رام الله ـ وليد أبوسرحان
تسود حالة من التراشق الإعلاميّ بين الأردن وإسرائيل، بشأن سماح اتفاقيّة "وادي عربة" لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى المبارك.
وشددت مصادر فلسطينية، الجمعة، على الرفض الأردنيّ للمزاعم الإسرائيلية بشأن سماح اتفاقية "وادي عربة" للسلام لليهود بالدخول إلى المسجد الأقصى، باعتباره من الأماكن الدينية والأثرية والتاريخية، التي يحق الدخول إليها وفق أحد بنود تلك الاتفاقية المُوقّعة ما بين إسرائيل والأردن عام 1994.
وقد تفجّر الجدال، في الأيام الأخيرة، جرّاء التوصية التي صدرت عن الكنيست الإسرائيلي، والداعية إلى إغلاق المكاتب التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس وملاحقة مديريها وموظفيها وأئمتها جنائيًا، بتهمة التحريض ضد إسرائيل، ودخول اليهود إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي رفضته الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، في حين تنتظر وصول وفد رسمي أردني لاستيضاح الأمر من الجهات الإسرائيلية الرسمية.
وأفادت صحيفة "معاريف" العبرية، على موقعها الإلكتروني، الثلاثاء الماضي، أن الأردن رفض طلبًا تقدمت به الحكومة الإسرائيلية من أجل السماح لليهود بالصلاة وأداء الطقوس الدينية داخل باحات المسجد الأقصى، وفي أوقات محددة لا يكون فيها مصلين مسلمين.
وتعالت أصوات في داخل الكنيست الإسرائيلي، تقول إن اتفاقية "وادي عربة" للسلام مع الأردن تنص على السماح لمواطني الدولتين بزيارة الأماكن التاريخية والدينية، الأمر الذي يعني أنه من حق اليهود بزيارة الاأصى كونه يقع تحت الرعاية الدينية والإدارية الأردنية، والتي تم تجديدها من قِبل السلطة الفلسطينية قبل أشهر، باتفاق ما بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني.
ونفى عضو الكنيست زبولون كلبا، من حزب "البيت اليهودي"، بأن تكون إسرائيل قد طلبت من الأردن السماح للمستوطنين بالدخول إلى الأقصى، وقال "لا يوجد لدي علم بأن أية منظمة أو جهة يهودية متدينة طلبت هذا الطلب من الجانب الأردني، ومع ذلك لابد من تذكير عمّان بأن اتفاقية السلام المُوقّعة بين البلدين، وفي الفصل التاسع تقول: على كل جانب السماح للطرف الثاني الدخول إلى الأماكن الدينية والتاريخية، وهذا يعني بأنه يتوجب على المملكة السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى من دون الحاجة إلى تقديم طلب لها بذلك".
وردًا على التفسير الإسرائيلي للفصل التاسع من اتفاقية "وادي عربة"، أكد المستشار الأردنيّ للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس عبدالناصر نصار، أن "الأردن تلقت طلبًا إسرائيليًا بالسماح لليهود في الصلاة داخل المسجد الاقصى، إلا أن الجانب الأردني رفض هذا الطلب"، مشددًا على أنه "لن يُسمح بدخول اليهود المتطرفين لإلى المسجد الاقصى للصلاة فيه، وسيستمر منعهم من الدخول إلى المساحة البالغة 144 دونما التابعة للمسلمين، وهذا الطلب محاولة إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى سعيًا إلى تهويد مدينة القدس، وأن حديث الجانب الإسرائيلي بأن المادة التاسعة من معاهدة السلام، تسمح لليهود بالصلاة في الأقصى من دون الحاجة إلى التقدم بطلب إلى الأردن، يُعتبر محض افتراء، يرفضه الأردن بشكل مطلق، وأن الأردن لن يسمح بتأويل أو تفسير المعاهدة في غير مكانها"، معتبرًا أن "ما جاء على لسان أعضاء الكنيست يدخل في سياق المزاعم الإسرائيلية لبعض الأطراف والإمعان في تغوّل الفكر الديني اليهودي المتعصب داخل إسرائيل".
وأشاركد نصار، إلى أن "مثل هذا القول محضّ افتراء وباطل من الأساس، لأنه لا يستند إلى نص وروح اتفاقية السلام، وأن المملكة تحترم معاهدة السلام المُبرمة، ولن تسمح لأي طرف مهما كان أو أية جهة مهما كانت، بالتأويل والتفسير على مطمع أو مطمح".
أرسل تعليقك