بيروت - جورج شاهين
أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية تمام سلام، أن المشاورات مستمرة لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وأنه ليست هناك أية صيغة حكومية ثابتة، وأنه سيتابع السعي بعد عيد الضحى المبارك إلى أن يكون أكثر وضوحًا في شأن الخيارات التي سيعلنها.
وكشفت مصادر مقرّبة من سلام، لـ"العرب اليوم"، أن الأخير اطلع الجمعة على تصريح لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، متحدثًا عن إمكان تعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة منذ 25 آذار/مارس الماضي، داعيًا إياها إلى العمل والبت في مراسيم النفط وكأنها قائمة، بالإضافة إلى نعيه الصيغة المُفضّلة لدى تمام سلام، وهي التي توزِّع الحقائب على الأطراف الثلاثة الوسطيين و"قوى 8 و 14 آذار" بالتساوي، بمعدل ثمانية وزراء لكل منهم، دفعته إلى التهديد بالخيارات المطروحة أمامه من احتمال الاعتذار عن التكليف أو اللجوء إلى حكومة حيادية، وما بينهما احتمال بأن يقول ما لم يقله من قبل في وجه السياسيين جميعًا.
وقد تشاور الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، الجمعة، مع تمام سلام، بشأن حصيلة الاتصالات الجارية والمواقف السياسية، بهدف تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال سلام، بعد اللقاء إلى الصحافيين، "لقد قبلت هذه الأمانة لمواجهة هذا الاستحقاق بعيدًا عن كل الاستحقاقات الأخرى، لأنني اعتبر أن مسألة تأليف الحكومة أمر ملح وضاغط لمواجهة الأوضاع المستجدة، ليس لدي جديد أقوله يُفرج عن أمل بتشكيل الحكومة، ولكنني سأبقى أسعى إلى ذلك مع الرئيس، بكثير من الشفافية والإخلاص، خصوصًا تجاه ما أشعر به من تأييد ومواكبة من المواطنين، ومن ثقة بما نقوم به، ولا تزال العراقيل والعقبات أمامنا، وفي بعض اللحظات أشعر كأنه لم يحصل أي تقدم أو تذليل للعقبات، وإذا ما استمعنا إلى بعض المواقف والتصريحات، نأخذ انطباعًا فوريًا كأن بعض المعنيين من القوى السياسية لا يريدون تسهيل هذا الأمر، وتاليًا تزداد الشروط والعراقيل، وأملي، وقد ذكرته سابقًا، أنني لن أتخلى عن الأمانة إلا بعد أن اقتنع نهائيًا بأن السعي لن يُجدي نفعًا، ولله بعد عيد الأضحى المبارك سنتابع السعي أملاً بأن نتمكن عندها من أن أكون أكثر وضوحًاً في شأن الخيارات التي سأُقدم عليها"، مضيفًا "اغتنم المناسبة للتوجه إلى اللبنانيين عمومًا بالتهنئة، وإلى إخواني المسلمين خصوصًا، الذين يؤدون منهم فريضة الحج أدعو لهم بحجَ مبرور وسعي مشكور، ولست قادرًا أن أهنئ اللبنانيين بما يُفرحهم على المستوى الحكومي، فعلى الأقل أهنئهم بعاطفتي التي يبادلونني إياها في كل مناسبة وكل موقع وموقف".
وردًا على نعي زعيم الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، لصيغة الـ ( 8× 8× 8)، التي تعطي ثمانية وزراء لكل من 8 و14 آذار والوسطييين، أكد رئيس الحكومة المُكلف، أن "الصيغ التي يتم تداولها عدة، ولم تستقر الأمور على شيء، وأن الاقتراحات والطروحات كافة لا تزال قيد التداول، وهذا ما أشرت إليه حين قلت إنه ليس هناك من وضوح حتى اللحظة، ، موضحًا أن "الخطوط مع الجهات والقوى السياسية كافة لم تُغلق في لحظة، وخصوصًا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولكن وتيرة تفعيلها وإنتاجيتها تضعف قليلاً وتعود لتنشط أكثر، وأنا منفتح على الجميع، وهذا ما قلته منذ بداية الطريق، وإنني حاضر للتفاعل مع الجميع، فمهمة تشكيل الحكومة ليست سهلة في هذه الظروف، ولكن يجب ألا تكون مستحيلة".
أرسل تعليقك