بيروت - جورج شاهين
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، ان وفدا قضائيا إيرانيا سيزور لبنان قريبا لتدارس ملابسات الانفجارين الانتحاريين اللذين استهدفا سفارة بلاده في بئر حسن.
وصل ظريف الى مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت،مساء الأحد على رأس وفد، آتيا من ايران على متن طائرة خاصة، في اطار زيارة رسمية للبنان تستمر حتى الثلاثاء المقبل، وذلك في سياق جولة على دول المنطقة تشمل دمشق وعمان وبغداد.
وعلم "العرب اليوم" ان ظريف سيلتقي صباح الإثنين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيسين بري وميقاتي قبل ان يزور الرئيس المكلف تمام سلام عند الرابعة عصرا في المصيطبة.
وفي صالون الشرف في المطار، تحدث ظريف إلى الصحافيين، فقال: "كما تعرفون ان العلاقات الأخوية الطيبة مع لبنان الشقيق حكومة وشعبا، تحتل حيزا أساسيا في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، أولا لأننا نعتبر ان هذا البلد الشقيق هو بلد مقاوم صامد لطالما تصدى للعدو الصهيوني الغاشم ولقنه درسا، وكانت له العديد من الانجازات البطولية الراسخة التي سطرها وتحولت إلى قدوة تحتذى من قبل شعوب ودول هذه المنطقة. وثانيا لأننا نعول كثيرا على أهمية لبنان في هذه المنطقة، وعلى العلاقات الثنائية الطيبة معه سواء في ما يتعلق بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات التي تهم الطرفين، وتجاه مقاربة الملفات الاقليمية والدولية بشكل عام".
إضاف: "نحن نعتبر ان هناك العديد من التحديات المشتركة التي تواجه ايران ولبنان وكل دول هذه المنطقة. فهناك التحدي الذي يمثله الإرهاب والتكفير والتطرف، وهذه الآفات لا شك انها تصيب بضررها البالغ كل شعوب ودول هذه المنطقة، الأمر الذي يستلزم منا جميعا ان نوحد الجهود السياسية من أجل مواجهتها ودحرها، إضافة إلى ذلك نحن نطمح من خلال اللقاءات السياسية التي سوف نجريها مع المرجعيات السياسية اللبنانية المحترمة خلال الزيارة التي نقوم بها حاليا إلى لبنان الشقيق لإيجاد السبل الآيلة لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية الطيبة بين بلدينا في المجالات كافة".
وقال ظريف ردا على سؤال: "نحن في هذا الإطار نود أن نقدم التهنئة والتبريك إلى الحكومة اللبنانية الشقيقة، على الإنجاز الكبير الذي حققته في فترة زمنية قياسية، إذ أنه بعد فترة زمنية قصيرة من الإنفجار الإرهابي الذي استهدف سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، استطاعت من خلال مساعيها الجادة والدؤوبة، إلقاء القبض على الإرهابي الأساسي المسؤول عن هذا الإنفجار الآثم، وهو ماجد الماجد، وبالتالي نحن لا يسعنا إلا أن نشكر الجهود الدؤوبة التي بذلتها الحكومة اللبنانية في هذا الإطار. وفي المستقبل هناك وفد قضائي حقوقي إيراني، سوف يأتي الى لبنان الشقيق كي يتدارس مع المعنين في السلطات اللبنانية المختصة والمحترمة، حول كل الملابسات المتعلقة بهذه القضية".
وعن تصوره للعلاقات الإيرانية – السعودية قال ظريف: "أود ان أشير في هذا الاطار إلى انه من الثوابت الأساسية بالنسبة للسياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، هي اقامة افضل علاقات الأخوة والصداقة والتعاون مع دول الجوار، أما في ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، نحن نود ان نؤكد اننا في الجمهورية الاسلامية الايرانية نسعى إلى اقامة أفضل العلاقات الاخوية مع المملكة، أولا على صعيد العلاقات الثنائية، وثانيا لأننا نعتقد جديا ان مثل هذه العلاقات إن تعززت فسوف تؤثر بشكل ايجابي على إرساء السلام والاستقرار والأمن على صعيد ربوع هذه المنطقة. من هنا نحن نرحب بأي لقاء رسمي بين البلدين على أي مستوى من المستويات".
وهل ستشارك ايران في مؤتمر جنيف 2، وهل انتم متفائلون بنجاح هذا المؤتمر؟ أجاب: "نحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية نؤكد على ان الحل الوحيد المتاح للأزمة السورية هو الحل السياسي، ونحن نعتقد ان الطريق الأفضل الذي يؤدي إلى الحد من ظاهرة الارهاب والتكفير والتطرف التي تضرب ربرع هذه المنطقة، الحل الأفضل لهذه المعضلة هو اتاحة الفرصة المناسبة لأبناء الشعب السوري لكي يعبروا عن رأيهم بنزاهة وحرية من خلال صناديق الاقتراع. من هنا نحن نرحب بأي مبادرة من شأنها ان تؤدي إلى هذا الحل المنشود. أما في ما يتعلق بالمشاركة الايرانية في مؤتمر جنيف 2، فاذا وجهت لنا دعوة غير مشروطة مسبقا، فسوف نشارك في أعمال هذا المؤتمر، ولكن في المقابل نحن لا نسعى إلى تلقي مثل هذه الدعوة".
أرسل تعليقك