عمان ـ العرب اليوم
أكد النائب الدكتور خالد قشوع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني على أن إسرائيل تدرك جيدا أنها لن تستطيع أن تكون جزءا أساسيا من ترتيبات المنطقة ، إلا بإنهاء المشكلة الفلسطينية وجلاء الاحتلال عن فلسطين ، وإقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وقال قشوع في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان "إن انتصارنا للقضية الفلسطينية هو انتصار للسلام وأيضا لرسالة الحق ولحالة ترسيخ قواعد الأمن والسلم الإقليمي..باعتبارها جوهر النزاع في هذه المنطقة ..ولن يتأتي ذلك إلا من خلال حلها حلا عاجلا يتوافق عليه الطرفان" ، لافتا إلى أنه لا يوجد في هذا العالم الجديد بكل مقوماته دولة محتلة سوى فلسطين.
وتطرق للحديث عن المبادرة العربية للسلام ، قائلا "إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أعلنها واضحة أمام الكونجرس الأمريكي قبل 4 سنوات أن إسرائيل أمام حالة استثنائية وهي أنها يمكن أن تكون شريكا لعدد 56 دولة عربية وإسلامية ..وجزءا لا يتجزأ من المنطقة إذا ما اعترفت بشكل واضح وصريح بإنهاء الاحتلال".
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، أعرب قشوع عن تفاؤله بإمكانية نجاح الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الأمريكية في هذا الاتجاه..قائلا "إننا ندرك جيدا حجم الجهد الذي يبذله كيري لإنجاح المفاوضات حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حوالي 20 مرة خلال فترة زمنية قصيرة".
وأضاف "يبدو أن المفاوضات ستحمل في طياتها ، ووفقا للمراقبين ، استخلاصات مفيدة خصوصا أنه فتح للطرفين 6 ملفات عالقة في قضايا الحل النهائي"..مؤكدا أن وجود الطرف الأمريكي سيعطي شرعية جديدة للمفاوضات.
وتابع قشوع "أعتقد أننا لا نتحدث عن عدمية المفاوضات الجارية بقدر ما يمكن إعطاء فرصة أكبر لها"..مشيرا إلى أنه على الرغم من أن كل المراقبين يتحدثون عن أن المفاوضات ستكون طويلة ورغم عدم تحقق أي نتائج على الصعيد الواقعي إلا أنها لاتزال جارية.
وردا على سؤال حول الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات مستقبلا ..أجاب قشوع بأن الفلسطينيين أمامهم خيارات عديدة ومتنوعة منها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي عبر الدول العربية إضافة لاستثمار الاعتراف بوجود الدولة الفلسطينية..مضيفا "إن الشأن الفلسطنيي مهم لنا في الأردن بالطراز الأول ، فهذه القضية تندرج في إطارنا الوطني وبالتالي نتعاطى ونتعامل معها باعتبارها أولى أولوياتنا وتأثيرنا على المستوى العربي والإسلامي والدولي".
وحول التصريحات التي يطلقها المسئولون الإسرائيليون مرارا وتكرارا بأن القدس كاملة ستكون عاصمة لدولة إسرائيل..أجاب قشوع "ليس كل ما يقوله أو يتمناه الطرف الإسرائيلي يجب أن يراه على أرض الواقع ، من حق كل طرف أن يتحدث كما يحلو له".
وقال "من واقع الأشياء أن يفهم الكل سواء كان الفلسطينيون أم الإسرائيليون أن هناك 3 محاور رئيسية أولها : لا يستطيع أحد منهما إلغاء الآخر ، الثاني : أن يدرك الطرفان أنهما لن يأخذا كل تطلعاتهما أو ما يتمنياه ، الثالث : الفريقان يعلمان ويدركان أن موضوع القدس حساس .. لأنه مهم سواء بالنسبة للمسلمين أو المسيحيين جميعا كما أن العالم لن يسمح بأن تكون المدينة المقدسة بحال جديد".
وأشار البرلماني الأردني في هذا الإطار إلى أن تسيبي ليفني كانت قد اعترفت ضمنا قبل 6 سنوات خلال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أن القدس الشرقية يجب أن تكون جزءا لا يتجزا من الدولة الفلسطينية القادمة ، قائلا "إن هناك من يؤمن بالعملية السلمية ومن لا يؤمن بها".
وتقييما للدور العربي والإسلامي تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك..أجاب قشوع بأن الدور الذي تقوم به الدول العربية والإسلامية والمجتمع الانساني والدولي "معنوي" لكن المطلوب هو دعم مالي بكل وضوح ، فلا يعقل أن يقوم طرف واحد بتنمية أماكن وجيوب الاستيطان وفرض واقع جديد وفي المقابل لا يستطيع الطرف الفلسطيني والعربي في القدس أن يقوم بهذا وذلك لأنه لا يملك الموارد .. مطالبا بضرورة دعم الإنسان العربي في القدس لكي يبقى حاضرا وموجودا في الأقصى.
وشدد على أن أبناء القدس يدفعون ضرائب كبيرة جدا..وإذا ما أقدموا على بناء منازل لهم أو تحديثها يدفعون مبالغ طائلة لصالح بلدية الاحتلال وهو ما يثقل كاهل العائلات المقدسية..قائلا "حتى نستطيع أن نرسخ دعمنا وإسنادنا للقدس وللأقصى وأن نصون الأماكن الدينية المسيحية التي تمثلها كنيسة القيامة يجب علينا دعمها ماديا".
وتابع "إننا نستطيع قانونيا أن نسهم من خلال مؤسسات مجتمع مدني مختلفة وهناك مئات الآلاف منها ، في دعم وتأييد القدس والأقصى.. كما أننا بالإمكان أن ننشيء منظمة كبيرة تسهم في دعم المواطن المقدسي العربي حتى يبقى صامدا على أرضه ويقدم رسالته الوطنية والإسلامية والمسيحية والإنسانية تجاه بقائه وحضوره في القدس".
وحول عضوية الأردن في مجلس الأمن الدولي ..أعرب قشوع عن شكره للدول العربية التي ساندت بلاده في هذا الإطار ، قائلا " إننا نمثل الآن هذا الوطن العربي الكبير بكل ما يملك من تطلعات ومقدرات وإرهاصات ، وإن ما يهمنا وما لفت نظرنا حالة الجهوزية العالية التي تتمتع بها الدبلوماسية الأردنية".
وأضاف "إن هناك توجيهات من العاهل الأردني بضرورة أن تكون هناك جلسة نقاش عام في مجلس الأمن للبحث في القضية الفلسطينية والقضايا التي لها علاقة بالشرق الأوسط وكيفية ترسيخ قواعد الأمن والسلم في المنطقة"..مؤكدا على أنه أينما ذهبت الدبلوماسبة الأردنية ذهبت معها القضية الفلسطينية لأنها قضية أمة.
ونوه قشوع بأنه على الرغم من الظروف التي تمر بها مصر إلا أن القضية الفلسطينية كانت ولاتزال حاضرة في عقول وأفئدة سياسيها وقادتها .."ونحن في الأردن أيضا نقوم بهذا الدور على أكمل وجه..سنقوم بدعم وإسناد المفاوض الفلسطيني".
أرسل تعليقك