بيروت – جورج شاهين
وصف زعيم تيار "المستقبل" رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمناسبة عيد الاستقلال بأرقى ما يمكن أن يصل إليه الخطاب السياسي في هذه المرحلة الاستثنائية من حياة لبنان، فلقد اختزلت الرسالة كل ما يجب أن يقال في المناسبة التي تأتي على وقع أحداث وتطورات غير مسبوقة في العالم العربي، وهي الأحداث التي نشهد في كل يوم نماذج سياسية وأمنية متفاوتة عن ارتداداتها في حياتنا الوطنية.
وأكَّدَ الحريري: "في ذكرى الاستقلال يقف لبنان امام منعطف مصيري لا يحتمل اي شكل من أشكال دفن الرؤوس في الرمال، والتعمية على المخاطر التي تواجهنا، حيث تنوء البلاد بأعباء التورط في الحرب السورية، ويتصاعد منسوب التشنج الطائفي والمذهبي الى حدود الذروة، ويحيط القلق من الفراغ بكل أوجه النظام السياسي والمؤسسات الدستورية، ويتراجع النمو الاقتصادي الى أدنى مستوياته منذ سنوات طويلة، وتتسلل أصابع الإرهاب للعبث بالاستقرار العام، وينتشر السلاح في أيدي المحازبين والمجموعات والأنصار والسرايا كما لم يسبق ان حصل من قبل".
وأعلن الحريري "لقد جاءت رسالة الرئيس سليمان لتسلط الضوء على ذلك كله، وتدق ناقوس الخطر على المصير الوطني، منبهة الى مكامن الخطر الحقيقي، حيث لا يمكن، كما يقول رئيس البلاد، ان تقوم دولة الاستقلال اذا ما قررت أطراف او جماعات لبنانية الاستقلال عن منطق الدولة، او اذا ارتضت الخروج عن التوافق الوطني وسمحت لنفسها بتخطي الحدود والانخراط في نزاع مسلح على ارض دولة شقيقة، او اذا عجزت الدولة عن نشر سلطتها الحصرية على كامل تراب الوطن وضبط البؤر الأمنية وقمع المخالفات ومحاربة الإرهاب، وكذلك اذا لم تكن القوات المسلحة هي الممسكة الوحيدة بالسلاح والناظمة للقدرات الدفاعية بإشراف السلطة السياسية.
وأوضح "هذه الرسالة تعبر بالوقائع التفصيلية عن روح اعلان بعبدا، الذي لا يريدون له فقط ان يبقى مجرد حبر على ورق، بل انهم يسعون الى محوه من الوجود السياسي".
واختتم "تشكل رسالة الرئيس خط الدفاع الأخير عن استقلال لبنان وصيغة العيش المشترك، وهي تستحق قولاً وفعلاً إكبارَ وتأييدَ كل لبناني معنيٍّ بحماية الاستقلال والصيغة".
أرسل تعليقك