الخرطوم- عبدالقيوم عاشميق
أعلن رئيس حزب "الاتحادي الديمقراطي"، محمد عثمان الميرغني، عن "مبادرة قومية لتحقيق الوفاق الوطني الشامل في البلاد"، حيث أكَّد الرئيس المُكلَّف بطرح المبادرة، الفريق عبدالرحمن سعيد، في تصريحات صحافية، الجمعة، أن "المبادرة تشتمل على عدد من المقترحات، منها؛ الاتفاق على دستور دائم للبلاد، يشارك في وضعه الجميع، بالإضافة إلى الإسراع في التوصل إلى حل شامل لقضية دارفور، ومنطقة "آبيي" المتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان، وحل الصراع الدائر في محافظتي؛ النيل الأزرق وجنوب كردفان".
وأضاف، أن "المبادرة تحتوي على مراجعة قانون الأحزاب السياسية، والانتخابات، والقوانين المرتبطة بالحريات العامة، وحقوق الإنسان والتحول الديمقراطي".
وفي تعليق على الخطوة، أوضح قيادي في الحزب الحاكم، فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"العرب اليوم"، أن "الميرغني مقبول، وربما تجد مبادرته قبولًا من الأطراف كلها"، مشيرًا إلى أن "المهم أن تكون هناك آليات فاعلة ونشطة وجادة؛ لتنفيذ مثل تلك المبادرة".
وأكد القيادي، أن "لم الشمل هدف ينبغي أن يشارك فيه الجميع، ويتطلب ذلك الترفع عن الخصومات، وعدم تصفية الحسابات، والنظر إلى المستقبل دون محاسبة أحد على الماضي".
وفي أول رد فعل للمعارضة على المبادرة، أكَّدت عضو تحالف أحزاب المعارضة السودانية، انتصار العقلي، في تصريح لـ"العرب اليوم"، أن "المعارضة لن تنظر أو تطَّلع على مبادرة كهذه"، موضحة أن "الميرغني عليه أولًا أن يفض شراكته وتحالفه مع الحزب الحاكم في السودان "المؤتمر الوطني"، ثم يطرح بعد ذلك مبادرة للحوار والوفاق الوطني، وبغير ذلك لن تقبل المعارضة المبادرة".
وبشأن حالة الجدل أضافت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الأزهري، إكرام محمد صالح، في تصريح لـ"العرب اليوم"، أن "فرص نجاح المبادرة لا تبدو متوفرة، موضحة أن "الميرغني وبعد مشاركته في الحكومة القائمة حاليًا، فإنه لا يبدو مقبولًا عند المعارضة".
وأضافت، أن "الحكومة لن تخسر في كل الأحوال إن قبلت الأطراف الأخرى المبادرة أو رفضتها"، موضحة أن "نجل محمد عثمان الميرغني، جعفر الصادق، يشغل منصب مساعد الرئيس البشير في القصر الجمهوري"، لافتة إلى أن "زعيم الحزب "الاتحادي الديمقراطي" يحاول أن يحتفظ بعلاقات مع المعارضة والحكومة في الوقت ذاته".
وكشفت صالح، أن "تيارًا داخل حزبه سمته بـ"التيار الخلفي"، يُبدي معارضة لسياسات الحكومة، أما التيار الثاني؛ فمُتفق معها"، مؤكدة أن "توقيت طرح الميرغني للمبادرة سيفيد الحكومة، في شغل الرأي العام قبل الانتخابات بمادة دسمة".
وأشار الأمين العام لمجلس أحزاب الوحدة الوطنية، عبود جابر، أن "مبادرة الميرغني ستجد التأييد"، موضحًا أن "المجلس يُؤيِّد كل مبادرة تطرح بهدف تقريب المسافات، وأنها تتفق ورؤية المجلس التي ظل يطرحها، وطالب فيها جميع التيارات بالاتفاق على الثوابت الوطنية".
أرسل تعليقك