بيروت ـ جورج شاهين
طالب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بحكومة "يجرها حصان واحد"، تكون "منسجمة فاعلة، وقادرة على اتخاذ قرارات تعيد الى اللبنانيين الحد الأدنى من الأمن والطمأنينة، وتنتشل لبنان من المنزلق الخطير الذي انحدر اليه"، معتبرا ان إصرار "الفريق الآخر" على "ما يسميه حكومة شراكة وطنية"، يعني "حكومة يجرها حصانان يدفعان باتجاهين معاكسين كليا، مما يحولها فعليا إلى لا حكومة".
وفي لقاء "زمن العدالة" الذي نظمته "القوات" في معراب عشية بدء اعمال المحكمة الخاصة بلبنان يوم الخميس المقبل ، توجه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تأليف الحكومة بالقول: "كلنا نريد حكومة وبأسرع وقت ممكن، لكن ليس كل حكومة هي حكومة، إن حكومة التناقضات ستكون حكومة تناقضات، لا تلوي على شيء، لن تستطيع شيئا، ولن تفعل شيئا، فهل المهم فقط أن نقول أننا شكلنا حكومة؟ حكومة التناقضات ستعاني منذ اللحظة الأولى من تشوه خلقي لن يمكنها حتى من الوصول الى المجلس النيابي". وتابع: "نريد حكومة، ولكن حكومة وليس شبه حكومة، جميعنا بانتظاركم، ولبنان بانتظاركم. فلا تتأخروا، لا تتنازلوا عن صلاحياتكم الدستورية، وتصرفوا تبعا لقناعاتكم، والله هو وحده ولي التوفيق".
وطالب جعجع "بضم جميع ملفات الاغتيالات التي وقعت بين عام 2005 وحتى الساعة الى ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري في المحكمة الدولية، وذلك نظرا لتلازمها"، مؤكدا أن "زمن العدالة أتى، أتى زمن الحقيقة في لبنان، لأجل لبنان، انها المرة الأولى في تاريخ الإغتيالات السياسية على ارض لبنان، التي نشعر فيها كلبنانيين بوجود إرادة فعلية، وإمكانية جدية لتحقيق العدالة، إنها المرة الأولى ايضا في تاريخ لبنان، وتاريخ العالم العربي، التي يتجند فيها المجتمعان العربي والدولي لملاقاة ملايين اللبنانيين المتجمهرين في ساحة الحرية في 14 آذار 2005، للمطالبة بتحقيق العدالة".
وألقى الجراح كلمة باسم الرئيسين الحريري والسنيورة فاستهلها بالقول: "لقد إعتقد المجرمون أن بإمكانهم إغتيال قادتنا وحلمنا ومستقبلنا وعشقنا للحرية والسيادة، وأنهم قادرون على إخضاعنا وإسكاتنا ليحققوا حلمهم بدولة تابعة وشعب خاضع وساحة صراع دائم".
وتابع: "منذ أيام ودعنا الشهيد محمد شطح الذي سقط غدرا ليلتحق بقافلة الأبطال، من رفيق الحريري إلى وسام الحسن، وليغدو دليلا ساطعا إضافيا على إجرامهم وإرهابهم بحق لبنان وشعبه وبحق الإعتدال والرؤية الوطنية والعلم والإستقامة. لكن سيف العدالة أبقى وأقوى، أقوى من ظلمكم وبطشكم وإستكباركم، ومهما حاول القتلة الهروب والإختباء، ومهما حاولتم تقديس المجرمين، ومهما إستعنتم بشهود الزور وسلاح القمع وتآمر المتآمرين، فالعدالة آتية وكل وسائل التعمية والتغطية لن تغطي إرهابكم وجرائمكم، فأنتم لستم إلا الوجه الآخر لمن تسمونهم بالتكفيريين، تستمدون منهم ويستمدون منكم سبب وجودكم وإستمراركم، تبررون لبعضكم البعض إرتكاباتكم وإجرامكم وإرهابكم، تسمون أنفسكم قديسين ويسمون أنفسهم مجاهدين. لا أنتم قديسين ولا هم مجاهدين، لكنكم متفقون على تدمير قيمنا وسلمنا الأهلي ووحدتنا الوطنية، متفقون على لقمة عيش المواطن وعلى إفقاره وإرهابه، متفقون على تدمير المؤسسات وإفراغها ودائما دائما بقوة السلاح، مصرون على إتباع أسلوب الإغتيال حلا للاختلاف السياسي ووسيلة للهيمنة والتسلط ومقتنعون أن بإمكانكم الإفلات من العدالة وطمس الحقيقة أيضا بقوة السلاح، العدالة آتية والمحكمة الدولية التي جهدوا لحرفها عن مسار الحقيقة والعدالة وتشويه صورتها وإغراقها بشهود الزور ستبدأ عملها قريبا".
ورأى الجراح "انه زمن العدالة، إنه الزمن الذي سيعرف به الشعب اللبناني وبالأدلة القاطعة والبراهين والوقائع الدامغة من أمر ومن خطط ومن نفذ ومن سهل ومن غطى جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبطال، سيعرف الشعب اللبناني لماذا أغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، هذه الجريمة لم تكن إلا إغتيالا لوطن وإرهابا لشعب وتدميرا لحلم وتكريسا لتبعية.
أرسل تعليقك