بيروت – جورج شاهين
دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المجتمع الدولي إلى عدم السماح للنموذج الإنساني الذي اتبعه لبنان بتعاطيه مع ملف النازحين السوريين أن يفشل، لأن بفشله تقتلون الإنسانية في العالم، ويكون كل ما يقال عن الإنسان وحقوقه مجرد شعارات فارغة".
وقال ميقاتي، خلال ترؤسه في السراي الكبير حفل إطلاق "التقرير السادس لخطة الحكومة اللبنانية لمعالجة تداعيات الأزمة السورية" اليوم: "منذ اندلاع الصراع القائم في سوريا، التقينا سوياً مرّات عديدة، وفي كلّ مرّة كنت أعرض لكم نتيجة جهود الحكومة اللبنانية في سعيها المتواصل لإيجاد طرق وأساليب من شأنها تعزيز السياسات والآليات الهادفة إلى مواجهة نتائج هذه الأزمة على لبنان على المستويات الإقتصادية والإجتماعية وغيرها".
وأضاف: "فبعد تقييم الأثر الإجتماعي والإقتصادي للصراع السوري على لبنان، الذي تم تحضيره بالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة، وبعد تطوير خريطة طريق للتدخلات ذات الأولوية التي من شأنها تحقيق الإستقرار، نحن اليوم أمام لائحة بالبرامج والمشاريع التي تهدف إلى التخفيف من تداعيات الأزمة، ونجتمع لإطلاق التقرير السادس للخطة التي أعدتها الحكومة بالتعاون مع المنظمات الدولية لمعالجة التداعيات الخطرة للأزمة السورية".
وتابع: " وفي مجال الكلفة الإقتصادية والإجتماعية الإضافية على المجتمعات المضيفة، فقد شكّل التدفق الكبير للنازحين زيادة مهمة في حجم توافر اليد العاملة، ما ساهم في تراجع مستويات الأجور وانتج مزيداً من البطالة حيث ارتفعت الى ضعف حجمها العادي. كل هذا يؤدي إلى مزيد من الأوضاع المأساوية نتيجة ما يحصل في سوريا".
ولفت إلى أن "تضافر الجهود والتعاون المشترك والشفاف ما بين الدولة ممثلةً بوزاراتها ومؤسساتها المعنية بأزمة النازحين السوريين من جهة، ومع المؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة من جهة أخرى، إضافة إلى المؤسسات غير الحكومية المحلية والعالمية، أدّى إلى وضع خطة موحّدة لمقاربة أزمة النازحين وتأثيراتها على لبنان. لقد قام المجتمع الدولي، مشكوراً عبر عدد من الدول المانحة والتي نتوجه إليها بجزيل الشكر والإمتنان، بتأمين أكثر من 840 مليون دولار، أي ما يقارب 69 في المئة من المساعدات المطلوبة في التقرير الخامس لخطة الحكومة اللبنانية وشركائها لمعالجة تداعيات الأزمة السورية على لبنان.اليوم،مجددا نتوجه إليكم، ممثلي الدول المانحة والمجتمع الدولي، للإستمرار في دعم لبنان وشركائه في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة، عبر مساعدات إضافية تقدر بحوالي مليار و850 مليون دولار، ومفصّلة في التقرير الجديد الذي هو بين أيديكم.
واضاف ميقاتي إن "الهدف من هذه المساعدات هو تأمين الحماية الاجتماعية بشكل رئيسي، والاستجابة للحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للاجئين وللمجتمعات المضيفة .ومن شأن هذه المساعدات تأمين الاستقرار في المجتمعات التي تضم النازحين من جهة، وزيادة التلاحم ما بين المجتمعات المضيفة والنازحين من جهة أخرى، منعاً لتفاقم النقمة والعداوة خصوصاً مع تزايد عدد القادمين من سوريا بشكل مستمر ومتصاعد".
وقال إن "الأزمة السورية كانت وما زالت أزمة عالمية من حيث مفاعيلها وتأثيراتها، ولكنها ارخت بثقلها على لبنان، حيث قام لبنان، عبر حكومته وشعبه، بتقديم المساعدة الإنسانية للنازحين السوريين بما يفوق قدرته على التحمّل، ولا زال يقدّم حتى الآن. لبنان هو نموذج للدولة التي قامت فعلا بدورها الإنساني، ونحن نأمل منكم جميعاً دعم هذا النموذج لمد يد العون".
إشارةً إلى أن المؤتمر حضره المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وسفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا إيخهورست، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان روبرت واتكنز، ومساعد ممثلة المفوضية العليا للاجئين في لبنان جان بول كافاليري، وسفراء وممثلي الدول العربية والأجنبية وممثلين عن المنظمات الدولية والعربية العاملة في لبنان.
أرسل تعليقك