,واشنطن ـ العرب اليوم
ترفض السلطات في الولايات المتحدة منح عدد متزايد من المترجمين الأفغان، الذين عملوا إلى جانب القوات الأميركية، تأشيرات دخول للولايات المتحدة، المخصصة لهم من الكونغرس، نظرًا لأن وزارة الخارجية الأميركية ترى أنه لا يوجد تهديد خطير على حياتهم.
وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، الاثنين، أن "المترجمين، الذين خدم العديد منهم لأعوام في ملاذات طالبان الآمنة، يعتبرون أن المسؤولين الأميركيين يستهينون بشدة المخاطر التي يواجهونها، ويرون هم والمحامون المختصون بقضايا الهجرة أن منع حصولهم على التأشيرات يأتي بينما تتصاعد المخاوف من احتمال إقدام طالبان على الانتقام منهم، عقب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، في نهاية عام 2014".
ونقلت الصحيفة عن أحد المترجمين الأفغان، لم يذكر اسمه، قوله "إنه يوجد العديد من مقاتلي طالبان في القرية التي أقطن فيها، وهم يعلمون جيدًا أنني أعمل مع الأميركيين، لذا فإن لم أتمكن من الذهاب إلى الولايات المتحدة، فسوف تنتهي حياتي بمجرد أن تعتقلني طالبان".
وأوضح المترجم أنه "تلقى خطابًا رسميًا من جانب المسؤولين الأميركيين، يخطرونه فيه بأنه فشل في إثبات حقيقة أنه يتعرض لخطر حقيقي يهدد حياته"، مشيرًا إلى أنه "أبلغهم بأن طالبان تراقبه في عمله، وأعلنت في القرية بأنه مطلوب القبض عليه".
بدوره، بيّن المتحدث باسم السفارة الأمريكية لدى كابول روبرت هيلتون، بشأن المرحلة الأولية في عملية الحصول على تأشيرة الدخول، أن "مقدم الطلب عليه أن يثبت أنه تعرض أو يتعرض لخطر حقيقي، يهدد حياته، نتيجة توظيفه أو عمله مع الحكومة الأميركية".
وأشار هيلتون أن "طلبات الحصول على التأشيرة تفحص جميعها من جانب لجنة تابعة للسفارة، بغية تحديد ما إذا كان يتوجب على مقدمها السفر إلى واشنطن"، دون أن يوضح ماذا يمثل "الخطر الحقيقي"، أو حتى يفسر الحالات المعينة، التي ترفض فيها الطلبات، ويحظر منح التأشيرة.
وأكّدت "واشنطن بوست" أن "المسؤولين العسكريين الأميركيين وجّهوا خطابًا للإدارة الأميركية، يؤكّد أن هناك مترجمًا آخر عمل في أحد السجون العسكرية الأميركية، مفتشًا للزائرين، ما شكّل خطرًا جسيمًا على حياته، نظرًا لأنه كان على اتصال دائم مع عائلات المتشددين السجناء"، بيد أن وزارة الخارجية الأميركية قالت أن "تلك المخاوف لاترقى أن تكون تهديدًا خطيرًا".
من جانبه، أبدى أحد المحاربين القدامى في حرب أفغانستان تولسي جابارد مخاوفه من الاستهانة بالمخاطر التي يتعرض لها المترجمون على يد مقاتلي طالبان في أفغانستان، معتبرًا أن "العملية القائمة لمنح التأشيرات تهدّد بتقويض الالتزام الذي تعهدت به الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانبهم".
أرسل تعليقك