نيويورك ـ العرب اليوم
ذكر بشار الجعفري، المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، ان إسرائيل لم تكن يوماً معنية بالسلام، متهماً بعض الدول في المنطقة بالعمل على رفع الضغط عنها. وقال الجعفري، في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن حول الشرق الأوسط، بما في ذلم القضية الفلسطينية، ان إسرائيل ككيان استيطاني لم تكن يوماً معنية بالسلام، بل ردت على كل مبادرات السلام والمفاوضات بالمراوغة والتذرع بما تسميه زيفا بالمشاغل الأمنية، وذلك لتكريس الاحتلال وفرض الأمر الواقع، وخاصة عبر بناء وتوسيع المستوطنات وتهويد الأراضي العربية وتغيير طابعها الحضاري.
وأشار الجعفري إلى أن ما تريده شعوب المنطقة هو السلام والازدهار، وإهاء حالة عدم الاستقرار والتوتر والاحتلال.
لكنه رأى ان "بعض الدول عملت في عكس صالح هذا الهدف، وساهمت في خلق بؤر توتر وعدم استقرار جديدة، عبر خلق جبهات وهمية في المنطقة وتغذية أعمال عنف واذكاء صدامات إقليمية واستنزافية لطاقات العرب والمسلمين قائمة على صراع هويات اثنية ومذهبية ودينية وهمية، وكل ذلك بهدف رفع الضغط السياسي والدبلوماسي الدولي عن اسرائيل، وإنهاء أي أمل في وضع حد للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية".
وأكد السفير السوري ان عملية سلام دائم وشامل وعادل في المنطقة، لا يمكن أن تتم إلاّ وفقاً لمرجعيات السلام المعروفة، وخاصة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
من جهته قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن التأثير الخطير للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي المقابل الفوائد المتعددة للحل السلمي للصراع التي ستعود على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعلى منطقة الشرق الأوسط والمجتمع الدولي بأسره تشكل حقائق معترفاُ بها على نطاق واسع.
وأضاف منصور في جلسة مجلس الأمن، ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي يواصل بذل جهود حثيثة، إلى جانب لجنة المتابعة العربية الوزارية، وأعضاء اللجنة الرباعية، والعديد من الدول من مختلف أنحاء العالم، قد أكدوا ما يقوله.
وأشار إلى ان بلاده تشيد بانخراط المجتمع الدولي، وتحث على ترجمة هذا الدعم في شكل جهود مكثقة من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل هذا العام.
كما حث السفير الفلسطيني معلى إعادة تأكيد الإجماع على عوامل الحل، وليس تجاهلها، وحددها في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وتحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، والعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن بناء على حدود ما قبل 1967، وضمان الحل العادل لقضية لاجئي فلسطين على أساس القرارات ذات الصلة.
أما وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، ناصر جودة، فقال إن استمرار غياب السلام العادل والدائم والشامل بين العرب وإسرائيل، هو منبع جميع التوترات في منطقة الشرق الاوسط.
وأكد جودة ان تحقيق هذا السلام الشامل والعادل من شأنه أن ينتج ديناميكيات تفضي بدورها إلى زوال التوترات الأخرى الموجودة في المنطقة.
كما شدد على ان الأردن مقتنع بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.
وقال جودة إن المؤتمر الدولي المزمع عقده في مدينة مونترو في سويسرا، يمثل فرصة يجب أن لا تضيع لوضع الحل السياسي على مسار صحيح من خلال وقف القتال، وتلبية تطلعات الشعب السوري.
وأضاف ان "هذا الحل السياسي يجب أن يلبي تطلعات الشعب السوري الذي بذل في سبيلها الدماء، وأن يحقق الانتقال السياسي الفوري المنشود من خلال التوافق بين الأطراف جميعها، وحسب ما تم الاتفاق عليه في بيان جنيف واحد، على إنشاء هيئة تنفيذية إنتقالية جامعة وممثلة لكل الأطياف، وبصلاحيات كاملة تتولى زمام المسؤولية وتعمل فوراً على استعادة الوئام المجتمعي في سوريا، وتحقق بسط سلطتها أيضاً على كل الأرض السورية، وبما يضمن ويمتن وحدة سوريا الترابية واستقلاها السياسي".
وأشار وزير الخارجية الأردني إلى مشكلة اللاجئين السوريين في بلاده وتكلفة استضافتهم، وجدد دعوته إلى المجتمع الدولي للقيام بزيارة الأردن للإطلاع على هذا الوضع عن كثب.
وكان المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير نواف سلام، أشاد بالجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي جو لاستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية.
وقال سلام، إن الخطر الأساسي الذي تواجهه هذه المفاوضات هو استمرار نشاطات إسرائيل الاستفزازية بما فيها بناء المستوطنات والإعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة.
وأضاف "فيما لا يزال هذا المجلس صامتاً، يهدر صوت الجرافات الإسرائيلية التي تدمر المنازل في القدس وتقتلع أشجار الزيتون في الضفة الغربية تمهيداً لبناء مزيد من المستوطنات، وكما ذُكِرَ، فقد أعلنت السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي عن نيتها في بناء 1400 وحدة سكنية في الأراضي المحتلة".
وأوضح السفير اللبناني ان المنطقة تقف على مفترق طريق تاريخي، وان مستقبل المفاوضات في خطر بسبب النشاطات الإستطانية، داعيا المجلس إلى التحرك الفوري.
وقال ان "صمت مجلسكم لا يخدم قضية السلام، للحفاظ على مستقبل السلام في منطقتنا، يجب أن تسمعوا صوتكم، سيدي الرئيس، من أجل السلام، نحثكم على التحرك دون تأخير".
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، اعتبرت، في كلمتها خلال الجلسة، إن منطقة الشرق الأوسط كانت دائماً فريسة لاضطرابات القوى المتنازعة ونادراً ما شهد العالم جهوداً نحو تحقيق السلام، والتكلفة البشرية المذهلة للحرب في الوقت ذاته بهذا الوضوح الذي يشهده اليوم.
وذكرت ان هذا التناقض لافت بشكل خاص في سوريا، حيث تكثفت المبادرات الدبلوماسية على خلفية الحرب الأهلية الأكثر وحشية من أي وقت مضى، مضيفة ان "أفضل وسيلة لإنهاء هذه الحرب، هي عبر محادثات مؤتمر جنيف 2، الذي يهدف إلى تطبيق بيان مجموعة عمل جنيف".
وقالت باور ان "حملة القصف السوري الأخير والقاتل، بما في ذلك استخدام صواريخ سكود، والبراميل المتفجرة في ضواحي حلب ودمشق، تقدم دليلاً آخر على وحشية نظام (الرئيس السوري بشار)الأسد، وحقيقة أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، ولهذا نركز بشدة الانتقال السياسي التفاوضي من الطراز الذي ستتم مناقشته في جنيف".
وأضافت ان "الحاجة الملحة للتقدم الدبلوماسي تتضح من ازدياد شدة الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب، ومن إخفاق الحكومة السورية في تطبيق البيان الرئاسي للمجلس بتاريخ الثاني من تشرين الأول/أكتوبر".
وتحدثت السفيرة الأميركية بإسهاب عن مختلف أشكال المعاناة التي يعشيها الشعب السوري، داخل البلاد وممارسات نظام الأسد والقوات الحكومية، إضافة إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك.
كما أشارت إلى تجاوزات قوات المعارضة السورية، قبل أن تتحدث عن تأثير الأزمة على دول الجوار وتحديداً الأردن ولبنان.
وفي ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني والسلام في الشرق الأوسط، قالت باور "تواصل الولايات المتحدة جهودها لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق الوضع النهائي، الذي يعترف بدولتين لشعبين، يعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن".
وذكرت ان وزير الخارجية الأميركي، "عاد إلى المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر لدعم الإطار المقترح الذي يتناول جميع القضايا الجوهرية، ومع دراسة الأطراف للقرارات الصعبة المقبلة، لا تزال الولايات المتحدة على قناعة بأن فوائد السلام، للطرفين، يمكن أن تكون تتحقق بشكل أفضل من خلال هذا النوع من العملية التي نحن منخرطون فيها في الوقت الحاضر".
وكررت باور موقف الولايات المتحدة، من ان على جميع الأطراف الإحجام عن الإجراءات التي قد تقوض المناخ اللازم للمفاوضات الجارية، مضيفة ان الخطوات التي تقلل من الثقة، مثل استمرار النشاط الاستيطاني، إنما تغذي الشكوك على الجانبين.
أرسل تعليقك