بيروت – جورج شاهين
اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سيمان أن الأفرقاء "يحاذرون الانزلاق إلى لعبة الأمن التي سترتد على الجميع بلا استثناء"، معتبرًا أن "انخراط الأفرقاء اللبنانيين في الصراعات الدائرة في محيطنا وتسلل عناصر من المجموعات الإرهابية، جعلت الأعباء الأمنية تتزايد على الجيش والقوى الأمنية". ولاحظ أن الوضع السياسي الداخلي "متعثر وصعب، لكنه ليس مستحيل الحل".
وكرر سليمان، في المقابلة التي خص بها مجلة "الأمن العام" في عددها الأول، مطالبته بـ"حكومة جامعة تضم الجميع على قاعدة التساوي"، و"إبقاء الساحة الداخلية في منأى عن صراعات الآخرين، وعدم التورط فيها"، داعيًا إلى "العودة إلى الحوار واستئناف البحث في الإستراتيجية الوطنية للدفاع والإفادة من قدرات المقاومة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي والدفاع حصرًا عن لبنان". وأشار إلى أن "التورط اللبناني في سورية انعكس توترًا بين الطوائف والمذاهب اللبنانية".
وأكد أن للدستور "آليات لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا مبرر للكلام عن التمديد"، محذرًا من "تكرار تجربة الفراغ الرئاسي وتعطيل النصاب القانوني لانتخاب الرئيس". لكنه أبدى ثقته بان ذلك لن يحصل. وشدد على ضرورة "محاربة التطرف الديني والمذهبي بتعزيز دور المعتدلين داخل كل طائفة، وليس محاربته".
ولفت إلى أن "لجوء السياسيين إلى حل المشكلات والأزمات بالأمن أو الحرب أمر خطير، وهم يستسهلون حل المعضلات السياسية بالأمن والحرب بسبب عجزهم عن التوصل إلى حلول لها، في حين يطلب العسكريون دائمًا إخراجهم من الحرب والأمن معًا، عبر إيجاد الحل السياسي الناجع للمشكلات المطروحة".
كما أكد أنه "لا يمكن للإدارة العسكرية والأمنية حل معضلة سياسية. لذلك نادينا مرارًا بأن أبتعدوا عن الجيش وأخرجوه من الشارع بسبب الخلافات السياسية، ودعوا له مهمة مواجهة العدو الإسرائيلي. لا تزال هذه الازدواجية، ويا للأسف، قائمة في لبنان"، مشددًا على "إيجاد حل لبعض الإشكالات الدستورية في الممارسة والصلاحيات. هذه المسائل تفترض حلها حتمًا".
وذكر سليمان أن موقفه "الدائم والمبدئي هو رفض العنف في سورية، وإيجاد حل سياسي للازمة السورية يحفظ وحدتها ومكونات شعبها، بعيدًا من التدخل العسكري الخارجي، قلنا مرارًا ولا نزال نحض على الحوار الوطني وإيجاد تسوية مسالمة للنزاع الداخلي وتحقيق الإصلاحات التي تتطلع الشعوب إليها باستمرار"، وأكد "ينبغي محاربة التطرف الديني والمذهبي بتعزيز دور المعتدلين داخل كل طائفة، وليس محاربته".
أرسل تعليقك