بغداد - نجلاء الطائي
أكَّد ائتلاف "مُتَّحِدُون" العراقي بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، الجمعة، في ذكرى مرور سنة على انطلاق الاحتجاجات المناوئة لسياسات الحكومة أن الظلم والاضطهاد تفاقم في العراق بدل الاستجابة لمطالب المحتجين.
وأعلن ائتلاف "متحدون" في بيان تلقَّى "العرب اليوم "نسخة منه أن الاحتجاجات لم تكن "إلا صوت الشعب الذي ثار على الظلم والفساد والاضطهاد والتهميش والاستهداف حيث تعرضت الكرامة إلى الاستهانة بها، وضاقت سبل العيش".
وأضاف أن "الشعب عانى الأمرين من ممارسات الأجهزة الأمنية، وبات سيف المخبر السري مسلطًا على الرقاب باسم المادة اربعة ارهاب".
ويؤكِّد السنة ان الحكومة العراقية تستهدفهم على نحو غير عادل عبر قوانين مكافحة الارهاب واجتثاث البعث وغيرهما.
ويطالبون بالغاء تلك القوانين وتحقيق التوازن في دوائر الدولة بما يسمح بتقليدهم مناصب رفيعة بعد استبعاد الكثير منهم بداعي الارتباط بحزب "البعث" المحظور الذي كان يحكم البلاد قبل 2003.
وأشار ائتلاف "متحدون" إلى ان "الشعب ثار وهو صاحب قضية وهدف، وتحمل الكثير..، حتى أصبحت سوح الاعتصام هدفًا لنيران القوات التي يفترض أن تدافع عنهم، ولنا في الحويجة وسارية ديالى والفلوجة والموصل وغيرها أمثلة حية لما عانى منه الشعب على أيدي هذه القوات".
وأوضح "متحدون" في بيانه إن "مسلسل الاضطهاد تواصل بدل معالجة مطالبهم العادلة، ولما صمَّت الحكومة آذانها انطلقت الأيدي العابثة لتستهدف الشعب الثائر، فزاد الظلم وعم الفساد".
وذكّر بأن "الشرارة الأولى التي فجرت غضب الشعب في المحافظات الستة المنتفضة هي استهداف أحد قياديِّي الائتلاف ألا وهو رافع العيساوي".
والعيساوي الذي كان وزيرا للمالية ملاحق قضائيا بتهمة قيادة فرق موت وهي التهمة نفسها التي حكم بموجبها بالاعدام على قيادي سني آخر وهو نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي.
وشدَّد "متحدون" على أن "الوقت قد حان للاستجابة النهائية والكاملة لمطالب المعتصمين، وفي هذا تأكيد للوحدة الوطنية، وتعزيز لمبادئ الأُخوة ضمن الوطن الواحد".
وأعلن أن "القوة الحقيقية تكمن في انصاف المظلوم، أما الضعيف فمن صفاته التسويف والمماطلة".
وفي السياق ذاته، أكَّد السياسي العراقي الداعم للتظاهرات خميس الخنجر أن المحافظات الستة المنتفضة "وقفت في وجه طاغية بغداد الجديد بعد سنوات من الظلم والإقصاء الممنهج"، وبين أن الحراك الشعبي "أعاد للشعب لحمته ونسيجه وفضح الموازين الطائفية والعنصرية للحكومة"، مؤكدًا أن ساحات الاعتصام "ستظل لأعوام في حال بقاء آلة التخريب والسياسات التمييزية الباطلة".
وكَشَف الخنجر في حديث صحافي اطلع "العرب اليوم "عليه ، أن "سنوات من الظلم والتهميش والإقصاء الممنهج عاشتها جماهير المحافظات المنتفضة ضد مكون كبير ومهم في العراق، وشهدت بها معظم المنظمات الحقوقية العالمية، وسجلتها كل صحافة العالم الحرة"، وأعلن "بعد هذه السنوات وقف ابناء هذه المحافظات في وجه الظلم وأدواته الفاسدة في العراق، وقالوا (لا) كبيرة عبْر عام كامل من الاعتصامات السلمية التاريخية، التي سجلها العالم بإعجاب واهتمام كبيرين".
وأوضح الخنجر، لمناسبة مرور عام على انطلاق الحراك الشعبي، "عام كامل من الصمود في وجه مفخخات الحكومة الطائفية وميليشياتها ومن الشهداء والجرحى، ومن الظروف الجوية الصعبة تحتشد فيه الملايين في ساحات قُدر لها أن تعيد للشعب لحمته ونسيجه، وتفضح كل الموازين الطائفية والعنصرية التي يتعامل بها طاغية بغداد الجديد".
وأكَّد الخنجر "ستستمر الاعوام طالما بقيت آلة التخريب المقيتة، وطالما وُجد بيننا من يفرقنا الى طوائف يخدع بعضها ويعذب الاخرى"، موضحًا "وسنستمر داعمين لكل صوت حر يريد الخلاص من سجون ظالمة او سياسات تمييزية باطلة".
وتخرج تظاهرات في أيام الجمع منذ عام في المحافظات ذات الأغلبية السنية في شمال وغرب العراق احتجاجًا على ما يقولون إن الحكومة التي تقودها الشيعة تهمشهم.
وانطلقت الاحتجاجات بدءًا من مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار وانتقلت بعدها للمحافظات المجاورة، تخللتها على مدى الأشهر الماضية مواجهات مع قوات الأمن، وهو ما أودى بحياة العشرات.
وكادت تلك الحوادث ان تشعل نزاعًا طائفًيا بين الشيعة والسنة على غرار ما شهده العراق بين العامين 2006 و2008 عندما قُتل عشرات الآلاف
أرسل تعليقك