الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
غادر الرؤساء الأفارقة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عصر السبت بعد ختام قمة استثنائية بحثت ملف المحكمة الجنائية الدولية وعلاقاتها بالقارة، وينتظر أن يعلن وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أودهانوس في وقت لاحق نتائج القمة بالتفصيل، إلا أن رئيس رئيس القسم العربي في التلفزيون الإثيوبي أنور إبراهيم كشف في تصريحات عبر الهاتف لـ"العرب اليوم" من العاصمة الإثيوبية أن القمة أكدت عدم ملاحقة الرؤساء وقادة الدول الأفريقية أثناء توليهم الحكم وألا تمس المحكمة سيادة الدول، مضيفا أنه تم الاتفاق على تكوين لجنة خماسية لمخاطبة مجلس الأمن الدولي لتوقيف مساءلة الرئيس الكيني ونائبه والرئيس السوداني عمر البشير.
وقال رئيس القسم العربي في التلفزيون الإثيوبي أن الرؤساء اعتمدوا توصيات المجلس الوزاري الذي سبق القمة والتي تحدثت عن إرجاء النظر في الدعاوى المقدمة من المحكمة الجنائية ضد القادة الأفارقة سابقاً ومستقبلاً، مع الدعوة لتأجيل أي قرار ضد الزعماء الأفارقة طالما كانوا في المناصب الدستورية أو رئاسة الدول.
وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي أوضح في الاجتماعات أن دعوات الجنائية الدولية ضد السودان لا يقصد بها السودان وحده وإنما الدول الأفريقية كلها، وسيطرت فكرة الانسحاب من المحكمة في بادئ الأمر إلا أنها لم تحظ بتأييد الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة التي تعرف باسم نظام روما الأساسي وعددها 34 دولة أفريقية، ووصف البعض حضور القمة بالضعيف، حيث شارك فيها فقط 17 رئيسا من بين 54 دولة تتمتع بعضوية الاتحاد الأفريقي، كما أن الدول الموقعة الأفريقية الموقعة على ميثاق المحكمة وهي 34 دولة أفريقية لم تشارك بكثافة، وقال مصدر مطلع فضل عدم الكشف عن اسمه للعرب اليوم أن الدول الأفريقية ما تزال عرضة للضغوط ويمكن للدول الكبرى التأثير عليها، وأضاف أن موقف السودان كان واضحا من المحكمة حيث يرفض التعامل معها باعتبار أنه غير عضو فيها ، أما بالنسبة لدول مثل كينيا فإنها من الدول الموقعة وسبق أن أعلن رئيسها التعامل مع المحكمة فالموقف مختلف فقد كانت تريد أن تسمع في هذه القمة ما يسرها على لسان الآخرين لأنها لا تريد أن تفقد موقعها في العلاقات الدولية بالنظر إلى أن نيروبي ظلت مركزا دبلوماسيا حيويا في المنظومة الإقليمية والدولية، وكذا الحال بالنسبة لنيجيريا التي سبق وأن كشفت أنها تعرضت لضغوط بعد استقبالها الرئيس السوداني في وقت سابق، وكانت منظمات حقوقية عالمية عبرت عن قلقها من اتجاه الأفارقة للانسحاب من المحكمة، ووصفت الخطوة بالمهدد لتحقيق العدالة الدولية، كما وجهت صحيفة نيويورك تايمز بحسب سودان تريبيون انتقادات عنيفة للاجتماع ووصفته بأنه اجتماع البحث عن رخصة لقتل الشعوب ومضت الصحيفة إلى القول إن هؤلاء القادة الذين يعترضون على المحكمة الجنائية الدولية هم يبحثون بشكل فعال عن رخصة لقتل وتشويه وقمع شعوبهم دون محاسبة، كما يريدون الإفلات من القانون وألا يكون للقانون سيادة عليهم.
أرسل تعليقك