رام الله - وليد ابوسرحان
أكدت صحيفة "هآرتس" العبريَّة على موقعها على الإنترنت، السبت، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخوض حرب أدمغة مع رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على غرار ما كان سائدًا من حرب عقول مع حزب الله اللبناني، عندما كانت إسرائيل تحتل جنوب لبنان.
وقالت الصحيفة: إن حرب أدغمة تدور بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة، وأن هذه الحرب بدأت تستعر في الآونة الأخيرة.
وقال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل: تحدث الجيش الإسرائيلي كثيرا خلال سيطرته على المنطقة الأمنية التي أقامها في جنوب لبنان عن حرب العقول الدائرة مع حزب الله اللبناني، موضحا أن "الحزب كان يبتكر دوما طرقا جديدة لمهاجمة مواقع وقوافل الجيش الإسرائيلي في المنطقة الأمنية وحين كان ينجح الجيش في إيجاد حلول عملية دفاعية وهجومية يرد حزب الله بتغيير وسائله وخططه، مما حول الوضع إلى لعبة شطرنج طويلة ومرهقة أو نوعا من لعبة المطاردة التي لا تسفر أبدا عن نتائج قطعية". وأضاف أن "أمرا مشابها بدا يتشكل بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي فيما لا زالت الظروف الإقليمية مثل الانقلاب في مصر ونتائج عملية "عامود السحاب" تمنع "حماس" من المبادرة بهجمات نوعية على مواقع الجيش الإسرائيلي في محيط القطاع واستعاضت الحركة عن ذلك بإعداد خطط عمليات ووضعها على الرف تحضيرا لليوم الموعود، بما في ذلك مخططات لتنفيذ عمليات واسعة النطاق فور إصدار الأوامر بتفعيل الأنفاق العسكرية".
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فقد حفرت "حماس" خلال الأعوام الأخيرة عشرات الأنفاق التي تنتهي داخل الأراضي الإسرائيلية، أكبرها تم اكتشافه قبل عدة أسابيع قرب كيبوتس "عين هشلوشاه"، مما استدعى تدخل قوة تابعة "لفرقة غزة"، للعمل على نسف هذا النفق من داخل الأراضي الفلسطينية للحيلولة دون عودة "حماس" إليه واستغلاله مجددا، لكن "حماس" استبقت العملية وأجرت استعداداتها وبادرت بتفجير النفق على طريقتها، محدثة انهيارا أدى إلى إغلاق النفق مما منع قوات الجيش الإسرائيلي من التقدم داخله ولأجل استكمال هدم النفق اضطر الجيش إلى إزالة السدة الترابية التي أحدثها تفجير "حماس" وما يحمله هذا الأمر من مخاطر، مما حدا بالجيش إحضار حفار لإزالة السد الترابي الذي انفجر في وجه الجنود عبر عبوة ناسفة أدت إلى إصابة 5 بين جندي وضابط تواجدوا قرب الحفار، من بينهم قائد سلاح وحدة الهندسة المشاركة في العملية وقائد سرية مكافحة الأنفاق وأحد قادة الفصائل في هذه السرية.
وخلال عملية" الرد" الإسرائيلية، أصيب عدد من قادة "حماس" الميدانيين، وفي ساعات الصباح شنت طائرات حربية غارات على المدخل الفلسطيني للنفق لتدميره وإخراجه نهائيا من دائرة العمل والاستخدام.
أرسل تعليقك