بيروت – جورج شاهين
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتيأن لبنان يجسد الإرادة الوطنية الجامعة بالعيش المشترك، ما يضاعف مسؤولية اللبنانيين في المحافظة على هذه الصيغة الفريدة والنموذجية للتآخي الاسلامي- المسيحي، من خلال ترجمة هذا الإيمان بممارسات ومواقف تحفظ الوحدة الوطنية، وترسخ الشراكة الفاعلة التي تقوم على المساواة والعدالة والتعاون والاحترام المتبادل.
وفي خلال تسلمه دعوة لحضور"المؤتمر الأول لمسيحيي الشرق" أعلن: "إن إنعقاد هذا المؤتمر في لبنان حاجة أساسية في هذه الفترة التي تكثر فيها اعمال التطرف والتقوقع، ونحن مدعوون جميعا كلبنانيين الى التمسك اكثر فاكثر بعيشنا المشترك، لأن فيه ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز، وضرورة أيضا لمحيطهم العربي، وإرادة طوعية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة. فالتجربة اللبنانية ليست فقط للداخل اللبناني، بل هي من خلال صيغتها المتجددة، النموذج الذي يمكن للعالم العربي الافادة منه لأنه حاجة للمجتمعات التي تتميز بالتنوع والتعدد".
وأمل "في أن تتضافر الجهود من اجل المحافظة على المنعة الوطنية التي تبقى الاساس في كل عمل سياسي هادف وبناء يرضي اللبنانيين ويتجاوب مع طموحاتهم في العيش الآمن والهانئ، فيما نحن نرى من حولنا اهتزازات ومتغيرات نخشى جميعًا من انعكاساتها السلبية التي لا يمكن مواجهتها الا بتحصين جبهتنا الداخلية من اي خروقات سياسية كانت ام غير سياسية".
وحذر "من تغليب الانتماء الطائفي على الانتماء الوطني، لأن في هذا السلوك، تغليبا للولاء للطائفة على الولاء للوطن الذي شكل اتفاق الطائف القاعدة المتينة له ، في اطار من الديمقراطية التوافقية القائمة على الحرية والعدالة والمساواة".
ودان "أعمال القتل والاعتداءات التي تحصل على الكنائس ودور العبادة في اكثر من بلد لا سيما ما حصل أخيرًا في مصر". ودعا "إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه الاعتداءات التي تسيء الى صورة الاديان السماوية وتشكل تهديدًا للعيش الواحد بين جميع المؤمنين".
وكان الرئيس ميقاتي إستقبل قبل ظهر اليوم في السرايا الأمين العام لـ"لقاء مسيحيي المشرق" النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم على رأس وفد.
بعد اللقاء أوضح المطران مظلوم: "تشرفنا بالاجتماع مع الرئيس ميقاتي باسم"لقاء مسيحيي المشرق"، هذا اللقاء يمثل كل الكنائس في الشرق الأوسط، والذي ينظم مؤتمرًا سيُعقد، السبت والأحد المقبلين، تحت عنوان "الوجود المسيحي في المشرق"في الربوة في مركز "لقاء الحضارات - مجمع البطريرك غريغوريوس الثالث لحام" تحت رعاية رئيس الجمهورية، وتشرفنا اليوم بدعوة الرئيس ميقاتي للمشاركة .
ويهدف المؤتمر إلى طرح ما نعيشه في هذه المنطقة وللتفكير ومحاولة إيجاد الحلول قدر الإمكان نظرًا إلى الصعوبات التي يمر بها المسيحيون في هذه المنطقة من العالم، وللتذكير أكثر بضرورة العيش المشترك والتكاتف والتكامل بين أبناء هذه المنطقة، إلى اي دين أو طائفة انتموا، وضرورة بث روح التعاون والمحبة والقبول لبعضنا بعضًا ومحاربة كل تطرف ممكن ان يدخل عنصر بلبلة على هذا الوجود والتاريخ المشترك الذي عشناه معًا مسيحيين ومسلمين منذ 1400 سنة.
أرسل تعليقك