سرمين، وإن لم يستجب الأخير فلينسحب بمفرده، وبالفعل استجابت "الدولة" معه، وانسحب الطرفان ".
وبشأن العلاقة التي تحكم "الجبهة الإسلاميّة" مع "جبهة ثوّار سوريّة"، قال العيسى، "جبهة ثوّار سوريّ" نحسبهم كباقي فصائل البلاد شركاء لنا في حمل السلاح ضد حكومة دمشق، وكانت هناك مشكلة بيننا وبينهم في "باب الهوى"، والجميع يعلم بها، وخضعنا نحن وهم إلى الاحتكام للشرع، وتم حلّ القضية وهو خلاف بسيط، ولو أن الدولة استجابت للشرع كما حدث بيننا وبين الجبهة لما وصلنا لما نحن عليه الآن، على حد قوله.
وعن مؤتمر "جنيف2"، رأى رئيس مجلس شورى "الجبهة الإسلاميّة"، أنه "لو كان هناك معارضة حقيقيّة لما قبلوا الذهاب إلى جنيف إلا بشروط مُسبقة، أوّلها إخراج المُعتقلين، وسحب دمشق لقواتها، ووقف القصف وإراقة الدماء، ولا أعتقد أن الحكومة كانت ستُحقّق هذه الشروط، ونتمنى أن تكون سوريّة الجديدة دولة ذات مرجعية إسلاميّة يحكمها شرع الله، أما كمستقبل فلا أستطيع أن أتكهّن ماذا سيحدث، وإننا نُعدّ أنفسنا كغيرنا نواة لبناء هذه الدولة"، مُعتبرًا أن "الأقليّات جزء من هذه الأرض، لهم حقوق وعليهم واجبات، شأنهم شأن المسلمين والأطياف كافة، والإسلام أرحم من الأم بولدها ولن يظلم أحدًا"، فيما كشف أنه لم يلتقِ بقادة "الجبهة الإسلاميّة" في صيدنايا، نافيًا ما يتردّد في وسائل الإعلام عن علاقته بقادتها في سجن صيدنايا، وقال "أنا لم أعتقل في صيدنايا في الأساس، إنما اعتقلت في فرع فلسطين 11 شهرًا، ولم ألتقِ بالشيخ زهران علوش ولا (أبو عبدلله الحموي) الشيخ حسان عبود قائد (أحرار الشام) قبل الثورة أبدًا، والشيخان حسان وزهران كانا مُعتقلين في صيدنايا، ولم يلتقيا أبدًا هناك، وقصة (رفاق صيدنايا) هي صناعة صفحات الإنترنت وليس لها أساس من الصحة.
أرسل تعليقك