بيروت – جورج شاهين
توج البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية الأولى إلى قطر بلقاء أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقدم له التهاني بتولّيه قيادة البلاد وبعيد الأضحى المبارك، كما شكر للدولة القطرية مساهمتها في إطلاق سراح اللبنانيين التسعة الذين خطفوا في أعزاز طالبًا منها مواصلة جهودها من اجل إطلاق سراح المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والكهنة الثلاثة المفقودين في حلب.
وتناول البحث سلسلة من المواضيع المطروحة على الساحتين اللبنانية والاقليمية وتحديات المرحلة الراهنة، إضافة الى أوضاع اللبنانيين في قطر والعلاقات الثنائية وموضوع النازحين السوريين الى لبنان، وانعكاسات الازمة السورية على الواقع اللبناني، والحضور المسيحي في الشرق الاوسط والهجرة منه وحوار الاديان والحضارات.
وأعرب الامير تميم عن سروره الكبير بزيارة الراعي مثمّنا دوره الاساسي والمهم في ارساء الحوار الحقيقي والبناء بين مختلف ابناء المجتمع اللبناني وبين الطوائف على صعيد الشرق الاوسط، معتبرا ان المسيحيين هم جزء من حضارة المسلمين وعليهم ان يواجهوا معا كل تطرّف واصولية، وان يعملوا على تعزيز وحماية الحريات في بلدانهم.
واكد ان الملف اللبناني هو في اولويات اهتماماته متمنيًا تشكيل الحكومة اللبنانية قريبًا. كما أمل في ان يحافظ اللبنانيون على نظامهم الديمقراطي المميز، وعلى دورهم الريادي في المنطقة.
بعد اللقاء سئل الراعي عن اجواء اللقاء فأجاب ان الأمير تميم " يملك رؤية بعيدة للأمور وشعرنا كم هو منفتح ومعتدل ومع الحق والسلام. لقد عبّر لنا عن توقه لنهاية الحروب في الشرق، مؤكدا دعم قطر الدائم للضحايا البريئة."
وعن امكان مساعدة قطر في عملية إطلاق سراح المطرانين المخطوفين، اشار إلى "ان سمو الامير وعدنا بالقيام بكل جهده في هذا الشان، واكد لنا انه سياخذ على عاتقه قضية البحث عنهما، وانه سيضع كل قوته لمعرفة مصيرهما واطلاق سراحهما انشاء الله."
وردا على سؤال عن خوف بعض اللبنانيين المقيمين في الخليج بعد الاحداث الاخيرة قال الراعي "لم يطمئننا الأمير وحسب، وانما اعرب لنا عن محبته للبنانيين. كذلك فعل رئيس مجلس الوزراء الذي قال انه يأخذ على عاتقه ان يتابع اللبنانيون عملهم، وان تفتح امامهم مجالات عمل كثيرة، مشددا على الثقة الكبيرة فيهم."
والتقى البطريرك الراعي ايضا رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وكان بحث في قضايا عدة مشتركة. وكانت دعوة منه الى اعادة تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية العربية في لبنان. واذ اكد ان المسيحيين هم اصيلون في بلدان الشرق وقد بنوه مع اخوتهم المسلمين رفض اية محاولة لتفريغ الشرق من ابنائه عامة ومن مسيحييه خاصة، مؤكدا على وجوب حماية الثقافة العربية المشتركة.
وبعد ذلك زار الراعي مسجد محمد بن عبد الوهاب وهو اكبر مسجد في قطر، وكان في استقباله وزير الاوقاف السيد غيث الكواري، وبعد جولة على ارجاء المسجد وعلى مكتبته تمنى البطريرك الراعي "ان تبقى قطر ارض سلام وخير، وان تحمل القيم السماوية لثقافة الشعوب"، لافتًا "عندما دخلنا المسجد، رأينا الفن البسيط والمليء بالرفعة. انه التواضع والسمو والغنى، ما يعني ان الإنسان عليه ان يكون دائما امام الله سبحانه وتعالى صغيرا. فقول "الله اكبر" يشعرنا فعلا كم ان الله هو اكبر من الجميع. لا يكفي ان نقول ان الله هو الاكبر من الجميع، بل علينا ان نستمد قيمنا الروحية من جلالته لكي نبني مدينة الارض".
أرسل تعليقك