غزة – محمد حبيب
تستمر معاناة سكان قطاع غزة عبر معبر رفح البري المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة وبوابتهم الوحيدة مع العالم الخارجي ليظل رهينة للأوضاع الأمنية والسياسية المصرية حيث تتفاقم معاناة الفلسطينيين يوماً بعد يوم، حيث البطء الشديد الذي يعمل به معبر رفح، وقلة أيام وساعات فتحه،مقارنةً بأيام اغلاقه ومع استمرار الأعذار المصرية بإغلاق المعبر في وجه أعداد كبيرة من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات.
فللمرة الثالثة على التوالي يعود المواطن ابو محمد سعيد إلى منزله في مدينة غزة بعد ان باءت محاولاته بالسفر عبر معبر رفح البري بالفشل محاولا الحفاظ على اقامته التي انتهت بفعل اغلاق المعبر المتكرر.
حال سعيد حال العديد من المواطنين في قطاع غزة من طلبة وأصحاب الاقامات وحملة الجوازات الأجنبية فمنهم من فقد وظيفته ومنهم من تأخر عن فصله الدراسي وآخرون احتجزوا لشهور في غزة بعيدا عن احبائهم.
رامي حسين الذي جاء لتفقد أحوال اسرته التي تقطن غزة فقد عمله في الاردن في ظل محاولاته المتكررة للسفر عبر معبر رفح حيث كان ينوي السفر بعد شهر رمضان.
وفي هذا الصدد يقول: "جئت لأقضي اجازة العيد مع ابنائي ولكن الاجازة طالت لخمسة شهور بفعل اغلاق معبر رفح الذي لم احسب حسابه".
ويعتبر فتح معبر رفح من الامور التي يحرص المواطنون في قطاع غزة والمغتربين على متابعتها يوميا نظرا لأعداد المواطنين التي تتكدس على الجانبين.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يتبادل المواطنون اخبار المعبر في محاولة منهم لنشر خبر فتحه او اغلاقه على اوسع نطاق ممكن.
اما رولا التي تحمل الجنسية النرويجية فلم يكن الخيار امامها الا التواصل مع سفارتها في الضفة الغربية لتحصل على تنسيق خاص يمكنها من الخروج عبر المعبر بعد ان امضت ما يزيد عن الشهرين محتجزة في القطاع.
ويعمل معبر رفح بنظام جزئي منذ الثالث من تموز الماضي حيث تسمح السلطات المصرية بسفر الطلاب والمرضى وأصحاب الاقامات عدة أيام في الشهر فيما يمنع كل سكان قطاع غزة ممن لا يندرجون تحت هذه الفئات من السفر مهما كانت الأسباب.وتبرر السلطات المصرية إغلاق المعبر بالأوضاع الأمنية غير المستقرة في سيناء.
ويقول المسؤولون في غزة أن نحو خمسة ألاف فلسطيني من ضمن الفئات الثلاث لازالوا على قوائم السفر فيما يفتح اليوم التسجيل للسفر بعد أن كان متوقفا نتيجة بطء عمل معبر رفح وقلة عدد المسافرين.
وأكد وكيل وزارة الداخلية كامل أبو ماضي، تقلّص تعداد المغادرين هذا العام بشكل كبير "مما فاقم الحالة الإنسانية داخل القطاع"، مبينًا أن المعبر لم يفتح إلا ستة أيام منذ بداية الشهر الحالي.
وأشار إلى أن غزة في مشكلة حقيقية وكارثة إنسانية مرضى مهددين بالموت وطلاب فقدوا مقاعدهم وأصحاب إقامات فقدوا إقاماتهم وأعمالهم .
وطالب ماضي السلطات المصرية بضرورة فتح المعبر بشكل واقعي و دائم ومراعاة حاجة أهالي القطاع و"تحمل المسؤولية " .
ودعا المسؤولين المصريين إلى أن "يراعوا ظروف غزة، وأن يفتحوا المعبر على الدوام". مطالباً بالإسراع في ذلك؛ لوقف التداعيات الخطيرة على حياة الفلسطينيين.
أرسل تعليقك