رام الله - وليد أبوسرحان
انطلقت حملة دولية لنصرة القدس، الثلاثاء، تحت شعار "القدس ... محمد وعيسى ومريم"، وذلك بغية مواجهة التهويد الإسرائيلي المتواصل، الساعي لطمس معالم المدينة العربيّة والإسلاميّة.
وجاء إطلاق "القدس ... محمد وعيسى ومريم"، في إطار حملة تنظمها قناة "هنا القدس" الفضائية، بمشاركة أكثر من 500 وسيلة إعلامية عربية وعالمية مختلفة، مرئية ومسموعة ومقروئة، بغية التأكيد على أن "القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وثابت من الثوابت الفلسطينية، التي لا تقبل المساومة أو التفريط".
وأوضح رئيس الهيئة الإسلامية العليا، مفتي الديار الفلسطينية السابق، الشيخ عكرمة صبري في كلمة إنطلاق الحملة، في فندق "مونت سكوبس"، في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، أنه "من رحاب هذا المكان الطاهر، المتلألئ بالأمل، من وراء جدرانٍ أبت أن تتحطّم، ومآذن وإيواناتٍ وقبابٍ أبت إلا الصمود، وإنسانٍ كريمٍ عزيزٍ صامدٍ آمن بربه، وبوجوده على هذه الأرض، تنطلق الحملة، في مثل هذا التوقيت، تأكيدًا على هوية المدينة العربية والإسلامية".
وأشار صبري إلى أن "كلّ ما يحدث اليوم في القدس لن يسقطها من مساحات الأمل الواسعة، التي تمتلكها في قلوبنا، لن تمنعنا الأسوار، ولن توقفنا حراب الاحتلال عن الزحف اليومي مع كل صلاةٍ ودعاءٍ في إسراءٍ مستمرٍ نحو المدينة الباسلة".
وشدّد على أنه "لن يوقف زحفنا طردُهم المستمرُ لنا من المدينة، لأننا سنبقى نقرع أبوابها حتى تُفتح، ولن تمنعنا مصادرة حبات ترابها من أن نمتلك ناصية الحلم بغدٍ يكون للمؤمنين وحدهم، ومستقبلٍ يجمع محمداً وعيسى ومريم على حبّ الله وطاعته والاستجابة لكلماته، لن يمنعنا تزوير التاريخ من أن نحتفظ في قلوبنا بنسخةٍ غير قابلةٍ للتزوير من مباني القدس وشوارعها وإسفلتها، لن يمنعنا المكرُ السيءُ من الاحتفاظ بالقدس العربية، تحت جلودنا وفوق حدقات عيوننا".
ولفت الشيخ صبري إلى أنه "من أجل القدس انطلقنا دائماً، في زحفٍ ممتدٍ ومتجدد، واليوم ننطلق مجدداً في حملةٍ جديدةٍ لتحقيق كلّ الأهداف الموعودة".
ومن جهته، قال رئيس أساقفة الروم الأرثوذوكس غبطة البطريرك عطا الله حنا في كلمته "اليوم، وفي حضور كلّ المؤمنين من أتباع عيسى وأحمد، نعلن عن انطلاق الحملة العالمية لنصرة القدس، والتي اخترنا لها أن تحمل شعارها المعبر (القدس: محمد، عيسى ، ومريم)".
وأضاف "في هذا اليوم الأغر، نعلن انحيازنا لمحمد عليه السلام في رحلته وإسرائه الأبديّ نحو القدس، ونعلن أن القدس - عليها السلام - ستبقى أُمنا كما مريم أمنا".
وتابع "إننا وبإطلاقنا (الحملة العالمية لنصرة القدس) لنعلن انتماءنا للإنسانية الصادقة، التي تأبى الظلم، وانتماءنا للشجرة الزكية المتمثلة في إسلام الوجه لله، كما كان عيسى وأحمد عليهما الصلاة والسلام، وفي هذا اليوم نقول على الاحتلال ألا يرقد للنوم، لأننا سنزوره في أسوأ كوابيسه، وعلى الظلم ألا ينتفش، لأن الظلم حتماً زائل، وعلى الأمة ألا تتوقف عن الأمل، لأن الأمل حتمًا ودوماً منتصر".
أرسل تعليقك