الغجر يعزون العاصمة السوريّة دمشق
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"الغجر" يعزون العاصمة السوريّة دمشق

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الغجر" يعزون العاصمة السوريّة دمشق

دمشق - جورج الشامي
بدأت ظاهرة انتشار خيم النازحين بالظهور في الحدائق العامة، والساحات الفارغة، قرب البنايات العالية، لاسيما قرب المركز الثقافي العربي في حي الميدان، في العاصمة السورية دمشق. وغزت ساحات العاصمة دمشق عشرات من الخيم المصنوعة من أكياس الخام، والأقمشة المربوطة ببعضها، وعلى أوتادها ثياب منشورة في العراء، وصندوق صغير جدرانه من الكرتون بجوار إحدى الخيم، عبارة عن دورة مياه، تشكل البنية التحتية الوحيدة لهذا المخيم. ويقطن في كل خيمة عائلة مكونة من 5 إلى 7 أشخاص، نساؤهم ترتدي ثياب مزركشة غريبة عن ملابس النساء المعروفة، ويضعون الأقراط في أنوفهم، وفي محيطها أطفال تظهر عليهم مظاهر التشرد والحرمان. هذا هو الحال في حي الزاهرة الدمشقي، الذي انتشرت فيه ظاهرة خيم النازحين بكثرة في الحدائق العامة والساحات الفارغة، حيث تمت مشاهدة عشرات الخيام المنصوبة بجانب الأبنية الحديثة، بلغت أكثر من أربعين خيمة، ملئية بالسكان، من العائلات التي تركت أماكن سكنها في مناطق سورية مختلفة، نتيجة الحرب الدائرة، وقصف النظام وحصاره لمناطق تواجدهم الأصلية. وعند معاينة المخيم، تجد نفسك أمام عالمين مختلفين كلياً، الأول مجتمع راقي متمدن، يقطن في أبنية شاهقة، وظروف صحية جيدة، والآخر متطفل على المجتمع الأول، يقطن خيم لا تتوافر فيها أدنى الخدمات، وتفتقر للبنية التحتية، ولخدمات الماء والكهرباء. ويُعد "الغجر" من الأقليات السورية، حيث تبلغ نسبتهم حوالي 1% من مجموع سكان سورية، ويسكن معظمهم في خيم، وقد اعتادوا التنقل والترحال من مكان لآخر، ويمتهنون الغناء والرقص والتسول في كثير من الأحيان. كما أن مجتمع "الغجر" منغلق على نفسه، لم يختلط بالمجتمع السوري، ولم يدخل المعترك السياسي، ولم يتقلد أحد منهم أي منصب في حكم البعث، فلم يكن لهم أي وزن في دولة الأسد الأب والابن، وتعرضوا للتهميش، شأنهم شأن معظم الأقليات، بل شأن الغالبية الساحقة من الشعب، باستثناء الطبقة الحاكمة وبطانتها، دون أن يحاول النظام إيجاد أي حل لمشكلتهم، أو محاولة دمجهم في المجتمع السوري. ولم يختلف الأمر في الثورة السورية، حيث لم يسجل لهم أي دور ثوري أو سياسي مؤثر في الأحداث، لكنهم تأثروا وعانوا مما عاناه الشعب السوري من قهر وقتل وتشريد وتهجير. وعن هذه الظاهرة كان لنا لقاء مع بعض الجوار لهذا المخيم، الذين اختلفت آراؤهم حسب توجههم السياسي، فأبو سمير، أحد الجوار، أكّد، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنه تقدم بشكوى لمحافظة دمشق نتيجة تذمر الأهالي من هذه الظاهرة، إلا أن رد سلطات النظام كان بالتسويف، وأن الوضع الأمني أهم من أي شيء آخر". وأوضح التاجر أبو محمد، وهو أحد جيران المخيم، أن "النازحين يسببون إزعاجات كثيرة للجوار، أهمها الخوف على أخلاق أبنائهم من الانحراف والاختلاط بمجتمع مختلف كلياً عن تربية أبناء الحي المحافظ، وثانيها التذمر من الفضلات والأوساخ التي تنتج عن سكان المخيم، المفتقر لكل أنواع الخدمات، ما يحرم السكان من الشعور بالطمأنينة والراحة في بيوتهم". أما سامية، التي تسكن في البناء المجاور، أشارت إلى أن "هؤلاء النازحين، بغض النظر عن قوميتهم أو انتسابهم، فهم منكوبين، وفي حاجة إلى أبسط مقومات الحياة، وهناك من يمد لهم يد العون والمساعدة من الجيران، عبر تقديم وجبات الطعام والمواد الغذائية، من سكر ورز وغيرها". وحاولنا سؤال بعض النازحين في هذه الخيام عن وضعهم، إلا أنهم امتنعوا عن إعطاء أية معلومات عن سبب قدومهم لهذا المكان، باستثناء مجموعة من الأطفال، الذين قالوا أنهم كانوا يقطنون مع ذويهم في حارة "الغجر"، المعروفة في المنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق، واضطروا للانتقال إلى هذا المكان، بسبب القصف والمعارك المحتدمة هناك. واكتفى البعض بطلب المساعدة والتسول، شارحين ظروفهم الصعبة وضيق حالتهم المادية.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغجر يعزون العاصمة السوريّة دمشق الغجر يعزون العاصمة السوريّة دمشق



GMT 08:43 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قيس سعيد يستقبل محمود عباس في مطار تونس قرطاج

GMT 10:17 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق سراح طفل اقتحم مركزا للأمن بسكين في تونس

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 20:47 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الأضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 10:05 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

أزياء Azzi & Osta خريف وشتاء 2016 - 2017

GMT 18:28 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

الكشف عن سبب غضب جوميز في لقاء "الحزم"

GMT 05:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 19:23 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

مبارك يغادر مستشفى سجن طرة إلى "المعادي العسكري"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia