رام الله ـ وليد أبوسرحان
كشفت مصادر فلسطينيّة، الأربعاء، أن إسرائيل بدأت في بناء الجدار على الحدود مع الأردن منذ 4 أشهر، وأن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، قبل أيام، عن قراره بإقامة جدار على طول تلك الحدود، مما يعني ضم منطقة الأغوار الفلسطينية إلى إسرائيل، ما هي إلا "فبركات إعلامية" .
وأكد الخبير في شؤون الاستيطان في الأغوار عارف ضراغمه، الأربعاء، أن ما صرح به نتنياهو إنما هو "فبركة إعلامية"، والحقيقة تقول إن الجدار تم بناؤه منذ أربعة أشهر، وتم تعبيد الشارع وتجهيز المكان منذ ذلك الوقت، وأن المنطقة الحدودية يُمنع الدخول إليها منذ العام 1969 أي بعد حرب 67.
وأضاف ضراغمه، "هناك سياج قديم، وكانت المنطقة مليئة بالألغام، وتفاجئنا بوجود المركبات والآليات تقوم بالتعبيد والتحضير والبناء، وخاطبنا الجهات الفلسطينية المُختصة وأخبرناهم أن هناك توقعات لرسم حدود إسرائيلية مُحاذية للحدود الأردنية، لكن ما من مُجيب، ولا أي مسؤول تحرك حتى تبينت الحقيقة، وهي بناء الجدار على طول الحدود الأردنية، وبالتالي التأكيد من الجانب الإسرائيلي أنه لا انسحاب من غور الأردن، وأنه سيبقيه تحت سيطرته، وقد أغلق الجدار الطريق على ألاف الدونمات، حيث أن المساحة الواقعة بين السياج القديم والجدار الجديد يمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها، بالإضافة إلى أن الأراضي الواقعة خلف الجدار الجديد، يُمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها أو امتلاكها، بحجة أنها أراضي حدودية لأمن دولة الاحتلال".
وأشار الخبير في شؤون الاستيطان، إلى أن "الجدار يبدأ من الحدود الشمالية، وبالتحديد عند نقطة الحدّ بين أراضي 67 و48، وحتى الأغوار الجنوبية"، مؤكدًا أن الأعمال لا تزال جارية في بناء السياج الجديد الذي يحدّ الأردن، مما يؤكد على أن تصريحات نتنياهو مفبركة إعلاميًا، وأن مخططات بناء الجدار الحدودي بدأت منذ ثلاث سنوات، وكانت اولى المراحل إزالة الألغام من الأراضي، وتسليم جزء منها إلى المستوطنين لزراعتها وإلى مؤسسة صهيونية، ومن ثَم بناء الجدار الذي بدأ قبل أربعة أشهر، بالإضافة إلى توسعة المستوطنات وبناء مستوطنات جديدة في الأغوار، حيث صرح نتنياهو في وقت سابق، أن المستوطنات في تلك المنطقة هي حدود إسرائيل الآمنة، بالإضافة إلى مخططات أخرى تهدف إلى الاستيلاء الكامل على الأغوار".
وقد طلب نتنياهو من المستوى العسكري وجهات الاختصاص في إسرائيل، الإعداد السريع لهذه المخططات، والاستمرار السريع في استكمال ما تبقى من الجدار على الحدود مع الأردن، حيث تبقى مقطع بالقرب من مدينة إيلات، وكذلك استكمال بناء الجدار في الجولان المحتل، وعلى طول شريط الهدنة.
وبرر رئيس حكومة الاحتلال بناء الجدار، بتأمين الحماية للمستوطنات في منطقة الأغوار وباقي مناطق الضفة، لا سيما في ظل تزايد أعداد اللاجئين السوريين الوافدين إلى الأردن، حيث وصل عددهم إلى 700 ألف لاجئ، معتبرًا وجودهم هناك "تهديدًا لأمن إسرائيل".
أرسل تعليقك