رام الله - وليد ابوسرحان
حذَّرَ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، اليوم الثلاثاء، من خطورة عدم احترام الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقرارات اللجنة التنفيذية وإهمالها، وخاصة المتعلقة بمعارضة المفاوضات مع إسرائيل في ظل تصاعد الاستيطان، مُشدِّدًا على أن من شأن ذلك إدخال الفلسطينيين في مأزق سياسيّ.
وقرَّرَت مركزية فتح في نهاية اجتماعها، الاحد، الاستمرار في المفاوضات لحين انتهاء فترة الـ 9 اشهر، اي لنهاية نيسان/ أبريل المقبل، رغم معارضة اللجنة التنفيذية للمنظمة، بوصفها أعلى اطار قيادي للفلسطينيين في الداخل والخارج.
وأعلن خالد في تصريحات صحافية، اليوم الثلاثاء، أن "هذا يدخلنا في مأزق سياسي حقيقي، وهو الا تُحترمَ قرارات اللجنة التنفيذية، وهذا مأزق سياسي خطير، ولهذا نكرر دائمًا التأكيد على ضرورة احترام قرارات اللجنة التنفيذية، وعدم تجاوز هذه القرارات".
ووفق خالد فان اللجنة التنفيذية "لم توافق على العودة للمفاوضات" مع إسرائيل في ظل تواصل الاستيطان، موضحًا أن "عدم الاستجابة لمواقف اللجنة التنفيذية، انا اعتقد بانه ينطوي على مخاطرة سياسية كبيرة"، ومؤكِّدًا "اللجنة التنفيذية عندها موقف- معارض لاستمرار المفاوضات- ولكن ما في التزام وما في احترام لقراراتها، وهذا تداعياته السياسية كبيرة وخطيرة"، مشيرًا إلى أنه "ليس هناك التزام بقرارات اللجنة التنفيذي،ة وهذا انعكاساته وتداعياته خطيرة ويجب ان يتوقف".
وشدَّدَ خالد على ان المفاوضات باتت غطاءً لتصاعد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، الامر الذي من شأنه ان يقضي على مبدأ حل الدولتين على أساس حدود العام 1967، مبيِّنًا أن "تواصل الاستيطان سيقضي على كل فرص التقدم نحو تسوية سياسية شاملة ومتوازية على أساس مبدأ حل الدولتين".
وحَذَّرَ خالد من خطورة التأخر الفلسطيني من التوجه للمنظمات الدولية والانضمام اليها في ظل المراهنة على امكان ان تحرز المفاوضات الجارية تقدمًا ، مشيرا إلى ان التأخر الفلسطيني سيلحق اذى بمصالح الفلسطينيين ويُفوِّت الفرص عليهم، "أنا لا ارى فائدة من المفاوضات ومن هذا النهج السياسي الذي يسير عليه الاخ الرئيس ابو مازن، واؤكِّد ان هذا سيضيع فرصًا على الشعب الفلسطيني ، ويجب اعادة النظر بهذه السياسة واعادة النظر ايضا في العلاقات مع دولة إسرائيل على اعتبار انها علاقات مع دولة احتلال استيطاني وتمارس التمييز العنصري، وعلينا الذهاب لكل مؤسسات الأمم المتحدة ووكالاتها واجهزتها والانضمام اليها، والمطالبة بالتعامل مع إسرائيل كدولة احتلال كولونيالي استيطاني وتمييز عنصري، وهذا الذي يمكن ان يخرج الحالة الفلسطينية من هذا التراجع والتردي الذي تعيشه".
وأوضح خالد "أما الاستمرار في المفاوضات باعتباره هو الخيار السياسي الوحيد، فأعتقد بان في ذلك خسارة كبيرة، المفاوضات في هذه المرحلة تحديدًا ووفق صيغة جون كيري هي الخيار الاسوأ المطروح على جدول اعمال الجانب الفلسطيني".
وقال خالد ‘العودة من جديدة للمراهنة على الإدارة الأميركية او العوامل الخارجية اعتقد بانها سياسة غير حكيمة ‘، مستبعدًا ان تطرح الإدارة الأميركية من خلال كيري اية مبادرات تقود لاحداث اختراق في العملية السياسية، موضحًا "يمكن أن يكون اهم انجازات جون كيري هذا التوسع غير المسبوق في النشاطات الاستيطانية، ولا أعتقد ان جون كيري يمكن ان يتقدم بمقاربة سياسية لصالح الجانب الفلسطيني، واذا ما تقدم وقد يتقدم بمقاربة سياسية في الأشهر المقبلة وسوف تكون منحازة لصالح إسرائيل".
أرسل تعليقك