القدس المحتلة - صفا
قال رئيس جهاز الشاباك الأسبق يوفال ديسكين في مقالة نادرة أن "الربيع الفلسطيني قادم لا محالة وأنه يخشى من انفجاره في وجه إسرائيل إذا لم تحسن التصرف في الوقت المناسب".
وأضاف ديسكين في مقالة نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية ظهر اليوم إنه يجب القيام بالعديد من الخطوات الإسرائيلية الآنية والسريعة لتجنب تداعيات هذا الانفجار الفلسطيني من خلال بعث الأمل من جديد في قلوب الفلسطينيين بما في ذلك الإفراج عن المزيد من الأسرى في محاولة لتهدئة الشارع قبل فوات الأوان.
وأشار ديسكين إلى أن الربيع العربي لم يخلق استقرارا في أي من الدول التي اجتاحها ولكنه بث روحا جديدة شعارها ديمقراطية الجماهير وليس بالضرورة ديمقراطية الغالبية في الشرق الأوسط .
وأضاف "لقد فهمت الجماهير في الشرق الأوسط فجأة سر قوتها وقدرتها على الانقلاب والتغيير، وأصبحت وجهة النظر السائدة لدى الجماهير العربية أنه بإمكان الجماهير الغاضبة والتي لا تشكل غالبية بالضرورة أن تفقد الأنظمة الحاكمة توازنها".
وتحدث رئيس الشاباك الأسبق أنه من خلال تجربته مع الفلسطينيين فإن الشعور الآخذ في الانتشار لديهم حاليا هو أنه لا مستقبل لهم وأن لهم ماض فقط، ويشير هنا إلى أن الماضي لا يحمل في طياته أي خير.
وأوضح ديسكن أنّ الشباب في المناطق الفلسطينية يمثلون 70% من السكان مع نسبة عالية من خريجي الجامعات، يرون سلطتهم الضعيفة واقتصادهم المخنوق تحت الاحتلال ونسبة البطالة القاتلة، فلذلك يشعر مئات آلاف الشباب أن حياتهم مريرة سواء بتعليم أو بدونه.
وحذر هنا من غليان هذه الفئة التي تبحث اليوم عن هدف لتنفجر في وجهه، مضيفا أنه من السهل معرفة الجهة المفضلة، ويقصد هنا "إسرائيل".
ويشير هنا إلى أنه في حال انفجار الأوضاع في المناطق الفلسطينية فلن يكون فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 48 خارج اللعبة حيث أثبتت تجارب الماضي أنهم جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة، واستشهد ديسكين بأحداث أكتوبر 2000 والمظاهرات التي شهدتها مدن الداخل إبان حربي غزة.
وأضاف قائلاً إن هكذا مستويات مرتفعة من الاحتقان قد تنفجر في أية لحظة، فقد تكون بسبب حادث سير كما حصل إبان الانتفاضة الأولى أو عملية ينفذها يهودي ضد العرب أو محاولة فاشلة للجنود لتفريق مظاهرة للصبية الفلسطينيين تنتهي بعدد من القتلى.
ويشير هنا إلى أنّ الخوف بعدها لا يكمن في خروج المظاهرات من المناطق الفلسطينية، ولكن الخوف حسب اعتقاده من خروج هكذا مسيرات عن السيطرة وتحولها إلى انتفاضة عارمة كما حصل إبان الانتفاضة الثانية.
ويؤكد ديسكين في مقالته أنه داعم قوي لفكرة حل الدولتين ويدعو للإسراع في هذا الحل قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح من الصعب تحقيق هكذا حلم.
ويرى رئيس الشاباك الأسبق أن اتفاقاً كهذا سيكون قابلا للحياة فقط في حال تم إشراك الدول العربية كضامن وشريك، ويقترح هنا إشراك الأردن والسعودية في بداية المطاف، وبعدها ضم السعودية ودول الخليج لهذا الاتفاق كداعم اقتصادي وشريك في صنع الاتفاق مما ينهي المشكلة من جذورها.
كما يشير إلى أن على "إسرائيل" بالمقابل أن تخلق أجواء من الثقة مع الفلسطينيين، فلا بأس من القيام بالمزيد من بوادر بناء الثقة كالإفراج عن أسرى في إطار المحادثات وتقليص حجم تبادل الأراضي المحتمل بين الجانبين وإعطاء الفلسطينيين ممرا للموانئ البحرية.
ويدعو ديسكين أيضا إلى الإكثار من ظهور المسئولين الإسرائيليين في المؤتمرات المنعقدة في مناطق السلطة ودعوة قيادة السلطة إلى مؤتمرات مشابهة في "إسرائيل" بما في ذلك دعوتهم لإلقاء الكلمات في الكنيست وما شابه.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، يقترح ديسكين تشكيل حكومة أقل تطرفا من الحالية، بما في ذلك إشراك الكتل المؤيدة لاتفاق السلام في الائتلاف الحكومي، وتغيير لغة الخطاب باتجاه الطرف الآخر بما يخلق أجواء من الثقة المتبادلة، على حد تعبيره.
أرسل تعليقك