جوبا ـ العرب اليوم
يعيش نحو 17 ألف لاجئ جنوب سوداني، الذين فروا من منازلهم، في مساحة لا تتعدى 45 فدانًا، هربًا من القتال الدائر بين أنصار الرئيس سلفا كير ميارديت، الذين ينتمي معظمهم إلى قبائل "الدنكا"، وأنصار نائبه المُبعد رياك ماشار، الذين ينتمون إلى قبيلة "النوير"، منذ اتهام الرئيس نائبه السابق بتدبير محاولة انقلاب.
ولم يتوقع الجنوب سودانيون أن يتحول مقر الأمم المتحدة في بلادهم، والذي كان يعتبر خارج الحدود، إلى أكثر المناطق المكتظة بالسكان على وجه الأرض.
وأشارت صحيفة "ديلي تليغراف"، في تقرير لها، السبت، إلى أنَّ "تلك الأعداد من المدنيين، الذين أصبحوا لاجئين داخل وطنهم، يفترشون الأرض الرملية، المشبعة بالشمس الحارة، ويتنافسون على المساحة الترابية التي سيضعون خيامهم أو فرشهم عليها بجوار خزانات المياه النظيفة، والمراحيض".
ولفتت إلى أنَّه "على عكس اللاجئين في معظم الحروب، فإن هؤلاء لم يهربوا من تقدم قوات الجيش فقط، بل أيضًا من المنتمين لقبائل الدنكا، الذين أضحوا يستهدفون المدنيين من قبيلة النوير، حتى أولئك الذين لا ينتمون لحركة التمرد، أو الذين لا يحملون السلاح".
وأضافت أنه "على الرغم من أنَّ الأمم المتحدة تحاول جاهدة توصيل المساعدات إلى اللاجئين، إلا أنه يصعب ضمان وصولها إلى الجميع، في ضوء التكدس الذي قد ينذر بقدوم الأوبئة".
واختتمت الصحيفة بأن "ما يزيد المآساة قسوة أنه لا يبدو وجود حل قريب لها، حيث يشعر اللاجئون بذعر شديد مما يجعل نقلهم إلى أيّ مكان آخر خارج تلك المساحة، مستحيلاً"، على حد وصف التقرير.
أرسل تعليقك