دمشق - جورج الشامي
حذّر أبو خالد السوري، وهو أحد أهم المقربين من أيمن الظواهري في سورية، من الغلو واستباحة دماء المسلمين، الحادث في سورية الآن، مشيرًا إلى أنّه دمّر الجهاد في الجزائر، وفي غيرها من الساحات، مؤكّدًا أنَّ "داعش" هدّدت باستخدام الأسلحة الكيميائية، تجاه بقية فصائل المعارضة، حال حصولها عليها.
وأوضح أبو خالد، الذي سبق لزعيم "القاعدة" الظواهري أن وكّله بغية فض النزاع الذي حصل بين "النصرة" و"داعش"، إثر صدور توجيهات من الظواهري بإلغاء دمج التنظيمين، أنَّ "إطلاق أحكام التكفير والردة، واتهام الفصائل بأنها صحوات من غير تثبت ولا بيّنة، لهو من أكبر الكبائر، وأعظمها إثمًا وجرمًا".
وأكّد أبو خالد "براءة أسامة بن لادن، والظواهري، وعبدالله عزام، وأبو مصعب السوري، والزرقاوي، ما ينسب إليهم في تبرير جرائم وممارسات خاطئة، ترتكب تحت اسم الجهاد، وإقامة دولة الإسلام"، مذكرًا بأنه "أمضى عمره مع هؤلاء الأكابر، وعرفهم حق المعرفة".
ورأى أبو خالد أنَّ "تنظيم الدولة يبخس المجاهدين، الذين حرروا البلاد، وقدموا الشهداء حقهم، حيث يصر التنظيم على أنه الدولة، وما سواه ليسوا سوى فصائل، وهذا ما أزم الوضع، وأدخل الساحة في تعقيدات كانت في غنى عنها".
وختم أبو خالد، بيانه، بالإشارة إلى أنّه "لا سبيل للحل والخروج من الأزمة إلا باعترف كل بحجمه الحقيقي، والعودة للحل القرآني، الشورى، وتهديدكم بالقول إما نبيد أو نباد، أو باستخدام الكيميائي إن وجد، حسب قولكم، ليس من الإسلام في شيء"، داعيًا جنود "داعش" إلى "التوبة إلى الله والنزول على شرعه".
ويعدّ بيان أبو خالد السوري بمثابة بيان صادر عن الظواهري، بشكل غير مباشر، عطفًا على مكانة أبو خالد عند الظواهري، وامتناع الأخير حتى الآن عن إصدار بيان حيال الاحتراب المحتدم منذ نحو أسبوعين، ربما خشية أن تضرب "داعش" ببيانه عرض الحائط، كما فعلت من قبل، فيزداد عنادها، وعصيانها لأوامره، ويصبح إصلاح الصدع متعذرًا.
أرسل تعليقك