غزة – محمد حبيب
أوصت لجنة شؤون اللاجئين في المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، في تقريرها بشأن مخيم اليرموك في سورية، كل القوى والفصائل الفلسطينية في سورية بالتوافق على خطة عاجلة، بغية فك الحصار عن المخيم، وإمداد أهله بالمساعدات.
وطالب التقرير، الذي أقرّه التشريعي في جلسة عقدت، الخميس، في غزة، الأطراف المتنازعة في سورية، بـ"تجنيب مخيمات اللاجئين من الصراع الدائر هناك"، مؤكدًا أنَّ "الشعب الفلسطيني يقف موقف المحايد في أي صراع لأيّة دولة عربية".
ودعا حاملي السلاح، المتواجدين في المخيم، إلى الخروج منه، إنقاذًا لأرواح آلاف المدنيين، وحقنًا لدماء الأهالي، من النساء والأطفال، مشدّدًا على "ضرورة التواصل مع البرلمانات العربية، والإسلامية، والدولية، بغية مضاعفة جهودها، وإنقاذ اللاجئين في المخيم"، مثمنًا جهد بعض وسائل الإعلام في كشف مأساة اللاجئين هناك.
وأوضح رئيس لجنة شؤون اللاجئين النائب عبد الفتاح دخان أنَّ "التقرير الذي قدمته لجنته يهدف إلى إطلاع المجلس على واقع اللاجئين في مخيم اليرموك في سورية، وكذلك الانتهاكات التي يتعرضون لها في المخيم، بعد حصار دام لأكثر من 200 يوم، وموت نحو 50 لاجئًا جوعًا".
وأشار دخان، في كلمته خلال الجلسة، إلى أنَّ "مخيم اليرموك يتعرض لمجزرة بشرية غير مسبوقة، سلاحها الرئيس هو الجوع"، معتبرًا أنَّ "هناك أيد عابثة، من جهات متعددة، تستهدف قلب الوجود الفلسطيني في سورية".
واستنكر موقف الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، تجاه الأزمة في اليرموك، مبيّنًا أنه "موقف متخاذل حتى اللحظة"، حسب تعبيره.
وطالب دخان منظمة التحرير الفلسطينية بـ"بذل جهد أكثر وضوحًا، يرقى إلى حجم المأساة التي يعيشها المخيم في سورية".
بدوره، استهجن رئيس كتلة "حماس" البرلمانية خليل الحية ما وصفه بـ"حالة العجز لدى المجتمع الدولي تجاه ما يحدث لأهالي مخيمات سورية".
واعتبر الحية أنَّ "تعدد المكاييل في سياسة المجتمع الدولي تبث روح الكراهية بين المجتمعات والشعوب في العالم"، متسائلا عن الغاية من حالة الصمت العالمي تجاه أهالي اليرموك.
وطالب الفصائل الفلسطينية في الداخل والخارج لتسيير المسيرات الرافضة لهذا الحصار، داعيًا المجموعة العربية في الأمم المتحدة بطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، وإصدار قرار برفع الحصار، وتأمين دخول الغذاء والدواء لأهالي اليرموك.
من جهته، عدّ النائب في المجلس التشريعي إسماعيل الأشقر ما يحدث في مخيم اليرموك "جريمة حرب" يعاقب عليها القانون الدولي، داعيًا جميع أحرار العالم إلى "العمل الجاد لوقف هذه الجريمة في أسرع وقت".
وشدّد الأشقر على أنَّ "حق العودة إلى فلسطين مقدس، ولا يمكن لأي مسؤول التنازل عنه"، منتقدًا ما أسماها "دولة كيري"، التي "تسعى إلى إنهاء قضية عودة اللاجئين"، حسب قوله.
وفي ذات السياق، دعت النائب في المجلس التشريعي هدى نعيم كل النساء العربيات إلى تنظيم حملة تبرعات ومسيرات تنطلق إلى مخيم اليرموك في سورية، بغية فك الحصار عنه.
وفي سياق متصل، أكّد مقرّر لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي النائب عاطف عدوان أنَّ "ما يتعرض له أهالي اليرموك يندى له جبين الإنسانية جمعاء"، مناشدًا الأمم المتحدة بـ"وقف العمل بمكيالين في القضايا الإنسانية".
وأضاف "عندما يدخل اللاجئ الفلسطيني بعض حدود الدول العربية، نازحًا وهاربًا من الصراع في سورية، تعيده تلك الدول إلى سورية، وكأنه كتب على الفلسطينيين الموت في كل مكان"، داعيًا الدول العربية إلى "احترام كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني".
أرسل تعليقك