بيروت – جورج شاهين
حملت كتلة "الوفاء للمقاومة"، الخميس، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مسؤولية التقصير والتباطؤ المتعمد في تقديم المساعدات اللازمة لاحتواء حاجات النازحين السوريين إلى لبنان وذلك بعد تفاقم تعقيدات هذا الموضوع، وما يتطلبه ذلك من إجراءات ومستلزمات تضيق إمكانات لبنان عن تحملها، منبهة إلى "مخاطر استخدام هذا الملف الإنساني من قبل بعض الدول الداعمة للمسلحين في سورية، بهدف الضغط على اللبنانيين والتدخل في شؤونهم الداخلية"
ودعت الكتلة، في اجتماعها الدوري، الخميس، تحت رئاسة النائب محمد رعد، جميع المعنيين والجهات السياسية اللبنانية إلى أن يقاربوا المستجدات برؤية أكثر واقعية تسهم في إيجاد مناخات ملائمة لتفاهمات وطنية تعيد للحياة السياسية انتظامها وفاعليتها، وتنقذ البلاد من الانقسام والإحتقان والفوضى، وتحصنها لمواجهة المخاطر والتحديات وتهديدات العدو الإسرائيلي وأطماعه.
وتداولت الكتلة في الاجتماع آخر المعطيات في شأن الوضع في لبنان وسوريا، وفي المؤشرات التي رسمتها حركة الأطراف الدولية والإقليمية أخيراً في الأمم المتحدة، والتوقعات المحتملة للنتائج والتأثيرات على الاستقرار في المنطقة عموما، وفي لبنان على وجه الخصوص.
ورأت الكتلة أنه "مع بداية العام الدراسي وازدحام الأعباء المترتبة على المواطنين، وسط ما يشبه الاختناق المعيشي والاقتصادي، وتراكم الواجبات على الدولة ومؤسساتها تجاه قطاعات المعلمين والموظفين والعمال والمزارعين وأصحاب الحقوق وبقية قوى الإنتاج في البلاد، فإن القوى السياسية كافة تتحمل مسؤولية مراجعة حساباتها ورهاناتها، ومعنية بفتح آفاق المصارحة لتشكيل حكومة جامعة تستطيع النهوض بهذه المرحلة الصعبة والخطيرة".
وفي ختام الجلسة، أصدرت الكتلة بيانا رأت فيه أن "قطع الطريق على العدوان العسكري الأميركي والغربي المباشر ضد سورية، أسقط رهانات وأوهام قوى ودول في المنطقة والعالم، وأصابها بخيبة مريرة انعكست إحباطاً وتلاوماً لدى البعض، وتوتراً وغيظاً لدى البعض الآخر، في إشارات تستدعي الكثير من التنبه واليقظة والحذر مما يعمد إليه الخائبون لتخريب جهود الحل السياسي في سورية، ومواصلة تعطيل عمل المؤسسات الدستورية وتشكيل الحكومة في لبنان".
وأكدت الكتلة أن "إصرار الخائبين على التخريب والتعطيل، هو نهج عبثي لن يفضي إلا إلى المزيد من الخيبات، فيما يبقى الحوار الطريق الوحيد المجدي للوصول إلى معالجة الأزمات والحلول".
وشددت على أن "مرفق النفط والغاز في لبنان، وبفعل أخطاء، سابقة ارتكبتها حكومة بتراء، وتعطيل متعمد من قبل بعض أهل السلطة لإطلاق ورشة التلزيم، بات مهدداً بالقرصنة الإسرائيلية عبر محاولات العدو فرض وقائع وإجراءات لدى دوائر القرار الدولي والمؤسسات القانونية الدولية، الأمر الذي يعيق قدرة لبنان على الاستثمار في هذا المرفق إذا ما تغافل أو تباطأ في اتخاذ الإجراءات والآليات الضرورية التي تكرس سيادته وحقه بإقرار التلزيمات في هذا المرفق الحيوي الأهم للبلاد، معتبرة أن "مصلحة البلاد العليا تقتضي وطنياً عقد جلسة خاصة لحكومة تصريف الأعمال من أجل إقرار ما يلزم في هذا المجال".
وحيت الكتلة موقف فعاليات مدينة بعلبك وجهود قياداتها ونواب منطقتها التي أثمرت بالتعاون مع حزب الله والجيش اللبناني في تطويق الانفعال والتوتر ولجم التحريض وإعادة الهدوء بعد الإشكال الأليم والمؤسف، داعية الدولة لملاحقة المرتكبين ومعاقبتهم، ومؤكدة حرصها على وحدة العيش في مدينة بعلبك بين جميع مكوناتها السياسية والطائفية والمذهبية ورفض محاولات التوظيف السياسي الرخيص وكل الممارسات الإستفزازية التي تعكر صفو أمنها واستقرارها.
وعبرت الكتلة عن بالغ حزنها لكارثة غرق العبارة الإندونيسية التي أودت بحياة عدد من اللبنانيين المهاجرين، داعية الدولة إلى تفعيل جهودها من أجل ضمان سلامة انتقال الجرحى والناجين وإعادة الجثامين إلى لبنان.
أرسل تعليقك